تدهور الوضع الامني في العراق واحتمال اشتداد حدة الصراع الديني القومي

عصام شكــــري

ishukri@gmail.com

 

 

تزداد معاناة الجماهير في العراق حدة كل يوم وخاصة اثر ازدياد اعمال الارهاب الاسلامي بعد شهر من سحب امريكا لقواتها من المدن. لا يمر يوم دون انفجارات مروعة تحصد ارواح المئات من المواطنين والمواطنات.

 

وتحاول الحكومة الاسلامية والقومية المنصبة من قبل امريكا ان تثبت انها قادرة على احلال الامن ولكن الناس تعرف ان تلك مجرد اكاذيب. ان سلسة التفجيرات المروعة التي اجتاحت بغداد وكركوك في الايام الاخيرة تثبت ان القوى الاسلامية والقومية والعشائرية الموالية لامريكا جزء لا يتجزأ من النظام الذي يفرز الارهاب الديني والطائفي والقومي وانهم سبب للمأساة وليس للحل.

 

بانسحاب امريكا والتي بدأت خطوته الاولى في 30 حزيران فان الوضع غير مرشح للانفراج بل ربما يزداد تعقيدا وتأزما. ان القوى المنصبة من امريكا ستتنازع فيما بينها ولن تستطيع حل تناقضاتها الا بالطرق المسلحة ( قوى طائفية ودينية بلا برنامج انساني سوى التعريفات الدينية والطائفية والقومية للبشر)، وهذا ما سيدفع الاوضاع في المجتمع الى المزيد من الاحتقان. ان من الاهمية بمكان تقدير الجماهير ان بقاء القوى الاسلامية والقومية في السلطة وخارج السلطة، مهما ادعت تلك القوى حول قدرتها على السيطرة وحل الاوضاع، لن تتمكن من توفير الاجواء الطبيعية بسبب طبيعة تلك القوى  القائمة على تقسيم المجتمع الى مجاميع دينية وطائفية وقومية متناحرة وايضا على اساس الجنس واحتقار المرأة وفرض الدونية عليها.

 

يجب الحذر من الانزلاق في اتون صراعات القوى الاسلامية والطائفية والقومية والاثنية ومحاولتها جر الجماهير الى صراعاتها الرجعية.  لا مصلحة  للجماهير ابدا في متابعة الاجندة الطائفية والدينية والقومية لتلك القوى ولا مصلحة لها مطلقا في التخندق معها او سماع اقوالها الدينية والقومية والمذهبية القائمة على بث الفرقة والكراهية بين صفوف الجماهير رغم ادعاءهم عكس ذلك.