مقابلة نحو الاشتراكية مع الرفيق خبات مجيد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي اليســـاري العراقي

حول انسحاب امريكا من المدن العراقية و"انتخابات" كردستان

 

انسحاب امريكا من المدن

 

نحو الاشتراكية: قالت الحكومة الاسلامية القومية المنصبة من قبل امريكا ان انسحاب امريكا من المدن هو انتصار ويوم تحرير. نحن نعرف ان تلك الحكومة هي نفسها قد جلبت الى السلطة عن طريق الاحتلال الامريكي. كيف يمكن برأيك لحكومة شكلت في ظل احتلال ان تدعي ان يوم 30 حزيران هو يوم التحرير وان العراق قد اصبح بلداً غير محتل؟!. ما تعليقك على ادعاءات الحكومة تلك من جهة، ودلالات انسحاب امريكا من المدن، من جهة اخرى؟

 

خبات مجيد: ابدأ بالشطر الثاني من السؤال حول مسألة انسحاب القوات الامريكية من المدن. برأيي هناك جانبان للمسألة؛ جانب ايجابي واخر سلبي. الجانب الايجابي هو ان انسحاب امريكا من المدن العراقية هو في منفعة ومصلحة الجماهير في العراق بغض النظر عن اثار ذلك الانسحاب على الوضع السياسي. امريكا تعد قوة مسلحة كبيرة في المنطقة وتشكل ضغطاً قوياً جدياً على كل المجالات الاجتماعية والسياسية وحتى النفسية وعلى الافكار العامة في المنطقة ولديها ثقل كبير جدا. ان انسحاب تلك القوة هو امر ايجابي لانه يعني انهاء العسكريتاريا والنفوذ العسكري الامريكي ويؤشر بان قوة الضغط العسكرية تلك هي في طريقها للانحسار والرحيل. ذلك سيؤدي الى تحول العراق الى شكل اكثر تمدنا، من خلال خروج قوات الاحتلال، اي قوة التدمير تلك في المنطقة. ان قوة امريكا ادت الى حدوث دمار في جميع المجالات، حتى تلك المجالات المتعلقة بالافكار وتنامي الحركة الثورية. فالجيش الامريكي هو السبب الرئيسي الذي اثر سلبيا على الفكر الشيوعي والانساني والثوري وعموم الفكر التحرري في المنطقة. ان تلك القوة الغاشمة هي السبب الاساسي في الكبت الثوري وكانت في خدمة ومنفعة القوى الدينية والقومية والطائفية في العراق والمنطقة.

 

اذن، يتلخص الجانب الايجابي في ان تلك القوة التدميرية الاساسية التي تقف خلف كل القوى والتيارات والحركات الرجعية من دينية وقومية وطائفية التي تريد تدمير الحركة الثورية والافكار الانسانية، تلك القوة ستنهي وجودها وتنسحب. ذلك هو الامر الايجابي. اما الجانب السلبي فهو برأيي ان الانسحاب الامريكي لم يحدث بسبب ضغط الجماهير في العراق. ولو كانت امريكا تنسحب تحت ضغط الجماهير ودفع الاعتراضات الجماهيرية لكان ذلك سيجلب النتائج الايجابية، سواء للعراق او للمنطقة. فالمجتمع حينها سيشعر بقوته؛ قوة الطبقة العاملة والكادحين والجماهير المحرومة، واثر تلك القوة على طرد قوة الاحتلال الامريكية من البلد. ولكن امريكا لم تنسحب تحت ضغط الجماهير وهنا السلبية. اما موقف الحكومة الاسلامية القومية الطائفية للمالكي مما يسمونه "تحرير" حين يحتفلون بمناسبة انسحاب امريكا من المدن كما لو كانوا هم الذين انهوا الاحتلال او طردوا امريكا !. بنظري تلك الاكاذيب هي قمة الرجعية والكذب وتزوير الحقائق.  في البداية كذبوا على المجتمع والجماهير في العراق بل وعلى العالم باسره حين تحالفوا مع امريكا في الهجوم على العراق وشن الحرب المدمرة. الحكومة الحالية هي حكومة منصبة من قبل امريكا. وهناك حاليا اجواء سائدة في المنطقة، سواء في العراق او الدول العربية وحتى في ايران معادية لامريكا وهنالك ميل جماهيري قوي معادي لامريكا وهو يتسع. ان الحكومة الاسلامية والقومية في العراق ومن خلال اكاذيبهم يريدون ان يركبوا على موجة معاداة امريكا تلك. تراهم يأتون للشارع للاحتفال مع الجماهير بخروج امريكا. بالطبع فان للجماهير كل الحق في الاحتفال بسحب القوات الامريكية، الجماهير تريد الاحتفال بخروج قوات الاحتلال ولكن حكومة المالكي تريد ان تنزل مع فرح الجماهير بخروج المحتل الامريكي بشكل كاذب ومزيف. انهم يكذبون على انفسهم كحكومة ويكذبون على المجتمع ايضا بادعاء احتفالهم بسحب القوات الامريكية. ليس للحكومة الاسلامية والقومية لنوري المالكي مصلحة في سحب امريكا لقواتها من العراق الان.

