بامكان الجماهير ان تضع حداً للارهاب

 

عصام شكــري

 

بامكان الجماهير المناهضة لمعسكري الارهاب ؛ معسكر امريكا ومعسكر الاسلام السياسي، فرض ارادتها وازاحة هذه القوى البربرية من حياتها.

 

ان المعسكر الثالث الذي يتجسد في وثيقة "بيان المعسكر الثالث" التي وقعها حزبنا والعديد من المنظمات العلمانية والانسانية هو تحرك عالمي يعبر عن اهداف الجماهير في كل انحاء العالم ويضع استراتيجية مناسبة لاستنهاض قوى المجتمع الانسانية كلها، من اجل تحقيق هذا الهدف. لم تستطع أي منظمة عالمية لحد اليوم ان تعبر بمثل سعة هذا الافق الانساني، وهذا الوضوح وهذه المبدأية عن تلك الامال والطموحات في مناهضة مسببي الدمار للبشرية اليوم أي قطبي الارهاب العالميين كما صاغتها وثيقة بيان المعسكر الثالث. ليس في تلك الوثيقة العالمية المهمة أي لبس في ترجمة طموحات وامال مليارات البشر.

 

اليوم، العالم كله بات بامس الحاجة الى بديل ثالث؛ بديل الخلاص من نفوذ وهيمنة وصراع هاتين القوتين ورفع اثارها من على كاهل وحياة البشر في كل العالم. الجماهير تريد وتتمنى دفع تلك القوتين الى الوراء و اخراجهما كلياً من الميدان الاجتماعي والسياسي. ولكن دون اظهار قوة الجماهير تلك بمنظماتها فلن يكون بمقدورها فعل الكثير. ان المعسكر الثالث ينوي ان يقوم بتلك المهمة.

 

ذاق العالم الويلات والالام من نتائج صراع دولة امريكا والاسلام السياسي. ان القوتين توغلان في ارتكاب الجرائم البشعة و سفك دماء الآلاف من المواطنين العزل والابرياء في العراق وافغانستان وفلسطين واسرائيل وعموم الشرق الاوسط كما في اوربا واسيا و امريكا محولة المناطق السكنية والشوارع الى ميادين حرب وسفك دماء ؛ طائرات وقنابل وصواريخ امريكا من جهة وسيارات وشاحنات ومفخخات الاسلاميين من جهة اخرى. قوتان مجرمتان لا تتورعان عن ارتكاب افظع الاعمال من اجل تحقيق النصر في صراعهما الدموي.

 

معسكر امريكا يدعي انه يشن " حرباً على الارهاب" ولكنها "حرب الارهابيين" التي اعلن جورج بوش اندلاعها بعد مجزرة 11 ايلول 2001 التي قامت بها حركة الاسلام السياسي ضد جماهير امريكا في نيويورك.  يظم معسكر امريكا حكومات الغرب ودول الاسلام السياسي معاً. تلك الحكومات الاسلامية الرجعية تمتلك سجلا مخزيا وداميا في ارهاب الجماهير وتمويل عصابات الارهاب الاسلامية بكل اطيافها السوداء وقد اصطفت في نفس المعسكر الرجعي. انها تجتر وتلوك نفس اكاذيب البيت الابيض ووزارة الخارجية والدفاع الامريكية التي "تقصف" بها مدارك الجماهير حول ترهات الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان. ومن جانب اخر تمتلك تلك الحكومات الاسلامية – القومية الموالية لامريكا اقذر سجل حقوق انسان في العالم. ان انظمتها الاسلامية تقوم، وعلى مدار الساعة، بافظع الانتهاكات ضد البشر في دولها؛ الالاف من العمال والاشتراكيين والنساء والتحرريين ودعاة المساواة يقبعون في غياهب سجون الانظمة الاسلامية حتى ان امريكا صارت تستعين بها من اجل ارسال معتقليها لتعذيبهم في سجون تلك الدول.

 

ان الانظمة الاسلامية والبقايا المتعفنة للانظمة القومية العربية التي قفزت الى قطار النظام العالمي الجديد لامريكا (قبل فوات الاوان) كان بدافع اساسي ووحيد وهو البقاء السياسي وكسب الشرعية من امريكا.

