لم يسموننا ((هامشيون))ولم صاروا ((يمينيين))؟؟

 

ليث الجادر
laithgader@yahoo.com
 

درج في الاونه الاخيره بعض اعضاء الحزب الشيوعي العمالي العراقي وبصورة خاصه ((الصبيه)) منهم الى نعت اعضاء حزبنا بصفة ((الهامشيون)) ظنا منهم بانهم قادرون فعلا على تمرير مثل هذه الصفه والصاقها بنا حالها حال الكم الهائل من الاكاذيب والمنجزات الزائفه التي افلحوا بطريقه او باخرى بنسبها اليهم بداءا من اضفاء الصفات الكبيره على بعض قادة منظماتهم ((الثوريه)) جدا والتي ليس لها من وجود الا في بياناتهم والصور التي يولونها جل اهتمامهم وانتهاءا بتصوير انفسهم على انهم قوة سياسيه تفرض نفسها في المعادله العراقيه وراحوا يفرضون شروطهم ويوزعون بياناتهم بينما الاقوام السياسيه وعشائرها يرفضون من ان يلتفتوا ولو لهنيه الى هؤلاء اليمينيون ((الصغار)) اللذيين يحلوا لهم وبشكل مضحك من ان يلعبوا دور الكبير الذي توهموه لانفسهم ...ان مثل هذه الالاعيب الاعلاميه باتت لا تنطلي على احد لامهما تضاءلت خبرته النضاليه وصغرت تجربته ولا يصدقها الا من يريد ان يصدقها بالرغم من انفه ولاغراض في نفسه ...هذه الاغراض التي تجعل من الممكن لامي يجهل الف باء الماركسيه بان يكون عضوا في المكتب التنفيذي للحزب ؟؟؟؟ وتتيح لاخر من ان يتولى منصبا حزبيا مرموقا ولا يتوانى في حالة نشوة سكر او حالة انفعال من ان يعلن اعتزازه باصوله العشائريه وتفاخره بنسب عائلته العربيه العريقه ؟؟؟ وكل هذا يحدث امام مراى ومسمع قادة الحزب وكوادره وحينما يعترض احد اعضاء الحزب على مثل هؤلاء وتصرفاتهم ..يؤنب من احد مشايخ الحزب لان هذا العضو المعترض (((( لم يفهم الشيوعيه العماليه كما ينبغي ان يفهمها )))) وانه ((مازال ذلك الشيوعي المثقف ...شيوعيي الصالونات )))) ))وانه ((سلطوي)) و((متعالي)) وما الى ذلك من نعوت جاهزه ومدروخه تتقافز على روؤس السنتهم ...
من امثال اؤلئك وهولاء ..من امثال الاميين في الماركسيه وعشائريوها ومن بين اؤلئك انصاف الشيوعيين نجد من يقف وبكل صلافه لينعتنا ب الهامشيون ...لتعبر الفئه الاولى منهم على اننا ((مثقفون )) لا يفهمون من ((رطيننا الاشتراكي )) شيء ولتعبر الفئه الثانيه منهم ((قادتهم )) على ازدراءهم من سماع اسطوانة الاشتراكيه ((المشخوطه)) وترديدنا لمبادىء الثوره الاجتماعيه وايماننا بقدرة الطبقه العامله للامساك بزمام السلطه واقامت حكومتها الطبقيه .. بينما كان من المفترض بنا ان نؤمن بمثل ما امنوا به وان ننبذ كل تلك المقولات الصعبه الهضم وان ننزع عن اجسادنا قيمها الباليه ولننخرط معهم في لهاث مسعور نحو تحقيق مكاسب سياسيه ومنافع شخصيه نتساوى فيها مع باقي القوى اليمينيه والرجعيه التي يرى اؤلئك انصاف الشيوعيين بانها اكثر واقعية منا واكفء على امتلاك السلطه التي لا يهم من ان تقام على اشلاء الطبقات المسحوقه هذه الطبقه وبحسب اعتقادهم ما عادت تولي لمفهوم الاشتراكيه اي اهتمام وان زمن الثوره العماليه وانتفاضاتها قد ولى وبدون رجعه تماما مثلما ردد الفوضوي ((باكونيين )) بعد انهيار كومونة باريس بان ((زمن الثوره قد مات )) والفرق بينهم وبينه انه مات بعد هذه المقوله متحسرا وبزمن قليل ..بينما هم على ما يبدو يرددونها بنوع من التشفي والاصرار ..وحقيقة الامر ان شروط الثوره الاشتراكيه وخاصة في المجتمعيين العراقي والايراني تتظخم يوما بعد يوم وان حركة الجماهير الكادحه تفرضها موضوعات الواقع وتدفعها بعفويه بينما يقف الاشتراكيون والشيوعيون ولاسباب غير حقيقه وراء ظهر الجماهير الباحثه عن اجابه لما يعتريها ...ان الخلل في هذا الواقع ليس في ان الجماهير قد ادارت ظهرها للثوره الاشتراكيه بل لان من كان يفترض ان يقودها قد تخفى مترددا خلف انظارها وان كل ما ندعوا اليه هو ان يتحول اؤلئك القاده من مواقعهم الخلفيه ليقفزوا امام صفوف حركه الجماهير وليثوروا قواها باتجاه الهدف ...ولان مثل هذه المهمه تحتاج الى طراز معين من المناضليين القادريين اولا من الانتصار على ترددهم وامتلاك يقينهم بشيوعيتهم وانهم ثانيا يسعون وبدئب على توفير القدرات النضاليه الحقيقيه والنابعه اصلا من القواعد العماليه من خلال توحيد صفوفهم وجمع قواهم المشتته ولان مثل هذا الطراز لا تتوفر صفاته ((المتعبه )) في (( انصاف الشيوعيين)) فان هؤلاء ولهذه الاسباب ينعتون من يدعو الى طريق الاشتراكيه الحقيقي والصعب ب ((هامشيون)) لان هولاء ((الهامشيون)) هم يقبعون خارج معادلة اليمين التي اقامتها قوى البرجوازيه والراسماليه ...هم مهمشون ومبعدون عن معادلة اضطهاد الجماهير ...عن المعادله السلطوييه ...اي ان هؤلاء ارادوا ان يذموننا فمدحونا ...فاذا كان التهميش يعني هذا ...اذن نحن وعلى لسانهم ((الثوريون والاشتراكيون )) الوحيدون ونحن والطبقه التي نسعى الى نصرتها بهذا المفهوم فعلا خارج نطاق تلك المعادله المشبوهه ومن البديهي جدا ان تكون طلائع النضال الجماهيري بعيده عن الخوض في نجاسة كلاب بوليس السلطه الراسماليه
لهذه الاسباب اذن سمونا هامشيون ولهذه الاسباب نفسها بدت ملامحهم اليمينيه ..نحن الاشتراكيون ومن يقف خارج صفنا هو بالتاكيد ليس الا عدوا للاشتراكيه او محرفا لها ..ولا اظن ان كاوتسكي قد مات فعلا ...لكنني على يقيين بان اسلاف ماركس العظيم يعدون عدتهم وقد ورثوا عنه بعد النظر والاصرار العنيد والايمان الراسخ بان قبضة العمال الجباره ستهوي كالمطرقه على راس جلادها الراسمالي وعلى رؤوس لاحسي قدمه المتزلفيين منهم والمتردديين