بدائل البرجوازية في العراق

تحيل حياة الناس الى جحيـم

 

 عصام شكري

antisanctions@yahoo.com

 

صارت ظاهرة ارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين والسكان الامنين في منازلهم والاطفال سمة مترسخة من سمات الصراع الارهابي بين القوى البرجوازية في العراق ممثلة بالقوات الامريكية والحكومة العراقية المؤقتة الموالية لها من جهة وقوى وعصابات الاسلام السياسي والبعث  من جهة اخرى.

فقد ارتكب اليمين الامريكي الحاكم وقواته المجرمة من المارينز وبمساندة قوات الحرس الوطني التابعة للسلطة اليمينية العراقية المؤقتة جريمة وحشية اخرى بحق السكان الامنين في مدينة الفلوجة محيلاً المدينة الى ركام وخرائب وبحجة التخلص من قوى الاسلام السياسي.  ان امريكا تستخدم كل مالديها من ترسانة لقتل المدنيين الذين لم يستطيعوا حتى الهرب من بيوتهم وبلغت خسائرهم ارقاما مروعة. كما انها من جهة اخرى قامت بقتل الاسرى المصابين بعد اقتحام المارينز وحلفائهم لمدينة الفلوجة وامام عدسات الكاميرات وبنفس انعدام الضمير والخسة التي مارست بها قواتها تعذيب السجناء في ابي غريب. ان تلك المشاهد المروعة والوحشية لقتل العزل والمصابين وقبلها الكثير من قصف البيوت والطرقات وبشكل عشوائي يثير لدى الملايين من سكان االعالم اشد مظاهر الالم والاحساس بالقهر وانعدام الحيلة.

ومن جهة اخرى تستمر قوى الاسلام السياسي وعصاباته تلك وفي شتى انحاء العراق باعمال قل نظيرها في الوحشية والاجرام بحق الابرياء ومنهم النساء والاطفال. فالسيارات تفجر في وسط الساحات العامة وتقتل العشرات من المارة وعابري السبيل والباحثين عن لقمتهم في هذا الجحيم. اخر تلك المجازر مجزرة ساحة النصر ببغداد والتي راح ضحيتها العشرات من المدنيين الابرياء.

ان منهج قوى السيناريو الاسود في العراق كله ذا محتوى واحد وهو عدم الاكتراث بالمدنيين والتضحية بهم من اجل مصالح تلك القوى. ان الانسان وحرمته وقيمته تنتهك كل يوم وبأفظع الوسائل على ايدي تلك القوى المتوحشة والتي لا تعرف اي معنى للانسانية ولا تعتبر الانسان الا امتداد منحط لوسائلها ومنطقها البرجوازي البربري في الاستغلال والتلاعب بمصائر الناس.

لا علاوي ولا بوش ولا وحوش وشيوخ الاسلام السياسي ولا غيرهم من القوى الموجودة في السلطة اليوم لها ادنى علاقة بالانسانية او المجتمع المدني او قيم التحضر. بالعكس انها قوى رجعية ومعادية للانسانية وما ممارساتها خلال العامين المنصرمين الا دليل على ماهيتها تلك.

ان الحل الوحيد للجماهير في العراق من اجل انهاء هذه الاوضاع يستوجب اولا توحدها حول البديل الشيوعي العمالي الثوري للتخلص من هذه القوى وطردها كليا من المجتمع. يجب كنس كل البدائل السوداء للبرجوازية من حياة الناس لكي يستطيع المجتمع ان يتمتع بقدر ادنى من الطبيعية. لكي تتمكن الجماهير من استعادة عافيتها وان تتمتع بالطمأنينة في مجتمع لا تحكمه الوحشية والقتل  ولا قوانين التمييز الاسلامية والتحقير لانسانية الجماهير. في هذه المرحلة يتطلب ذلك منا حشد القوى وتعبئتها حول بديل الشيوعية العمالية الثورية المتمثل في تحقيق الاشتراكية. فقط من خلال تدخل الجماهير الواعي بهذا الاطار الثوري وبالرؤية الثورية الاشتراكية للشيوعية العمالية بامكانها ان تلعب دورها في التغيير الجذري لمسار المجتمع وقلب الاوضاع لا آنيا فقط بانهاء السيناريو الاسود وتحقيق مجتمع مطمئن وطبيعي من خلال حكومة علمانية ولا قومية فحسب، بل بتحقيق بديلها الوحيد للتخلص النهائي من استغلال الرأسمال وجرائمه، اي بديل الاشتراكية.