ازاحة القوى البربرية طريق خلاص المجتمع

 

عصام شكــــري

ishukri@gmail.com

 

اعلنا عن موقفنا من ”الانتخابات“ وقلنا بان تلك الممارسة هي مسرحية تجرى فصولها لخداع المجتمع بانه منخرط في تغيير واقعه وان للناس ”ارادة“ سياسية حرة. 

 

وفي نفس الوقت الذي كشفنا فيه عمليات تزييف واستلاب ارادة الجماهير وحريتها في اختيار سلطتها السياسية، بهذه العملية الضخمة، التي تجري بفقدان ابسط مقومات اجرائها وخاصة ظروف الاحتلال وفقدان الامان والطمأنينة والطبيعية، فاننا ادنا وبقوة الارهاب الذي صاحب اجراء تلك العملية واعتبرنا انه وجه اخر من اوجه الحركة الاسلامية والقومية التي تريد اثبات وجودها ولو بشن المجازر ضد الجماهير.

 

ان القوى والمجاميع الاسلامية والقومية المعادية لامريكا تأمل من خلال اعمال القتل والارهاب التي حاولوا من خلالها التأثير في مسارات العملية الامريكية المتضعضعة في العراق، تحمل نفس هوية القوى الاسلامية والقومية والطائفية الحاكمة .

فالقوى الحاكمة قد نصبت في السلطة اصلا لقاء خدماتها لقوات الاحتلال الامريكي وتسهيل دخوله الى العراق لتدمير المجتمع وزرع الفوضى والدمار واللا امان وتقسيمه على محاور الدين والطائفة والعشيرة والقومية.

 

وبنفس القدر من الميكافيللية والوحشية فان القوى المعارضة لتلك العملية تمارس اليوم القصف العشوائي بالهاونات والسيارات المفخخة والقنابل المزروعة في الشوارع والاسواق وتقتل البشر بشكل جماعي لتحقيق مراميها والتي لا تتجاوز طلب القبول بها كشريك في عملية تقاسم السلطة وعرض خدماتها خدمة لمصالح امريكا في العراق.

 

ان كلا الطرفين  يقف في جانب واحد، جبهة واحدة معادية للجماهير، وكلاهما يستخدم نفس اساليب الارهاب والقتل الجماعي، وكلاهما لا يود، ولا يتمكن، من تهيئة ظروف وشروط استقرار وتطبيع الاوضاع، لان ذلك يعني بالنسبة لها الانتحار وفقدان الهوية السياسية القائمة كليا على الدين ، الطائفة، الملة، القومية، الاثنية، العشائرية وبقية التقسيمات الرجعية. ليس لكلا الطرفين اي افاق لانهاء تلك الاوضاع.

 

القوى المنصبة من امريكا للمالكي وقبله علاوي فشلت بعد 7 سنوات في انجاز مهمة ”بناء الدولة“ وان بؤرة  خلافات تلك القوى اليوم مازالت على حالها: (من يستطيع ان يوفر الامان ويرجع الامور طبيعية)؟.

ان جوابنا بسيط: ليس ثمة طرف  من تلك الاطراف بقادر على انجاز  ذلك.

 

ان القوى التي تكون جزءا من كارثة المجتمع وسببا في تدميره واغراقه بالدم والارهاب لا يمكن ان تكون هي نفسها جزءا من الجواب لانهاء تلك الكارثة.  خلاص الجماهير والمجتمع يستدعي بل ويشترط ازاحة تلك القوى من طريق المجتمع.

 

ماتزال الاوضاع تنذر بالخطر والخوف والترقب للملايين من الناس في العراق.

 

الجماهير تدرك ذلك جيدا.

ما الحل ؟!

في ابراز بديل المجتمع، بديل الجماهير العريضة. ذلك البديل لن يرى النور مادامت تلك القوى البربرية جاثمة. لذا فان التصدي لتلك القوى، فضحها والنضال ضدها وكشف محتواها المعادي للانسانية يصب في هذا المسعى.