في الذكرى السنوية الاولى لتأسيس حزبنا

الشيوعية العمالية

ترفع رايتـــــــــها

 

عصام شكــري

ishukri@gmail.com

 

تمر علينا في هذه الايام الذكرى الاولى لتأسيس حزبنا الشيوعي العمالي اليساري العراقي.

 

تأسس حزبنا في ظل نفس الاوضاع القاتمة والمأساوية التي تمر بها جماهير الطبقة العاملة المليونية في العراق اليوم. بظل نفس السيناريو الاسود واثار الحرب الامريكية ودمار المجتمع المدني في العراق وسيادة افاق البرجوازية الرجعية من الاسلام السياسي والقوميين وبقية الحثالات العشائرية وسيطرتهم على مقدرات المجتمع وبمعونة الولايات المتحدة ومساندتها المباشرة. بظل تزايد الارهاب المزدوج الاجرامي من قبل طرفي الارهاب العالمي؛ الدولة الامريكية وقوى الاسلام السياسي. الارهاب الذي يحصد يومياً ارواح المئآت من الجماهير وفي كل مناطق العراق.

 

تأسس حزبنا ضرورة موضوعية للاجابة على الانكسار المؤسف لراية الشيوعية العمالية على أيدي قادة الحزب "الشيوعي العمالي" الذي كان الممثل الرسمي لحركة الشيوعية العمالية في العراق لحد تأسيس حزبنا. تلك القيادة اتخذت قراراً واضحاً بحرف حركة الشيوعية العمالية في العراق الى اليمين للتماشي مع خطى رفاقهم المنشفين عن حزب منصور حكمت – الحزب الشيوعي العمالي الايراني. تلك القيادة افضت وبقرارها الانشقاقي الى بناء دعائم التكتيك الانتهازي الجديد لحركتها – تكتيك المساومة مع البرجوازية ونبذ الاشتراكية.

 

ورغم الصعوبات الكبيرة التي وضعها التيار اليميني بوجه قوتنا اليسارية المعترضة على ميلهم اليميني وسعيهم لتقسيم الحركة وشقها بتحالفهم مع البرجوازية الصغيرة وتيارها الانشقاقي بقيادة كورش مدرسي ومساهمتهم في التصويت الفعال على الانشقاق، الا ان حركتنا استطاعت ان تظل متمسكة بمنهج منصور حكمت الاشتراكي العمالي الثوري.

 

لقد استنسخت قيادة الحزب اليميني في العراق النموذج الانشقاقي للحزب الايراني بسرعة البرق وبشكل متهالك ومثير للسخرية من اجل سد المنافذ على تيارنا اليساري وقمعه وحجبه عن الظهور والاعلان عن وجوده. ان قيادة التيار الانتهازي* آثرت في حينها الاصطفاف مع العناصر اليمينية في الحزب الشيوعي العمالي الايراني لخلق توازنات جديدة تضعف التيار اليساري الاشتراكي وتحاول ان تهزمه باي ثمن. الا انها فشلت حتى في مجاراة ذلك الجناح ( اليميني الايراني) الذي بدا اكثر اصالة ومبدأية منهم في طروحاته التساومية الخائرة ونصوع الوانه "البرتقالية". وبدلا من التقدم باطروحة سياسية تبرر هذا الاصطفاف المفاجئ الجديد فان قيادة الحزب المذكور اثرت الصمت والاكتفاء بالدعاية الاعلامية السخيفة دون اي احترام لذكاء المئآت من اعضاء وكوادر الحزب الذين ظلوا يتسآلون عما يحدث ولم يجري التعتيم على الاحداث ومنعهم من التعرف على سبب الخلاف.

 

تأسس حزبنا رداً ناجحاً على ذلك التيار اليميني واستطاع افشال محاولاته في الاستيلاء على مجمل الحركة وشلها عن الحركة وتحويلها الى منظمة شعبوية متخاذلة تردح براديكالية انشائية. ان رداء الراديكالية الذي لا تستطيع خلعه تلك الحركة يكشف بشكل متزايد عن اجزاء متزايدة من حقيقة ميلهم البرجوازي . ان تأسيس منظماتهم الشعبوية الدعائية وتجسيد مشاريعهم وطروحاتهم السياسية المثقلة باكثر انواع الميول الديمقراطية سخرية يسجل ذلك بوضوح لمن يمتلك حدا ادنى من القدرة على تحليل الاحداث.