 

نحو الاشتراكية: القوات الامريكية انسحبت كما هو معروف الى قواعد خارج المدن ولكن يظل الجيش الامريكي يمتلك حاليا في العراق قرابة 130 الف جندي. وهناك دفعة عسكرية ستأتي قريبا مخصصة حسب اقوال وزارة الدفاع الامريكية لاغراض الاشراف الاداري والقانوني وحتى "الاشراف الثقافي". اولا : هل تعتقد ان انسحاب امريكا من المدن يعني انهاء الاحتلال الامريكي. فحسب استراتيجية وافكار الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي فان صراع قطب ارهاب امريكا مع قطب ارهاب الاسلام السياسي اغرق العراق في السيناريو الاسود وادى الى الكارثة الحالية. وثانيا: هل تعتقد ان الجماهير، رغم فرحها واحتفالها بخروج امريكا، ان تتلمس فعلا الاوضاع الطبيعية، بمعنى انهاء السيناريو الاسود والصراع الارهابي في العراق؟

 

خبات مجيد: بالنسبة للشطر الاول من السؤال حول هل ان انسحاب امريكا من المدن سيعني انهاء الاحتلال، فنحن في الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي اصدرنا بيانا حول الموضوع ولم نعلن فيه بان انسحاب القوات الامريكية من المدن ينهي الاحتلال الامريكي. ولكن من المعروف ان هناك قرارا امريكيا يقضي بسحب امريكا لكامل قواتها في نهاية العام 2011 وتنهي احتلالها للعراق. في هذه الاثناء فان من الطبيعي القول ان الاحتلال قد انتهى من الناحية العسكرية. وما انسحاب امريكا من المدن الا بداية للعملية. من الان فصاعدا وحتى 2011 فان من غير الممكن التنبؤا بما سيحصل: هل يغيروا قرارهم بالانسحاب ام ينفذوه ؟. في حال سحب القوات الامريكية في نهاية العام 2011 فان الاحتلال سينتهي ولكن هناك جوانب سياسية كما ذكرتم كالاشراف الثقافي او القانوني او الاداري وذلك يعني ان امريكا ستبقى موجودة في المنطقة. انهم يريدون جلب الثقافة الامريكية والمخابرات الامريكية CIA  وتربية رجالاتهم وكوادرهم واقامة مكاتب مخابراتهم وجعل السلطة في العراق امريكية 100%. اما الفقرة الثانية من السؤال حول فيما اذا المجتمع العراقي سيرجع الى الحالة الطبيعية فان بياننا يوضح ايضا بان المجتمع في العراق سيكون في خطر متوقع؛ خطر الانفجارات والارهاب. ان وضع العراق حاليا ملئ باحداث الارهاب والانفجارات والقتل والدمار بظل وجود امريكا ولكن امريكا هي مبرر لمجموعة القوى المعادية لامريكا، كتنظيمات القاعدة والجمهورية الاسلامية ومقتدى الصدر وغيرها من الحركات الاسلامية والقومية المعادية لامريكا قد منحهم الشرعية لادامة اعمال الارهاب والتفجير والقتل. وفي هذا الجانب فان المسألة ستنتهي بالنسبة لهؤلاء. سيخرج " الفيل من الغرفة " حيث ان امريكا كالفيل الذي يخلي الغرفة الان. المجتمع العراقي مهيئ الان اكثر للرجوع الى صراعات كلاسيكية واقصد بها الصراعات بين قوى السلطة والشارع. هذا جانب. والجانب الاخر فان صراعا سينشب داخل معسكر القوى الاسلامية والقومية والطائفية ايضا. هناك بوادر قوية الى تلك الصراعات في الوقت الحالي. فصراعات القوميين الكرد ستتصاعد الى القمة مع حكومة بغداد ( حكومة المالكي ) ومن جانب اخر ستزداد الصراعات بين مقتدى الصدر والمالكي وغيرها.  ستنفتح ابواب العراق اكثر امام المخابرات الايرانية ( اطلاعات ) لتنفيذ خطواتها في المنطقة. ومن جانب اخر هناك احتمال اكبر لنشوب حرب طائفية ودينية وقومية الان. ان ما حدث في العراق اثناء احتلال امريكا قد يتحول الى الاسوأ في حالة خروج امريكا.

