الحل في مصالحة وطنية،

ام كنس الاسلام السياسي والقومية من المجتمـــع؟!

عصام شكـــري

ishukri@gmail.com

 

علق اياد علاوي الامين العام لحركة الوفاق الوطني العراقي على العملية السياسية بالقول انها تسير في طريق مسدود وان هناك حاجة لتعديل مسارها ودعى الى مشروع مصالحة وطنية حقيقية" مشككا بجدية مشروع حكومة الاسلامي التابع لامريكا نوري المالكي، قائلا ان التهميش انتقل الان من الذين هم خارج العملية السياسية الى من هم بداخلها.

 

بداية يجدر القول ان كلا من تيار المالكي، الاسلامي الطائفي، وتيار اياد علاوي القومي العروبي (ألبعثي) قد جلبا للسلطة بمساعدة المخابرات الامريكية وعن طريق الحرب الامريكية المدمرة. ان هؤلاء "الوطنيين" لم يأتوا بانتخابات حرة. لم يأتوا بتنافس او ترويج سياسي. ولم يأتوا عن طريق النضال الحزبي او البرنامج الانتخابي كما يحصل في دول برجوازية بظروف طبيعية (دون جيش جرار محتل وميليشيات ارهاب اسلامية وحرب مستمرة) بل جاءا اثر تدمير الة الحرب الامريكية للمجتمع ودكه دكاً بالقنابل واقتلاع الدولة وملئتها بهذه المجاميع الاسلامية والقومية العشائرية والرجعية.  وباختصار، لقد جلب هذان التياران ومعهما العشرات من التيارات الاسلامية الميليشياتية على ظهر الدبابات الامريكية. واليوم ، يقف كلا من علاوي والمالكي كأضداد داخل نفس الجبهة – جبهة امريكا بالرغم من انهما "يخدمان" نفس المشروع الامريكي ( الديمقراطي ).

 

ان تصريحات القومي – البعثي سابقا - اياد علاوي حول مايسمى "فشل مشروع المصالحة الوطنية" لنوري المالكي، مظللة وكاذبة. ان العبارة الصحيحة التي يجدر ان يقولها اياد علاوي ومعه دمى امريكا هي "فشل قوى امريكا الاسلامية - الطائفية والقومية - العشائرية في بناء دولة في العراق". ان مغزى كلتا العبارتين مختلف كليا، سواء في وصف ما يجري، او في استنتاج الشروط الضرورية لانهاء الاوضاع الكارثية في المجتمع وتوفير الامن والطمأنينة والحياة المرفهة للجماهير.

 

ان عبارة (فشل المصالحة الوطنية) تعني ان مشاكل المجتمع في العراق سببها (اختلاف) القوى التي تسمى نفسها وطنية. وبالتالي فان حل مشاكل المجتمع يكون عن طريق السعي لمصالحة تلك القوى الوطنية ومنح هذه المصالحة شكلا سياسيا عن طريق (حكومة وحدة وطنية) . هذه الحكومة بنظر كل اعوان امريكا من علاوي والمالكي والحكيم والمطلك والمشهداني وكل الرجعيين في "البرلمان" سيكون حلا لمشكلة انعدام الامن وانهاء الارهاب والفساد وارجاع الخدمات وتحسين ظروف المعيشة وغيرها.

 

بنظر علاوي يأتي ذلك عن طريق المصالحة مع البعثيين وارجاعهم الى السلطة – باشراف امريكي بالطبع.  بنظر "الوطني" علاوي فان مشروع المصالحة الوطنية هي مشروع ارجاع البعثيين. اما المالكي فيحبذ استجلاب العشائريين المرتزقة من "مجالس الصحوة" السنية.

 

ان مشكلة الجماهير في العراق ليست في اتفاق هذه القوى المتخلفة و الرجعية او اختلافها، فان هذه القوى الرجعية والبربرية قد جربت على الجماهير كل شئ. وفي كل الاحوال فان تلك القوى هي قوى ارهابية ومعادية للتمدن فرضت نفسها بالسلاح والقصف والتدمير والارهاب الاسلامي والعشائرية والطائفية وكراهية المرأة وسلب الحقوق المدنية والفردية  للمواطنين .

 

ان مشكلة جماهير العراق هي في كيفية "كنس" هذه القوى من المجتمع وتنظيفه كليا منها، لفسح المجال لاحلال الامن والامان والطمأنينة. ان احلال الامن والطمأنينة هو مقدمة لانخراط الجماهير في تقرير خياراتها السياسية بحرية دون ارهاب وباجواء امنة وطبيعية تجرى في ظلها انتخابات حرة عن طريق تنافس جميع القوى السياسية وعرض برامجها واجنداتها السياسية بشكل متمدن وبحرية كاملة. ان تلك الاوضاع تتطلب ازاحة القوى القائمة اليوم والمنصبة من قبل امريكا وكذلك كل الميليشيات والعصابات الاسلامية والقومية المسلحة  والارهابية.

 

حزبنا يناضل من اجل خلق هذه الظروف وفسح المجال للجماهير باوسع نطاق لتساهم في تقرير مصيرها السياسي دون ارهاب سواء كان امريكيا ام اسلاميا - قوميا.

 

********