بمناسبة يوم الاحتجاج ضد التمييز والابارتايد الجنسي ضد المرأة—يوم المرأة العالمي

جرائم بربرية ضد فتيات ونساء كردستان تحت حكم القوميين - العشائريين الكرد

 

في يوم المرأة العالمي الذي يحل بعد أيام فانه يتم تحت السلطات الاسلامية القومية الحاكمة في العراق والسلطة القومية العشائرية في كردستان العراق ارتكاب جرائم وحشية ضد الفتيات والمراهقات والنساء. في هذا التقرير يتم استعراض احد تلك الجرائم الوحشية التي تجري في كردستان العراق على مسمع ومرأى السلطات القومية الرجعية الحاكمة والتي لا تنبس بكلمة حول تلك الجرائم بل يقول وزيرها ”لحقوق الانسان!!“ ان المشكلة صغيرة ولا تستأهل اصدار قانون لها. في يوم المرأة العالمي يوم الاحتجاج العالمي للتحرريين والمساواتيين والانسانيين والعلمانيين والاشتراكيين ، تبرز الحاجة القصوى للتصدي الى هذه القوى البربرية عديمة الضمير والمعادية لكل ما هو انساني. ان برلمان اقليم كردستان في الوقت الذي يتم ارتكاب جريمة قطع الاعضاء التناسلية للبنات والقتيات المراهقات في كردستان العراق فانه يقول ان المرأة في كردستان هي افضل حالا من المرأة في بقية اجزاء العراق في حين انهم يمررون قانون رجعيا مستلا من الشريعة الاسلامية يبيح زواج الرجل من اربع نساء ومن بيع وشراء المرأة و اعتبارها ناقصة عقل يفترض وضع قيمين عليها ( ولي الامر). هذا هو البرلمان الديمقراطي  الذي ليس فقط لا يمثل ارادة شعب كردستان ونساءه بل انه جزء اساسي من القمع وسبب التعاسة للبشر في كردستان.

 

ان القصة التي تروى هنا هي غيض من فيض الجرائم التي ترتكب ضد النساء في كردستان العراق تحت حكم القوميين الكرد واعوانهم العشائريين والاسلاميين المتخلفين. انها قصة الطفلة الصغيرة (شيلان انور عمر) التي كتب عليها ان تعيش في هذه الظروف وان تجد حكامها يقولون ان ممارسة الجرائم البربرية ضدها وضد الاف البنات البريئات هي "مشكلة صغيرة" لا تستحق الردع بالقانون. ولكن سنأتي على تصريحات "عدو" حقوق الانسان في كردستان العراق الوزير يوسف محمد عزيز لاحقاً.

تقول محررة الواشنطن بوست آميت بالي التي كتبت تقريرا عن قطع الاعضاء التناسلية للفتاة البريئة شيلان في عدد الواشنطن بوست الصادر في 29 كانون الثاني 2009 قائلة:

((شيلان انورعمر – طفلة كردية خجولة بعمر 7 سنوات قد اخذت الى بيت الجيران تصحبها ابتسامتها العريضة وهي متلهفة للذهاب الى الحفلة التي وعدتها امها بحضورها. ولكن لم يكن ثمة حفلة. وبدلا من ذلك فان امرأة كبيرة سارعت الى اغلاق وقفل الباب الحديدي الاحمر الصدئ وراء شيلان والتي ظهرت عليها علائم الحيرة عندما امرتها امها بنزع لباسها الداخلي. بدأت شيلان بالتأوه وثم بالارتجاف بينما بدأت المرأة الغريبة بمباعدة رجليها بقوة في الوقت الذي رفعت فيه القابلة الموس الحاد المصنوع من الفولاذ غير القابل للصدأ في الهواء. "بسم الله"  تمتمت القابلة. وبينما كانت القابلة تقوم باستئصال جزء من الاعضاء التناسلية لشيلان، فان الطفلة صرخت صرخة حادة اخترقت جدران البيوت المحيطة كلها. وبينما كان الطفلة محمولة رجوعا الى البيت، فان ام شيلان كانت تبتسم بفخر. هذه هي ممارسة الشعب الكردي منذ اقدم العصور. قالت الام عائشة احمد 30 سنة وهي تجلس في البيت في مدينة مختلطة عرقيا تبعد حوالي 100 ميل شمال بغداد. "لا ندري لم نقوم بهذا العمل، ولكننا لن نتوقف ابداً، فالاسلام وشيوخنا يطلبون منا ذلك ")).

