خطاب خيال إبراهيم مسؤولة رابطة تحرير المرأة في العراق بمناسبة احتفال يوم المرأة العالمي المقام في تورونتو في 5  آذار 2005

 

أصدقائي ورفاقي،

 

في البداية اود ان اهنئتكم بهذه المناسبة السّعيدة وأتمنّى لكم جميعًا النّجاح في نضالكم من اجل الحرّيّة والمساواة.

 

اسمي  خيال إبراهيم من رابطة تحرير المرأة  في العراق. جئت هنا اليوم لإخبركم عن نضالات ومعاناة النّساء العراقيّات، ولإخبركم عن معاناة الملايين من النّساء والبنات اللواتي يعشن في ظروف غير آمنة.

 

نعرف جميعًا أن التّمييز ضد النّساء هو إحدى السمات المميّزة للعالم المعاصر. مثل هذا التّمييز غير مقتصر  على المجتمعات المتخلفّة التي تسود فيها النّظم الرّجعيّة المتحكّمة في حياة النّاس، ولكنّ أيضًا تسود في المجتمعات المتقدّمة، بالرغم من تفاوتها اعتمادا على المقاييس المختلفة ومنها الظروف الاجتماعيّة والاقتصاديّة السائدة قي تلك المجتمعات.

 

وفي العراق، فان الحرب الأمريكيّة والنّزاع المحتدم بين قطبي الإرهاب، أعني إرهاب حكومة الولايات المتّحدة والارهاب الإسلاميّ – وارهاب المجموعات التابعة لحزب البعث، قد أدّى إلى تدهور خطير في وضع المرأة.

 

ان أحد أسباب قمع النّساء هي هيمنة الإسلاميّين ومجموعات القوميين في المجتمع. هذا قد أدّى إلى انتهاك أبسط حقوق للنساء من خلال التمييزالجنسي المتزايد ضدّهن. ان الانتهاكات بحق النساء تشمل:

 

·  فرض الحجاب والثّياب الإسلاميّة على النّساء والبنات الصّغيرات والذي أصبح تّصرّفاً شائع في المناطق التي تسيطرعليها هذه المجاميع الإسلاميّة.

·   تعدّد الزّوجات؛ اي السّماح للرجل بالزواج من أربعة نساء في نفس الوقت، والأسوأ هو اكراه البنات بعمر 9 سنوات على الزواج من رجال بالغين.

·   انتهاكات أخرى كثيرة لحقوق النّساء مثل حقّ العمل والسّفر بدون مرافق، حقّ اختيار مكان سكنها، الحقّ في اختيار شريكها او حبيبها، حقّ الطلاق والحفاظ على حضانة أطفالها. هذه ليست الا أمثلة قليلة للمحاولات الرحعية لسلب نّساء العراق كرامتهن وانسانيتهن .

 

يصل قمع النساء الى حدّ انه عند رفض المرأة لتلك الانتهاكات ونضالها من أجل حقوقها، فانها تواجه بأقبح أنواع الأذًى والإهانة ومنها الضّرب والتعذيب باشكاله وحتى القتل. ان قتل الشّرف هو أسوأ جريمة وفعل متوحش يمارس في العراق تحت نفوذ الإسلاميّين والقوميين الرّجعيّين اليوم. لا يواجه المجرم في جرائم قتل الشرف وهو عادة ما يكون قريبا للمراة المقتولة الا أحكاما خفيفة او حتّى بالافراج عنه عند ارتكابه لمثل هذه الجريمة البشعة.

 

تحت حكم صدام حسين، مورست انواع مختلفة من قمع واهانة النّساء. ففي التسعينات بدأ صدام "الحملة الايمانية" وفي اواخرها قُتِّلَتْ المئات من النّساء على ايدي جلاوزة هذا النظام. كان هذا جزء من سياسة صدام الجديدة أنذاك لتطبيق القوانين الإسلاميّة على المجتمع.

 

واليوم تستمرانتهاكات حقوق الإنسان هذه تحت سيطرة الإسلاميّين وتستشري القوانين العشائرية وأصبح هذا عمل معتاد في العراق. ان الشريعة الاسلامية هي القانون الذي يحاول الإسلاميّون في العراق تّطبيقه على المجتمع المتحضّر. يتم هذا بدعم وموافقة أمريكا. بينما تسمّي الولايات المتّحدة هذه العبوديّة الجديدة للنساء "ديمقراطيّة" و"هذا هو خيار العراقيّين" !!. الحقيقة هي أنّ ذلك لا يمتّ بصلة لاختيار الملايين من النّساء في العراق.

 

الشّريعة قانون رجعيّ جدًّا صُمِّمَ منذ 1400 سنة لتحقيق السّيطرة الرجولية على النّساء. وهي اليوم تستهدف خدمة الإسلام السّياسيّ لحكم المجتمع. في كندا على سبيل المثال نشهد محاولات استقدام الشّريعة وتطبيقها على ما يسمى"النّساء المسلمات".

الشريعة الإسلاميةّ خطر حقيقيّ مسلط على النّساء اليوم .

وبالرّغم من كلّ ذلك، فمن الجدير بالذّكر أن النّساء العراقيّات معروفات جيّدًا بتاريخ صّراعهم الطّويل نحو المساواة والتّحرر. ان صراع المرأة من اجل المساواة والحرّيّة في العراق هو صراع حيّ وقويّ. وهو جزء من الحركة التحررية والعلمانيّة في العراق كما إنّه أيضًا جزء من حركة تحرير المرأة على الصعيد العالمي. نواصل اليوم هذا النضال جنبًا إلى جنب مع كلّ المنظّمات النسوية الدوليّة وكل محبي الحرّيّة ، نّساءا ورّجالا .

 

مطلبنا العاجل لنّساء العراق هو فصل الدّين عن الدولة والتربية والتعليم و إنشاء حكومة علمانيّة غير قومية تنظر الى النساء كمواطنات متساويات.

 

بهذه المناسبة السّعيدة، مناسبة الثامن من أذار اطلب دعمكم ومساندتكم لنا. نحن نعتقد بأن حرّيّة النساء في المجتمع هو معيار حرّيّة المجتمع بأكمله. أهنّئكم ثانية وأقول لكم عاش الثامن من اذار، يوم المرأة العالمي ، عاشت الحرّيّة والمساواة. شكرًا.