اصطفافات جديدة، ماذا تعني؟

عصام شكـــري

 

شكلت الاطراف الاربعة الموالية لامريكا الكتلة الرباعية في شهر أب الماضي اثر انسحاب عدد من مجموعات المعارضة من "البرلمان" "الحكومـــــــــة". وقع وثيقة التفاهم كل من حزب الدعوة والمجلس الاعلى الاسلامي والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني . ولحد الان لم تنظم لهذه الكتلة أي مجموعة اخرى. وكانت المجاميع المنسحبة التيار الصدري وجبهة التوافق والقائمة العراقية.  يلاحظ ان الاولى اسلامية— شيعية والثانية اسلامية - سنية والثالثة قومية. نبين ذلك لتاكيد نقطة محددة ترد لاحقا.

 

من الواضح ان الاصطفافات التي تقوم بها تلك القوى اليمينية الاسلامية والقومية تاخذ اشكالا جديدة. هذه الظاهرة لم يكن لتحدث لولا  هزيمة اليمين الامريكي الحاكم ونهاية نظامه العالمي. بالامكان القول بان العراق شكل نقطة انطلاق هذا النظام العالمي في حرب الخليج الاولى اثر احتلال الكويت 1991 وشكل نفس العراق مكان افوله وانهياره في حرب احتلاله في العام 2003.

 

ماذا تعني هذه الاصطفافات الجديدة تحديداً بظل انهيار السياسة الامريكية؟، لم تتشكل تكتلات وتخترقها انقسامات ثم انسحابات (وصولا الى شبه انهيار في حكومة المالكي واقتراحه حكومة تكنوقراط) بين قوى ومجاميع اسلامية وقومية كان يجمعها في السابق الطائفية واليوم تعجز تلك الطائفية عن جمعها وتوحيدها؟ لم تتواجه على اسس، تبدو بوضوح، انها لم تعد طائفية بل سياسية؟!.  ان تكرار القول بان القوى المذكورة هي ميليشيات وعصابات  تتآمر ضد الجماهير وتنهب موارد العراق وتتقاسم المناصب وتتنازع على النفوذ والمناطق، بات عاجزا عن قول شئ.

 

أي نقد يوجه الى القوى اليمينية في العراق عليه ان يستند الى كشف حقيقتها كقوى طبقية لها مشاريع سياسية. اليوم هي قوى تدافع عن مصالح الطبقة البرجوازية ومشاريعها السياسية المحددة. علينا الجواب على هذه المسألة.  ان القوى الشيوعية والاشتراكية وقوى الطبقة العاملة التي عانت الامرين من تلك القوى السوداء التي قادتهم الى المذابح والمجازر وتدمير المجتمع المدني تقع عليها اليوم مهمة تشخيص مشاريع تلك القوى بدلا من تغطيتها بكلمات عمومية. أي ان نشير الى الملامح السياسية المشخصة لمناهج القوى اليمينية الهادفة الى ترسيخ سلطة رأس المال في العراق وبالتالي تقوية كامل الطبقة البرجوازية ضد العمال وعموم الجماهير.

 

في مكان اخر من العدد 63 من "نحو الاشتراكية" نقوم بتحديد تلك الملامح والاتجاهات. يكفي هنا التأكيد على ضرورة الانخراط الجدي للقوى العمالية والشيوعية واليسارية في تصعيد نضالها من اجل ابراز بديلها الانساني بالاستفادة من الفرص التي يمنحها الواقع.  هنالك حتماً املُ جديد.