وقد ذكرت الكاتبة ان عادة استئصال الاعضاء التناسلية للبنات في كردستان العراق تمارس بشكل واسع واوردت احصائيات عن تلك الممارسة. حيث تبين ان اكثر من 60% من النساء في المناطق الكردية قد تم استئصال اعضاءهن الجنسية حسب دراسة اعدت هذه السنة. وقد وجد في احد المقاطعات الكردية ان 95% من النساء قد تم استئصال اعضاءهن التناسلية بالموسى.

 

ان القوميين الكرد الحاكمين لكردستان العراق والذين يدعون كذبا وزورا انهم علمانيون وليسوا اسلاميين ولا عشائرين قد رفضوا امرار تشريع داخل برلمان كردستان من قبل احد البرلمانيين يقضي بتحريم ممارسة هذه الجريمة قانونا. وقد فضحت العضوة في برلمان كردستان (باكشان زنكنه) والتي ترأس لجنة النساء في البرلمان، القوى المسيطرة على البرلمان وهي القوى القومية للحزبين الحاكمين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بالقول: "...تم الدفع بموقعية النساء الى الوراء وان الجرائم التي ترتكب ضد النساء يتم التقليل من شأنها".

ويدل كلام ما يسمى ب "وزير حقوق الانسان"َ!! في اقليم كردستان يوسف محمد عزيز على مدى انخراط السلطة الرجعية الحاكمة في الاشتراك بممارسة الجرائم ضد النساء والفتيات الصغيرات من خلال تسهيل مهمة القوى الاسلامية والقومية العشائرية ( ومنها الاحزاب القومية نفسها التي تمارس تلك الجرائم ) ، ويقول ان هذه الممارسات هي مجرد "مشاكل صغيرة" لا تستأهل تدخل السلطة لردعها ومن اجل حماية البنات الصغيرات من هذه الممارسة الوحشية . ويصرح بهذه الكلمات المخزية: " ليس كل مشكلة صغيرة في المجتمع يجب ان يتعامل معها القانون ". !!.

نعم. بنظر (عدو) حقوق الانسان هذا فان 60% من نساء كردستان (اللواتي تم استئصال اعضاءهن التناسلية) لسن الا "مشاكل صغيرة".!وفي مجتمعات علمانية اخرى كان سيقدم هكذا وزير الى المحاكمة بتهمة التحريض على ارتكاب الجرائم ضد النساء بل والمشاركة فيها بالتواطؤ. ان هؤلاء الحكام يعتبرون ان جريمة قتل الشرف المستشرية في كردستان ضد النساء وجريمة استئصال الاعضاء التناسلية للبنات والمراهقات وشيوع الانتحار بحرق الفتيات لانفسهم ”أشياء صغيرةً“.

وحسب منظمة الصحة العالمية WHO فان  استئصال الاعضاء التناسلية للاناث يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون. وتقول المنظمة بان تلك الممارسة لا علاقة لها ابدا بصحة البنات او النساء وان مصدرها هو الخرافات الدينية او الاعراف الحقيرة والوحشية المستلة اصلا من الاسلام وبقية الاديان القائمة على تحقير المرأة واعتبارها كالشيطان. ان لهذه الجريمة الوحشية عواقب فظيعة على صحة الفتاة الجسدية والنفسية.

 

ان القوى القومية والعشائرية الحاكمة لاقليم كردستان ( الحزبين الحاكمين) نستند الى الشريعة الاسلامية وتتحالف مع قوى الاسلام السياسي والعشائر من اجل ادامة هذه الجرائم ليسهل لهم التمسك بالسلطة وعن طريق التحالف والتمايل مع الرجعيين من عشائريين واسلاميين وبالتالي اعادة انتاج الظروف المأساوية للملايين من النساء.

 

ندعو كل الاحرار والتقدميين ومناصري حقوق الاطفال والنساء والانسان وكل المتمدنين والعلمانيين الى فضح هذه الجرائم والقائمين بها.