مجزرة الفلوجة

وانتخابات امريكا في العراق

  عصام شكري

antisanctions@yahoo.com

 

يتصور علاوي وشريكه السفير الامريكي في بغداد نكروبونتي بأن دماء 6000 انسان في الفلوجة من العمال والكادحين والنساء والاطفال وفي كل مدن العراق الاخرى سيحقق لهما الشرط الموضوعي لاجراء الانتخابات في موعدها في العراق. انهما يدعيان ان ذلك ضروري لخلق اجواء سلمية لامريكا واليمين العراقي الموالي لها وقوى السيناريو الاسود الاسلامية والقومية لاحكام قبضتها على الواقع السياسي وادامة السيناريو الاسود. تلك ليست احلام سياسية بل تصورات واقعية لتيار يميني منحط يغرق في الاجرام بحق الجماهير يوما بعد آخر.

 

ان الواقع الذي خلقته امريكا بتواجدها الحربي الوحشي في العراق اي السيناريو الاسود وبكل عناصره المعادية لتطلعات الجماهير ومنذ 20 شهراً تقريبا يشير الى ان خلق الاستقرار السياسي بفرض المزيد من الدمار والوحشية وارهاب الدولة. ان ذلك لن يسفر سوى عن ادامة واعادة انتاج ظروف السيناريو الاسود. لن يسفر الا عن تطاحن مستمر ومتصاعد بين الوحشين الارهابيين لذلك السيناريو؛ امريكا والاسلام السياسي، مخلفا وراءه الالاف من الضحايا الابرياء. ان وجود امريكا هو العامل الاساسي لجعل الظروف الموضوعية لاجراء اية انتخابات، مستحيلة. انها بمثابة كونها حامية السيناريو الاسود ومعيدة انتاجه في العراق تعتبر العائق الاساسي امام جماهير العراق لممارسة حقوقها السياسية. فالانتخابات لن تجرى في هكذا ظروف ولن يتم تغييرتلك الظروف بانتهاج سياسة المجازر الامريكية بل ستزداد الامور تفاقما وسوداوية. ان الشرط الموضوعي لتوفير ظروف آمنة لاجراء انتخابات بقدر ادنى من المصداقية يبدأ بازاحة القوى السوداء من المعادلة السياسية أو تحييدها كليا وعلى رأسها امريكا. فقط بتحقيق ذلك سيكون بالامكان التمهيد لاجراء انتخابات. اما الحلم باجراء الانتخابات في هكذا ظروف فهو حلم سقيم لقوى تزداد .