مقابلة جريدة حرية المراة

 مع خيال ابراهيم منسقة رابطة تحرير المرأة في العراق

حول مسودة الدستور العراقي المقترح

 

صحيفة حرية المرأة: تبدو الازمة المتعلقة بالدستور حامية حاليا في العراق ، وتحاول مختلف التيارات السياسية ان تلائم سياساتها داخله كيف تنظرين الى هذه العملية؟ وهل تعتقدين بان امرار الدستور سيحل مختلف المشاكل التي يواجهها البلد؟

 

خيال ابراهيم: برأيي هذه الحالة تشير إلى تضارب مصالح الفئات والأحزاب السياسية المختلفة. هذا النزاع ليس له علاقة بمصالح الشعب العراقي. على سبيل المثال، في هذا النزاع بين هذه الفئات العشائرية والدينية ليس هناك تمثيل لمصالح النساء ولا العمال او الكادحين.  إن من الواضح أن الدستور الذي يتشاجرون حوله دستور اسلامي وطائفي. الدستور المقترح صمّم لخدمة مصلحة الطبقة الحاكمة لأنه يريد تثبيت ان المجتمع في العراق إسلامي وبأن الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع. هذا الامر في الحقيقة ضدّ مصالح الناس لان الإسلام سيؤسّس لقانون الشريعة الإسلامية والتي تميّز ضدّ ملايين النساء وتحرمهن من حقوقهن الانسانية الأساسية. أيضا، هذا الدستور صمّم للتقدم بالفيدرالية والتي هي شكل من اشكال تنظيم الحكم صمّم لتلبية رغبات الاسلاميين والقوميين من اجل تجزئة العراق إلى أقاليم ومناطق متناحرة. هذا خطر على مستقبل الشعب العراقي.

 

صحيفة حرية المرأة : ما تأثيرات هذا الدستور على مكانة النساء؟

 

خيال ابراهيم: ان الدستور الذي يقرر ان العراق أمة إسلامية وعربية وان الإسلام هو المصدر "الرئيسي" للتشريع فيه سيكون دستوراً معادياً للنساء في كلّ سماته. في الحقيقة ان حقوق النساء ليست حتى مدرجة على جدول أعمالهم. بإستعمالهم الإسلام والقومية والعشائرية فانهم يريدون إبعاد النساء عن المجال السياسي. يريدون إبقاء النساء تحت طائلة التمييز الجنسي ومحبوسات. إنّ المشكلة ضدّ النساء في رأيي تكمن في الدور الذي يعطونه للإسلام وشريعته والتي نعرف كلنا كم هي رجعية ومعادية للنساء. يكفينا النظر إلى تجارب ملايين النساء في إيران وأفغانستان لندرك بأنّ أيّ دستور إسلامي سيكون  كارثة على النساء. في العراق، يعمل الإسلاميون والعشائريون بجدّ لقمع الناس.  يريدون قمع النساء لإدامة الشكل الأكثر رجعية من اشكال الحكم.

 

صحيفة حرية المرأة : ما هي المطالب الأساسية للحركة النسوية؟ أيّ نوع من الحكومة تطلبها النساء؟

 

خيال ابراهيم: النساء العراقيات معروفات بانهن متحررات ومطالبات بالمساواة.  كان واضح عندما حاول مجلس الحكم السابق تمرير قرار لتغيير قانون العائلة المدني إلى قانون مستل من الشريعة الاسلامية، فان قطاعات كبيرة من النساء في العراق إحتججن ضده. كان هذا القرار هو 137. لقد اجبر مجلس الحكم والذي يسيطر عليه الاسلاميون على إبطال ذلك القرار. كان ذلك نصر للنساء ولعموم الجماهير. النساء العراقيات يطالبن بمجتمع وحكومة علمانية قادرة على ان تضمن للنساء المساواة الكاملة مع الرجال في كلّ النواحي. إنّ الحركة النسوية العراقية حركة علمانية وهي تريد الدفاع عن حقوق النساء وتحارب الاتجاهات الإسلامية والقومية والرجعية العشائرية. هذه التيارات تريد الحط من منزلة نساء العراق وتعتبرهن انصاف بشر. إنّ الحركة النسوية التحررية تناضل من اجل التأكد بان محاولات الاسلاميين والقوميين ستؤول الى الفشل.

 

صحيفة حرية المرأة : ما مدى قوة الحركة العلمانية والمساواتية في العراق؟ هل بامكان هذه الحركة أن تقف ضدّ هذا الوضع وان تعمل لكي لا تدع مجالا لفرض حكم إسلامي اوديني على البلاد؟

 

خيال ابراهيم: تحتاج العلمانية والحركة المساواتية لتقوية صفوفها ضدّ الحركة الإسلامية والقومية. ذلك على أية حال بحاجة الى تغير في الوضع الحالي. في العموم، فان الشعب العراقي علماني، حتى إذا تم دفعه من خلال الحرب الأمريكية وبالحكومة التي نصبتها الولايات المتّحدة لتبنّي الإسلام أو العشائرية. من المهم ان يعرف العالم بان الجماهير العراقية بحاجة الى العلمانية والمساواة، على خلاف ما تحاول هذه الحكومة الترويج له. هذه الحكومة، كما قلت، لا تمثّل رغبات وتطلّعات الشعب العراقي. بات واضح للجميع، بانه بدعم الولايات المتّحدة وبقوّة جيشها فهم يحاولون قمع الحركة التقدمّية ويقتلون رغبات ملايين النساء والعمّال. سيعملون ذلك من خلال فرض الإسلام عليهم.  إنّ المشكلة هي أنّ الناس يعيشون الان في وضع خطر جدا حتى ان مسألة بقائهم الحياتي اصبح مهدداً فالإرهاب يجتاحهم من كل صوب. من المهم جدا أنّ نعمل لإنهاء السيناريو الاسود في العراق. أنا متأكّدة بأن الحركة العلمانية ستكون أقوى بكثير وقادرة على مواجهة هذه التيارات الهامشية والرجعية بشكل مباشر حينئذٍ. في الوقت الحاضر علينا ان نعمل لتقوية الحركة العلمانية والتحررية ونناضل ضدّ تلك الإتّجاهات التي تتمنّى إذلال النساء وتود سحب المجتمع إلى العصور الوسطى. أنا متفائلة بان الحركة العلمانية ستربح.