كلمة بمناسبة تأسيس الحزب الشيوعي العمالي الايراني *

 

عصام شكــــري

ishukri@gmail.com

 

 

اهنأكم ايها الرفاق والرفيقات. انا سعيد وفخور بكوني هنا في هذا التجمع الكبير للشيوعيين. اتحدث هنا لا بصفتي عضوا للمكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي الايراني بل سكرتيرا للجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي، الحزب الشقيق لحزبكم. حزب يفخر بكونه احد احزاب الشيوعية العمالية القلائل، ليس في الشرق الاوسط فحسب بل في العالم. نحن حزب صغير ولكن نحاول ان نعمل الكثير لاحداث التغيير في العراق.

كما تعرفون، لقد تم غزو العراق، وهوجم بوحشية، وحطم، واستغل مواطنوه وانتهكوا، اغرقوا بالدم، ودمر مجتمعه المدني، وتراجعت مكانة نساءه، واستولت قوى الاسلام السياسي على المجتمع المدني وعلى السلطة. نحن الحزب الوحيد الذي تصدى لهذه البربرية. الحزب الوحيد الذي يقف ضد هذه البربرية بكلا طرفيها؛ امريكا والاسلام السياسي. وكما تعرفون ايضا، فان الجمهورية الاسلامية في ايران تلعب دورا اساسيا في تدمير المجتمع في العراق.

قبل ايام، كنت اكتب مقالة حول ضحايا الحرب؛ كم بلغ عدد القتلى في العراق منذ نيسان 2003 . قلت  قبل 6 اشهر اعرف ان الرقم بلغ المليون قتيل. مليون. وليس في الامر مزحة. ثم حينما كنت اقرأ مقالة للرفيق حميد تقوائي يبين فيها ان عدد القتلى في العراق بلغ مليون ومئتي الف قتيل.  قلت، علي ان اذهب لادقق الرقم مجددا، فالرقم بدا لي ان يتغير يوميا. ثم كتبت مليون ومئتي  الف قتيل في العراق. وبعد دقائق فتشت عن الاحصائيات ووجدت ان الرقم الدقيق هو مليون ومئتين وثمانية وثمانين الف انسان قتلوا في العراق منذ نيسان 2003. فبين معرفتي ان الرقم هو مليون ومئتي الف وبين الرقم النهائي هناك ثمانية وثمانون الف انسان اضيفوا.

ثمانية وثمانين الفا من القتلى اضيفوا الى رقم كنت اعتقدت انه فظيع !!. رفاقي لا يمكن تقدير دور الحزب الشيوعي العمالي الايراني حق قدره. في العراق يمثل حزبنا تيار الشيوعية العمالية، نصدر جريدتنا نحو الاشتراكية ونطبعها ويتم قراءتها في بغداد وكركوك والسليمانية والناصرية وفي المناطق الاخرى. يقولون ان كلامكم انساني ولكن الوحشية تحيط بنا من كل جانب. في ايران الرواية مختلفة. هناك في ايران حركة معترضة وقوية؛ حركة نسوية وعمالية وجماهيرية تناضل كل يوم. ان موقعية الحزب الشيوعي العمالي الايراني راسخة وقيادية في تلك الحركة. اود ان اؤكد لكم ان هذه الموقعية مهمة. اريد ان اجلب نظركم الى معنى الحزب الشيوعي العمالي، معنى وجوهكم وشخوصكم الى الناس. معنى فعاليتكم لهم، و معنى قولكم ان اساس الاشتراكية الانسان. كلمات ثمينة نرددها وقد نرددها كثيرا لدرجة تفقد معها معناها، ولكن بالنسبة للناس الذين يسمعونها فان لها وقعا اخر. يقولون نحن نتأثر بكلامكم ونريد ان نقوي جبهتنا وان يكون لنا هكذا حزب انساني.

 

رفاقي ورفيقاتي يقدم حزبنا تهانيه ومساندته الى الحزب الشيوعي العمالي الايراني ونود ان نقول لكم بصوت عال وايضا نقول  لجماهير ايران في كل مكان؛ جنوبا وشمالا، شرقا وغربا، بان جماهير العراق ستقف يوما ما الى جانبكم؛ في ثورتكم، في نضالكم ضد الجمهورية الاسلامية، وعندما تنتصرون وتتشكل حكومتكم الاشتراكية في طهران سنهرع معا ونغير كامل منطقة الشرق الاوسط. حينها لن يكون هناك لا حركة حماس ولا مقتدى الصدر ولا اثر لحركات بربرية عديمة الانسانية، وستفتح على كامل الشرق الاوسط  نافذة كبيرة تتدفق منها الشمس المشرقة والانسانية. هذا مايمثله الحزب الشيوعي العمالي الايراني.

 

في نهاية حديثي، اكرر ما قاله حميد تقوائي اليوم، وهو ما اعتقد به شخصيا؛ ان الرأسمالية اليوم في انحدار، في ازمة، وليس ثمة مخرج لها من مأزقها، فقد سحبوا الناس سحباً، المليارات منهم، الى تخوم الفقر والتجويع والحروب والاستبداد، والى التمييز الجنسي (لضيق الوقت لم اتمكن من الحديث عن التمييز الجنسي ضد المرأة، تلك التي خلقتها البرجوازية في العراق وايران وفلسطين ولبنان وغيرها...) ان البرجوازية تنهار، اخلاقيا وايديولوجيا واقتصاديا وفلسفيا وفنيا وفي كل المجالات.

 

ايها الرفاق

 نحن نمثل الامل في هذا العالم. لنتعبر هكذا اعتبار في قلوبنا ونمضي الى الامام بثقة بان نضالنا سينتج شيئا مميزا وانسانيا.

 

عاش منصور حكمت

عاش الحزب الشيوعي العمالي الايراني

عاشت الاشتراكية

 

واشكركم

 

------------------------------

* القيت هذه الكلمة في احتفال الذكرى السابعة عشرة لتأسيس الحزب الشيوعي العمالي الايراني