الجبهة الثــــالثة ولاحئتنا العملية

 

عصام شكــــري

ishukri@gmail.com

 

 

لن يتمكن حزبنا ان يقوم بتحقيق اهدافه بمجرد الدعوة الى الاشتراكية. علينا قبل كل شئ ترجمة هذه الدعوة الى قدرة وقوة مادية داخل المجتمع. يجب ان نعطي لهذه الاشتراكية، شكلا وهيئة مادية مشخصة وواقعية، هيئة ذات ملامح وشخوص وعناصر، تشكل حركتها بمجموعها ديناميكية واحدة وتجسيدا لحركة تطرح بديلا مغايرا؛ انها تجسيد لاجوبتنا وطرحنا الاشتراكي لمعضلات ومشاكل المجتمع باسره؛ بديلنا الواقعي والعملي. على الاشتراكية اليوم ان تقدم حلا “كونكريتيا“، يتم من خلاله استقطاب قوى الجماهير الواسعة والغفيرة، في العراق، في المنطقة، وفي العالم. لا يمكننا الان ان نستمر بطرح حلولنا دون ان نجسدها على الارض، لا يمكن لنا ان ننتظر من يطبقها. بهكذا نمط سياسي عملي واجتماعي متدخل بامكاننا تجسيد معنى الاشتراكية.

 

ان التمايز الايديولوجي والنظري والفكري (عن بقية القوى المدعية بالشيوعية والاشتراكية) مسالة اساسية بالطبع، فدون ذلك ستتخبط حركتنا خبط عشواء وسيؤدي بنا الامر، كما ادى ببعضهم، الى احضان الاسلاميين والقوميين الرجعيين، ظنا منهم انهم سيقبلون على تشكيل ”حكومة علمانية ائتلافية “ مع تلك القوى. بهكذا اوهام يمينية وتافهة اقبل بعض ادعياء الاشتراكية على ”اكل الثريد“ (كما يحلوا لهم تزوير لينين وابتذاله) اي على "الحركة العملية" التي دعوا لها والتي اوصلتهم بالنتيجة الى الافاق المسدودة. ان الحركة العملية لاي تيار سياسي هي وليدة فكر ونضال نظري وليس العكس. وفي نفس الوقت فان التمايز النظري هو جزء لا يتجزأ من النضال العملي ومهمة لا تتجزأ من مهام حركة الشيوعية العمالية المنظمة اي مهمة الدفاع عن الماركسية بوجه محاولات حرفها وجعلها مطية لقوى انتهازية وبرجوازية.

 

لقد تم انجاز مرحلة جيدة من نضالنا من اجل ابقاء رايتنا الشيوعية العمالية الاشتراكية الحمراء مرفوعة وعلينا اليوم ان نتحرك كقوة اجتماعية تفتح افاق المجتمع بحلها الاشتراكي الانساني. ولتوفير مستلزمات التحول الى قوة اجتماعية علينا ان نواجه اصعب ما تواجهه الجماهير من مشاكل واكثرها خطورة واهمية وتتمثل اليوم في مسألة الاحتلال الامريكي واسلحة الميليشيات الاسلامية والقومية الرجعية ومايتصل بتلك المسائل من غياب الدولة والطمأنينة والمجتمع الطبيعي والارهاب وغياب العلمانية وانتهاك حقوق المرأة؛ اي مدنية المجتمع وحقوق المواطنة والعلمانية. من خلال طرحنا ”الجبهة الثالثة“ بامكاننا التحرك كقوة داخل المجتمع ونضالنا بين الجماهير في كل تلك الميادين. الا ان حركتنا يجب ان تركز وبشكل اساسي على مسار طرد الاحتلال الامريكي ونزع سلاح الميليشيات الاسلامية والقومية الرجعية وذلك يتم عن طريق تعبئة القوى الراديكالية والتحررية والعلمانية ونقد وتعرية قطبي الارهاب  واستجلاب القوى العلمانية والانسانية للجماهير للمقدمة. الجبهة الثالثة هي جبهة الجماهير العريضة والواسعة والمتمدنة المناهضة لجبهتي  الارهاب العالميين: اي جبهة امريكا من طرف وجبهة الاسلام السياسي والقوميين والرجعيين من طرف اخر. علينا ان نترجم ذلك المطلب الى حركة سياسية—اجتماعية. 

 

حزبنا الشيوعي العمالي اليساري العراقي مهيئ لقيادة هذه الجبهة العريضة وتعبئة القوى الانسانية والراديكالية داخلها وجعلها حركة مادية تطرح بدائلها الانسانية وتزيح بدائل قوتي الارهاب. نحن مستعدون. وبامكاننا الشروع في الحال.