 

استطاع حزبنا خلال السنة الماضية ان ينجز مهامه الاساسية التي وضعها على عاتقه عند تأسيسه بنجاح واولوها الشروع في بناء منظمات الحزب في مدن العراق وتوسيعها وضم العشرات من الرفاق العمال الاشتراكيين والشيوعيين اليها. بدأ حزبنا ببضعة افراد اثروا حمل لواء الاشتراكية خفاقاً رغم كل ما اعتورهم من صعوبات ومعوقات. واليوم وبعد اشهر قليلة ازداد عدد الاعضاء المسجلين زيادة كبيرة وصار لنا تنظيمات تظم العشرات من الكوادر والاعضاء الاشتراكيين ذوي الاصرار والعزيمة الوثابة. لقد استطعنا اليوم ان نجعل من منظمات الحزب نقاط شروع لانطلاقة قوية قريبة. يمتلك حزبنا امل واعتقاد كبيرين بان بامكان العمال في العراق وتحت قيادته على مقارعة قوى البرجوازية وتكسير انفها وانهاء جبروتها واجرامها على الجماهير بدلاُ من التزلف الرخيض لها.

 

السنة الفائتة حفلت بالعديد من الانجازات واكثرها حبوراً وعي المئآت من الرفاق الشيوعيين والاشتراكيين والعمال لاهمية انخراطهم في النضال الشيوعي المباشر وغير المؤجل من اجل الاشتراكية وبناء عالم افضل اليوم.

 

أتى الرفاق الى حزبنا بوعي وفهم عاليين بحقيقة ان خلاص الملايين من الظلم وانعدام المساواة والحقوق والاستبداد وانعدام الحرية والانسانية والعدالة لن يتحقق الا بالاشتراكية والقضاء على البرجوازية وهزيمتها في العراق. لقد ادرك رفاقنا العمال في تنظيمات الحزب في بغداد والناصرية وقلعة سكر والسليمانية ان مصدر قوة الشيوعية العمالية ليست كامنة في رضى البرجوازية عنها بل كامنة في مكان اخر. ذلك المكان قوة الجماهير والتي تظهر حالما تنتظم تلك الجماهير حول اهدافها وتتراص كجبهة فولاذية وبقيادة حزب اشتراكي ثوري قوي. ان من اولى مهام حزبنا هو خلق تلك الجبهة الفولاذية لقوى الجماهير والتي بامكانها وحدها تغيير مسارات الاحداث من خلال تهديد البرجوازية وهزيمتها. ان ساحة النزال وهزيمة البرجوازية ستقرر وفق اعتبارات قوة العمال ازاء البرجوازيين.

 

ان حركتنا وكما بين الرفيق منصور حكمت تنتم قبل اي شئ اخر الى الامل والاعتقاد العميقين بان تحقيق عالم افضل يليق بالبشر ممكن وضروري. حزبنا اليوم في طريقه الى عقد مؤتمره الاول. ذلك المؤتمر سيضع اللبنات الاوى لحزب الطبقة العاملة الاشتراكي. ان انجاز مؤتمر حزبنا الاول بنجاح يعد شرطاً اساسياً لنقل عملنا الشيوعي نقلة نوعية مؤثرة من اطر التأسيس الى التعبئة وتجعل منه قوة مادية بايدي الملايين من العمال والكادحين والجماهير في كل العراق.

 

بتأسيس حزبنا تكون حركة الشيوعية العمالية قد جسدت نفسها من جديد ونهضت وسيصبح الامل بعالم افضل حاضرا وقابلا للتحقق اكثر من ذي قبل.

 

لنمض معا يارفاق نحو بناء هذا الحزب الكبير، معاً من اجل نصرة انسانية الانسان وانهاء غربته المذلة وبناء عالم يليق بكل البشر،

 

معا نحو الاشتراكية.

 

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------

* من الخطأ اطلاق صفة انتهازية على تلك الحركة اليوم لانها من الناحية الموضوعية اصبحت حركة برجوازية.