اليســار الغربي:

تفجيرات لنـــدن

وخرافة معاداة الامبريالية

 

"ان الطرف الاسلامي في حرب الارهابيين سيستند الى صيغة مؤثرة ولكن قديمة لتبرير الارهاب الاسلامي، الصيغة التي كانت احدى اسس "معادة الامبريالية " للبرجوازية الصغيرة في العالم الثالث، خاصة في الشرق الاوسط". هذا ما قاله الرفيق الراحل منصور حكمت في بحثه العالم بعد 11 ايلول، اثر هجمات نيويورك في العام 2001.

 

واليوم بعد 4 سنوات تعيد قوى اليسار البرجوازي تلك انتاج نفسها كل مرة يفجر فيها الاسلاميون اجساد بريئة اخرى في شارع ما او مكان عام او متجر ما او باص في الغرب بينما يلوذون بصمت القبور وبانتهازية حقيرة حين " يستشهد" المواطنون الابرياء في بغداد او مدن العراق المختلفة مدعين ان تلك خسائر لا بد منها حين تقوم " المقاومة" بعملياتها ضد الامبريالية الامريكية. انه نفس التزلف السياسي لقوى رجعية سافرة لا اهداف لها لمصلحة الجماهير الا القتل بالمفخخات وحز الرقاب وقطع الايادي والجلد والرمي بالحجارة والتنكيل بالشيوعيين واليسارين والنساء والتحرريين منذ ان طفت تلك القوى الرجعية الى سطح مجتمعاتها ابان دعم المعسكر الغربي لها لمقاومة القوى التحررية والراديكالية الاشتراكية المتنامية.

 

ان آراء الكتاب الغربيين الذين يصنفون انفسهم كاشتراكيين او معاديين للامبريالية من امثال السيد طارق علي وروبرت فسك ونعومي كلاين وغيرهم، تهدف الى صب الماء في طاحونة الاسلام  السياسي من اجل اعادة انتاج نفسها وتثبيت ركائزها في مجتمعاتها. ان ابواقهم لا تعزف في فرقة اخرى بل تنتمي الى نفس الجوقة اليمينية والتي تسرع لتبرئة الاسلام من تهمة الارهاب تماما كما فعل توني بلير في خطابه من اسكوتلندا وفي مجلس العموم البريطاني او كما اتضح في خطابات حليفه جورج بوش.  ان هذا اليسار البرجوازي يتعقب نفس مسار جورج بوش وتوني بلير ومعاييره المزدوجة وان باتجاه مضاد شكلا من خلال الصمت ازاء انتهاك حقوق الملايين من النساء والاطفال والشباب في الدول المختنقة بالاسلام والمدعومة من قبل الغرب مدعين بان تلك هي عادات وتقاليد واعراف واديان تلك المجتمعات متسائلين بصفاقة "من نحن لنعلمهم كيف يعيشون ويعاملون مواطنيهم؟!."

 

ان من الكذب ان يبرر الارهاب الاسلامي بانه يمثل ارادة الجماهير في تحرير الارض، لا في العراق ولا في فلسطين ولا في افغانستان ولا في لبنان ولا في الغرب نفسه بل الصحيح ان قوى الاسلام السياسي تود من خلال الاتكاء على مآسي الجماهير وبممارسة الارهاب الوحشي الذي لامثيل له فرض هيمنتها على مناطقها ومجتمعاتها من اجل استلام السلطة السياسية فيها ومحاربة المد اليساري والعمالي الاشتراكي والتحرري. منذ مجازرها في مصر والجزائر الى  ايران والباكستان والهند مرورا بنيويورك وبالي ومدريد واليوم في بغداد وبيروت واخيراً في لندن، نشهد على ترسخ هذه الحقيقة يوما بعد آخر.

 

ان نزول القطب الثالث اي قطب الجماهير لمواجهة وحشي الارهاب العالمي الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من جهة والاسلام السياسي من جهة ثانية والقضاء على ارهابهما معاً كفيل بانهاء ادوار، لا الارهابيين فحسب ، بل كل من يجد لهما المبررات والذرائع. يتطلب  تعبئة قوى الجماهير لانهاء هذا الارهاب المنقطع النظير من الجبهة الانسانية التدخل الفوري وتتطلب من حركة الشيوعية العمالية التصدي للتظليلات التي تبثها لا قوى اليمين الحاكم الامريكي – البريطاني فحسب بل قوى اليسار الغربي اللاعمالي واللاانساني المعادي لقضية العامل في كل مكان.