انســـحاب امريكا من المــدن لا يجيب على شروط انهاء الوضع الكارثي في العـراق!

 

عصام شكــــري

ishukri@gmail.com

 

انسحاب امريكا اشبه بانهيار عالم  بدا متماسكا لفترة طويلة ولكنه تحول الى ركام وانقاض.  انه العالم الذي حاولت امريكا تشكيله لفترة تقارب العقدين من الزمن؛ عالم شيدت اسسه على جثث الملايين من البشر وغرست راياته في حطام  المجتمع المدني.

 

اليوم سحبت امريكا قواتها من المدن. ولكن ذلك العالم الذي ارادت امريكا خلقه على تصوراتها لم ينسحب من حياة الناس؛ بقى ذلك العالم بانقاضه ودماره ودمائه وانفجاراته وقواه الوحشية؛ قوى الدين والقومية والعشائرية المعادية للانسانية.

 

لا نقصد انهاء الاحتلال كما يقصد القوميون العرب والمطبلون لل“تحرير“. نحن لا نطالب بتحرير“التراب الوطني“ او ”الوطن“ من القوى الاجنبية لتسليمها الى القوى الوطنية التي تمارس الاستغلال والاظطهاد  نفسه، بل نحدد انهاء الاحتلال بسمته شرطا اساسيا لانهاء الصراع الوحشي الذي يشكل الاحتلال الامريكي عموده الفقري وارجاع الاوضاع الطبيعية لتسهيل حركة ونضال الجماهير ضد مستغليها. الاحتلال الامريكي ترك اثارا  مادية وخيمة على وضع المجتمع . فقدت جماهير العراق لحد الان اكثر من مليون انسان جراء الاحتلال الامريكي والحرب مع قوى الاسلام السياسي وحلفاءهم القوميين. مازال الارهاب والقتل وانعدام الامان وغياب الافق السلمي والحرمان الواسع هو سمة الاوضاع في العراق.

لم تنته شروط ذلك الصراع لحد اليوم لان العراق مازال محتلا وان انهاء مأساة وكارثة جماهير العراق وخلاصهم تتمثل في انهاء الاحتلال الامريكي بالكامل ونزع سلاح القوى المسلحة الاسلامية والقومية وتحكيم ارادة جماهير العراق في سلطة منتخبة في اجواء طبيعية، امنة ومطمئنة.