 

نحو الاشتراكية: بعيدا عن التنبؤات والاحتمالات. الشيوعيون لديهم وظائف وهم اناس يعيشون في العالم الواقعي. في هذه المرحلة من عدم اليقين واحتمال تأجج الصراعات القومية والدينية نتيجة لخروج امريكا او بدء خروجها حيث كل طرف رجعي يحاول ان يقوي نفوذه، ماهي برأيك وظيفة حركة الشيوعية العمالية الان ؟ كيف يمكن منع الاوضاع من التردي الى مستوى اكثر سوءاً ؟

 

خبات مجيد: للشيوعيين مهمات ومشاغل روتينية. ان الشيوعيين واليساريين يذهبون الى الخط الثوري ولكن في نفس الوقت فانهم يعملون ويناضلون من اجل احداث اصلاحات للطبقة العاملة والجماهير ولا يهملون المهمات الاصلاحية. ان النضال الاصلاحي هو نضال تنظيمي وسياسي وثقافي ومطلبي يتظمن تشكيل منظمات الجماهير وقيادة اعتراضاتها. تلك مسائل روتينية يجب ان يعمل الشيوعيون من اجل تنفيذها يومياً. في اوضاع كالتي في العراق فان تلك الاعمال الروتينية لا تكفي برأيي. يجب ان يكون هناك قفزة اكبر من العمل الروتيني. ولكن ذلك لا يعني اهمال اعمالنا الروتينية مثل اصدار البيانات والنشاط التحريضي والتنظيمي والترويج للماركسية وتنظيم الاعتراضات الجماهيرية وغيرها ولكن في الوقت الراهن فاننا نرى الخطر!. ان وظيفتنا ستكون اكبر من الناحية التأريخية في هذه المرحلة. فللشيوعيين العماليين مسؤولية توجيه الجماهير من العمال والكادحين لسلوك خط سياسي مستقل. لا اقصد مستقل عن السياسة او عن الاحزاب السياسية، بل مستقل عن الاوضاع الدينية والطائفية والقومية التي خلقتها امريكا والقوى الاسلامية والقومية من عربية وكردية التي تديم تلك الاوضاع. يجب ان نعلن للجماهير بوضوح : لا تذهبوا مع هذه الصراعات، لا تسمعوا لخطابات اثارة النعرات القومية والمذهبية والدينية والطائفية والتي تغذي الروح الرجعية بين الاكراد والعرب ولاتذهبوا لتقوية الافكار الدينية والقومية والطائفية. منذ 6 سنوات يسود التوهم بالحكومة الاسلامية والقومية المنصبة من قبل امريكا وان علينا ان نزيل هذا الوهم من فكر وممارسة الجماهير.