 

ان حكومات الاسلام السياسي الحليف لامريكا تعرض على الادارة الامريكية تمثيل مصالحها الاقليمية وادامة الرجعية في مجتمعاتها ورعاية قوى الاسلام السياسي وتفتيت المجتمع مذهبياً وطائفياً واثنياً والقضاء على اية قوة شيوعية او يسارية او عمالية او مساواتية او علمانية ، في مقابل خلع امريكا عليها اردية الشرعية السياسية في البقاء في السلطة وزيادة الدعم لها.

 

في الطرف الاخر من معادلة الصراع الارهابي، هناك قوى الاسلام السياسي والقوميين المعادية لامريكا وخاصة في العراق. ان تلك القوى شديدة الرجعية والهمجية. انها تمارس اشد صنوف الارهاب بشاعة بحجج الصليبية والكفار والغزاة. انها " تجاهد" لطرد الكفار والمشركين واقامة شرعة الاسلام وحكم الله واقامة الدولة الاسلامية على غرار دولة طالبان الهمجية والنظام الايراني الدموي. ان قوى الاسلام السياسي تبغي ايجاد اماكن للصراع مناسبة لها. ويأتي العراق بعد حرب امريكا في الظرف المناسب لاستقطاب تلك القوى الرجعية والارهابية للتنافس مع امريكا واعوانها في ارتكاب المذابح الجماعية. ان قوى هذا المعسكر اقل قدرة على تحشيد الجماهير و قوى المجتمع لانها لم تكن يوماً ما قوى اجتماعية بل هي قوى مكروهة ومدانة في العراق. ان ارهاب الجماهير وتخويفها وارعابها هو خصيصة مشتركة لكل تيارات الاسلام السياسي. ان حركة الاسلام السياسي ارهابية لانها لا تمتلك بديلا اخر. انها تعرف انها بانتهاجها أي منحى اخر فانها لن تبق في الميدان دقيقة واحدة وستطرد من المجتمع. جرائم تلك القوى ضد الالاف من الجماهير تبرهن على جوهر تلك الحركات الوحشي.

 

بين فكي هذا الوحش يعيش العالم يومياً. لم تنج مدينة من ارهاب الاسلام السياسي ولم تسلم مدينة عراقية او افغانية او باكستانية او فلسطينية من ارهاب امريكا وحليفاتها من الميليشيات الاسلامية القابضة على السلطة في تلك الدول.

 

ان مئآت الملايين من البشر في امريكا واوربا واسيا وامريكا الجنوبية وافريقيا بعيدون جغرافياً عن العراق وافغانستان وفلسطين واماكن تواجه القطبين الارهابيين. الا ان بعدهم الجغرافي لا يعني عدم اكتراثهم. ان الجماهير تتابع احداث المجازر وتحتج وتتظاهر وتواجه بمؤسساتها المدنية ذلك الاجرام وبوسائل تتفاوت في شكلها ولكن مضمونها الانساني واحد وهو ان: اوقفوا حمامات الدم والاجرام المنفلت هذا فوراً. ان قيام امهات الجنود الامريكيين بربط ايديهن في اسيجة البيت الابيض هو تعبير حزين ويائس عن البشرية المربوطة الايدي في اسيجة تلك القوة ونظيرتها المعادية. المئآت من الاحتجاجات المعادية للحرب تمثل ارادة الجماهير. يبغي المعسكر الثالث تنظيم تلك القوى وتعبئتها تحت راية: لا لطرفي الارهاب -  نعم لبديل الجماهير الانساني في كل انحاء العالم.

 

بامكان تدخل الجماهير في كل العالم ان تشكل قوة انسانية عالمية عظيمة تنهي الوضع لصالحها. لم يفت الوقت لفعل هذا. بل انه بالضبط الوقت لفعل هذا. ان بامكان الخمسة مليارات من البشر ان تنهض لتغير هذه المعادلة السوداء وتضع العالم على مسارات اخرى. ان توقيع الافراد والشخصيات والمنظمات الانسانية في كل انحاء العالم على تلك الوثيقة والانظمام الى هذا المعسكر اساسي من اجل تقوية معسكر الجماهير ورص صفوفه ودخوله الميدان.

 

حزبنا يشارك المعسكر الثالث اماله واهدافه. ادعو كل الشخصيات والمنظمات وكل قوى الجماهير في العراق والعالم العربي والعالم اجمع الى الانظمام الى بيان المعسكر الثالث. لنعمل على دخال الجماهير وازاحة قوى الارهاب من حياتنا.

 

بامكان الجماهير ان تضع حداً للارهاب.