تصريحات البابا وفتاوي الائمة !

 

خليل نوري

 

ان تصريحات البابا حول الإسلام ليست الا عاملا مساعدا لتقوية الاسلام السياسي وتقسيم العالم الى شعوب حسب الاديان وجلب المأساة الى العالم واعادة المجتمعات الى العصور الغابرة والى سيطرة رجال الدين والحرب مع البعض من اجل المذهبية والطائفية والدين وابعاد المجتمعات عن التفكير العقلاني في الصراع الطبقي واستغلال المجتمع من قبل الرأسمالية ويذكرنا ذلك بمقولة ماركس بأن الدين أفيون الشعوب.


ان البرجوازية في العالم تجدد خططها واقوالها في جميع الأزمان والأماكن من اجل التفرقة بين المجتمعات ووضع طبقات المجتمع في سلة وحدة وتسميتها وتفرقتها بلون تلك السلات ومسمياتها مثل القومية والدين والطائفية . ولكن  الجوهر هو ان المجتمعات بمختلف الطبقات هي في صراع حقيقي وان هذا الصراع بين الطبقات يحتدم عندما تصل تلك المسميات او التصنيفات الى حافاتها او حدودها.


نرى ان في المعمل الانتاجي الواحد هنالك صراع العمال مع صاحب المعمل ليس بسبب الدين او القومية او المذهب او اللون وانما نتيجة بشاعة استغلالهم وغبنهم وهذا ما نلاحظه في كل اماكن العمل سواء كان ذلك في اميركا او اوربا او في الشرق الاوسط. ان صاحب العمل الاسود البشرة يستغل العامل الاسود البشرة واذا كان هناك عمال من الوان مختلفة في ذلك المعمل لا يفرق الامر عند صاحب العمل فيستغلهم جميعا. لا يهمه اللون والقومية والدين بقدر ما يهمه رأسماله وربحه و وسائل انتاجه.

 

العراق في العهد  المقبور كان العامل الذي يعمل في بلدية السليمانية او بغداد او البصرة يتقاضى نفس الراتب سواء العامل عربي او كردي او تركماني او مسيحي ويستغل ولكن كان هناك التميز القومي في حالة نسبة التعيين من منطقة الى اخرى وكان النظام يستغل ذلك التميز من اجل التفرقة بين الطبقة العاملة ويستخدمهم في صراعه القومي . ها نحن  نرى اليوم صراع بين الطبقة العاملة المسحوقة وبين الطبقة البرجوازية الكردية الحاكمة واحتدامها بعد ان تراجع الصراع القومي في اقليم كردستان، في حين لم نر ولم نسمع بان رجل دين افتى او انضم الى الطبقة العاملة والمسحوقة والذين كانوا يطالبون بابسط حقوق المجتمع حتى لو بكلمة تساند الذين جوبهوا باطلاق النار والاعتقال.

 

اما في الجنوب لم نسمع بالزعيم الروحي السيستاني يدين الذين اطلقوا النار على العمال المتظاهرين في السماوة والبصرة ولم يدن مهربي النفط وقوت الشعب.

 

ان تصريحات البابا وفتاوي الائمة الذين يدافعون عن الاديان لا تخدم القضية الانسانية بقدر ما تضرها وتخدم مصالح البرجوازية. لم نسمع بأن رجال الدين بما فيهم البابا في العالم قام بالتنديد او المطالبة بحق الطبقة المسحوقة او العاملة مع كل ما نراه من بشاعة الاستغلال والغبن لتلك الطبقات  في حين نرى ان غالبية من يركضون من اجل تلقي الفتاوى والتصريحات هم من الطبقة العاملة والمسحوقة التي تم تجهيلها على مر العقود التي مضت .