 

الانتخابات في كردستان

 

نحو الاشتراكية: ننتقل الان الى الانتخابات في كردستان العراق. كما هو معروف انتهت الانتخابات في كردستان وظهرت النتائج وحصلت بعض الالتباسات اثناء تلك الممارسة. كيف تنظر الى نتائج الانتخابات، وهل تعبر تلك النتائج عن موقف الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي من تلك الانتخابات ؟

 

خبات مجيد: من الضروري القول ان موقف الحزب لم يكن مبنياً على نتائج الانتخابات. لقد سمينا الانتخابات قبل ظهور نتائجها بانها مهزلة وانها كارتونية. قلنا ان الانتخابات ليس لديها اي شكل قانوني وهي ليست انتخابات وانما مهزلة. لم نؤكد على نتيجة الانتخابات. ان الركائز التي اعتمدنا عليها في تحليلنا لما يجري واضحة جدا. قلنا ان الاوضاع السياسية وبرلمان كردستان لم يأت من المجتمع في كردستان. البرلمان مصطنع من قبل امريكا. امريكا جاءت لكردستان وحولته الى معسكر او مخيم كبير ونصبت هذا البرلمان كحارس لهذا المخيم. امريكا جلبت تلك القوى القومية ( الناسيونالستية ) الميليشياتية وسموها برلمان في العام 2005. قلنا في حينها ان البرلمان هو حالة مؤقتة لم تفرزها الاوضاع السياسية في العراق. في حال ذهاب امريكا مع السلطة المركزية في العراق فان برلمان كردستان لن يكون له شرعية واصوات جماهير كردستان ستذهب سدى. ان الفدرالية نفسها لم توافق عليها امريكا وحتى في البصرة فان الفدرالية لم تحرز على اي دعم او اصوات. الفدرالية ليست فكرة راسخة وعلى الاكثر فان الحكومة المركزية و"العراق الموحد" هي التي ستبقى. في هذا الوقت فان برلمان كردستان مع صوت الجماهير لن يبقوا. سيفشل البرلمان ولن يبقى له اثر. ان انهاء العمل بالفدرالية واختيار امريكا للحكومة المركزية في بغداد سيعني انهاء وضع اقليم كردستان وبرلمان كردستان.

 

نحو الاشتراكية: هل سيدفع ذلك الامر الى حدوث ازمة بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم؟

 

خبات مجيد: هناك ازمة بالطبع ولكن ذلك ليس مرتبط بالازمة بين القوميين العرب والقوميين الكرد او بين حكومة المالكي وحكومة الاقليم بل اتت مع الازمة الايديولوجية لعقيدة المحافظين الجدد؛ افول النظام العالمي الجديد.

 

نحو الاشتراكية: هل ينتقد الحزب الانتخابات لعدم  "نزاهتها"؟

 

خبات مجيد: لم يكن نقدنا للانتخابات موجها في بيان الحزب على ما يسمى "النزاهة". هناك بعض القوى المشاركة في الانتخابات سيعلنون عن تشكيكهم بنزاهة تلك الانتخابات. ستعلن تلك القوى عن وجود تجاوزات وتلاعبات بنتائج الانتخابات. ولكن ذلك ليس جوهر نقدنا للانتخابات. لو كانت النزاهة هي اصل نقدنا للمارسة السياسية تلك فاننا سندخل البرلمان ونقدم شكوى ونحاول ان نمنع التلاعب او التزوير وغير ذلك. نقدنا للانتخابات قائم على طبيعة القوى والتقسيم الديني والطائفي والقومي وتقاسم السلطة على اسس دينية وطائفية وقومية قبل الانتخابات. نقدنا هو على طبيعة النظام السياسي الذي تجري في ظله الانتخابات والتقسيم الطائفي والقومي والديني لذلك البرلمان.

 

نحو الاشتراكية: ماهي القوائم التي اشتركت في الانتخابات ؟

 

خبات مجيد: هناك 25 قائمة ولكن القوائم الاساسية مكونة من قائمة الكردستاني وهي القائمة المشكلة من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني وجاءت اولا، وهناك قائمة التغيير لنو شيروان مصطفى وجاءت ثانياً وقائمة الاربعة وجاءت ثالثاً والاسلاميين جاءوا بالمركز الرابع وهناك قوائم اخرى لم تحرز اي مكانة تذكر. اعتقد ان من الجوانب الايجابية التي يجب ذكرها هو توضيح موقعية الاسلام السياسي في كردستان. فرغم دعم الجمهورية الاسلامية في ايران والملالي والرجعيين وحتى حكومة اقليم كردستان التي دافعت عن الشريعة والقوانين الاسلامية المحقرة للمرأة، فان الاسلام السياسي كما يبدو في حالة نزول وتراجع. لقد جاءت تلك القوى بنسبة ضئيلة جداً وهي 1.45% وبنظري فان ذلك يوضح ان المجتمع في كردستان ليس اسلاميا ولا يريد الاسلاميين. وعلى عكس نظرات مسعود البرزاني وجلال الطالباني والبرلمان والدولة التي تدعي انهم يريدون امرار القوانين الاسلامية والشريعة الاسلامية لان المجتمع في كردستان اسلامي فان نتائج الانتخابات تثبت زيف هذه الاقوال والادعاءات وتوضح ان المجتمع في كردستان لا يريد القوانين الاسلامية.

 

نحو الاشتراكية: هل تعبير الجماهير عن رفضهم للاسلام السياسي يمكن ان يطبق على موافقة جماهير كردستان على القوميين الكرد، اذا اعتبرنا ان نتائج الانتخابات تجلب مثل هذه الاستنتاجات ؟

 

خبات مجيد: كلا. برأيي ان العكس صحيح. لقد بينت النتائج بان الجماهير اعطت لقائمة التغيير ( نو شيروان مصطفى ) صوتاً كصوت اعتراضي ضد القوميين الكرد، وضد السلطة والبرلمان. الجماهير لم يكن لديها بديل. ان نسبة كبيرة من جماهير كردستان لم تذهب للانتخابات. نصف الجماهير تقريبا صوت في هذه الانتخابات وان حصيلة القوميون الكرد جاءت من مشاركة نصف عدد الجماهير وقد حصلوا على نسبة (57%  ) من نصف عدد المقترعين. كما ذهبت حوالي ثلث الاصوات الى قائمة التغيير. ان نوشيروان مصطفى وجلال الطالباني ومسعود البرزاني يعرفون جيدا ان الاصوات التي ذهبت الى قائمة التغيير هي اصوات الاعتراض ضد السلطة والبرلمان في الشارع. ان الجماهير تريد البديل وان نوشيروان مصطفى اراد استيعاب هذه الحركة الاعتراضية وحصد نتائجها. نوشيروان مصطفى هو الذي ذهب مع الاعتراض. الاعتراض والجماهير لم تأت اليه. يريد نوشيروان مصطفى ان يصبح قائداً لتلك الحركة الاعتراضية ولكن بتصوري فان ذلك سينكشف بعد 6 اشهر او سنة. ومن جهة اخرى فان جلال الطالباني ومسعود البرزاني قد عملوا الكثير من اجل احداث عمليات تلاعب وتزوير بالاصوات. ان تلك النتيجة ليست صحيحة ولم تكن الصوت الحقيقي لجماهير كردستان. اضافة الى كل ذلك فان للاخيرين اعلام قوي واجهزة حكومة وضغط اجتماعي واقتصادي وكذلك استخدموا ضغط التجويع والبطاقة التموينية. قبل 6 اشهر من الانتخابات وزع جلال الطالباني مسدسات على رؤساء العشائر. كما ان هناك الضغط الوظيفي، فمن لا يأتي للانتخابات ولا يصوت للقوميين الكرد فانه مهدد بالطرد من الوظيفة. ذلك جانب. ومن الجانب الاخر فان القوة المسلحة في كردستان؛ سواء تسمى بيشمركة او اسايش او بوليس هم تحت سيطرة القوميين وقد صوتوا تحت ضغط جلال الطالباني ومسعود البرزاني. كل ذلك يعني ان المجتمع في كردستان لديه اعتراض قوي ضد السلطة والبرلمان وضد القوميين الكرد.

 

نحو الاشتراكية: كيف يمكن فهم ان الجماهير لديها اعتراض قوي من جهة، وانهم محكومين بلقمة العيش وبالوظيفة للتصويت لصالح القوميين الكرد؟ هل ثمة تناقض ؟

 

خبات مجيد: في دول اخرى هناك ضغط على الجماهير ايضاً بالطبع، ولكن العمال لا يطرودن من اعمالهم نتيجة تصويتهم لاحزاب معينة. حتى لو طردوا مثلا من وظائفهم فان هناك تعويض بطالة وضمانات اجتماعية ومكتسبات. ولكن في كردستان فان الطرد يعرض الانسان الى الجوع ومن الصعوبة جدا ايجاد عمل اخر. لقد قلت ان اكثرية تلك الاصوات قد جاءت نتيجة الضغط. لقد حاول الاعلام عمل ضجة بان الجماهير في كردستان سيذهبون كلهم الى صناديق الاقتراع ولكن في اربيل فان مشاركة الجماهير لم تكن قوية ابداً. من جهة اخرى كان هناك مشاركة قوية في السليمانية مثلا بسبب وجود اعتراض قوي في تلك المدينة. هناك مسألة اخرى، وهي ان كلا من جلال الطالباني ومسعود البرزاني استغل مركزه؛ الاول كرئيس لجمهورية العراق والثاني لاقليم كردستان في الدعاية لحملاتهم الانتخابية والدعاية. صحيح ان الاول هو رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني ولكنه استعمل صلاحياته كرئيس لجمهورية العراق من اجل التأثير على الانتخابات. حتى انه استعمل اموال ووسائل الدولة العراقية. فقد كان يذهب الى القرى والارياف والمدن في كردستان من اجل الدعاية الانتخابية وذلك كان جزءاً من سبب احراز القوميين الكرد للاصوات. برأيي ليس من حقهم ان يستعملوا مراكزهم في الدولة  للحملات الانتخابية في كردستان.

 

نحو الاشتراكية: هل يعترض الحزب الشيوعي العمالي اليساري على الانتخابات بشكل عمومي ؟ هل يرفض الشيوعيون الانتخابات بشكل عام، خاصة ان جرت في ظروف مختلفة قد تكون طبيعية ومتعارفة ؟ مثلا ان يكون كردستان دولة مستقلة ؟

 

خبات مجيد: نحن مقتنعون بالنضال البرلماني. ان كان هناك مجال لتقوية صف العمال والكادحين من منبر البرلمان فاننا نذهب الى ذلك المنبر. ان استراتيجيتنا هي الثورة الاجتماعية ولكننا لا نرفض النضال البرلماني وقد شاركنا في انتخابات البلديات في كردستان في السابق ايام كنت عضوا في الحزب الشيوعي العمالي. ليس لدينا شرط للاشتراك في النضال البرلماني ولكن في حال توفر الاوضاع السياسية المتعارفة وضرورة وجود الشيوعيين في البرلمان ولديهم تاثير على المجتمع ولديهم تأثير على معيشة العمال والكادحين سنذهب للبرلمان ونناضل هناك. بالنسبة لانتخابات كردستان فاننا لسنا مقتنعين بانتخابات كردستان فكيف نذهب ؟ لو كانت لدينا قناعة بان الظروف والشروط متوفرة لنضال وابراز الطبقة العاملة فسنذهب. وبالنسبة لاستقلال كردستان وفي ظل اجواء استقلال كردستان. ان طرح الريفراندوم ( الاستفتاء ) حول استقلال كردستان من العراق هو طرحنا؛ انه طرح الشيوعيين. هناك سؤالان في هكذا استفتاء: هل تريد كردستان مستقل ؟ ام تريد البقاء في العراق ؟. ان كان جواب الجماهير على السؤال الاول اكثر فاننا سنعترف بارادة المجتمع. ان حزبنا يناضل في تلك العملية (الاستفتاء) من اجل كسب الرأي لاستقلال كردستان عن العراق.

 

نحو الاشتراكية: رفيق خبات، شكرا جزيلا على اللقاء.