من مقدمات الاشتراكيه العراقيه الثانيه ...وطن بلا حدود

ليث الجادر
laithgader@yahoo.com

ان المقاومه الطبقيه الغير منظمه مهيئه بطريقه خصبه لان تتلبس في مختلف الارديه التي تعبر عنها بصورة غير مباشره وهي غالبا ما تنزلق نحو رداء الوطنيه البرجوازيه التي تبدو اكثر قوة ومناعه حينما ترفع شعاراتها التحرريه .. فيعاد انتاج تلك المقاومه على هيئة اشكال لا تؤدي على المدى البعيد الا الى نفي ذاتها والعوده الى حيث نقطة الصفر ..ان اولى صور المقاومه الطبقيه المرشحه لان تكون كذلك هي حينما تؤمن قواعدها الغير منظمه بان طريق التعايش السلمي ونضاله هي المسلك الوحيد امامها .. فالتمايز الطبقي وبصوره موضوعيه يخلق ويولد وينمي المقاومه ويرسم حدود الجبهتيين حيث خندق ((المستغلين )) بفتح السين وخندق ((المستغليين )) بكسر السين ...خندق المترفيين المهاجميين على الدوام وخندق المحروميين المقاوميين ايضا على الدوام ..ولكي لا يبقى الاخيرون في مواقعهم تلك والى اجل غير مسمى عليهم ان يؤمنوا ان لا مكان في الحياة الا لاحد اصحاب الخندقين ... هذه حتمية المنطق الذي فرضه الواقع ولا يمكن ان يكون الا كذلك ..لكن هذه الحتميه نحن صنعناها ولا بد منها ...لكننا في الوقت ذاته نحن قادرون على نفيها والغاء نتائجها ...نحن مخيرون اما ان نمضي قدما في هذا الاتجاه او ان نغير اتجاهنا ونسلك الدرب الاخر وفي كلا الحالتيين تكون النتائج حتميه وتبدوا وكانها هابطه علينا من السماء ...لكن في حقيقة الامر ان السماء لا تحكمنا الا بقدر ما نمنحها من صلاحيه وحتى تكون اكثر رحمة ونفعا لنا علينا ان نكون في وضع من الحريه الفكريه التي تحدد لنا وترسم ملامح خصومنا ..يجب ان نؤمن في كل لحظه وفي كل تصرف حياتي اننا نعيش في خضم معركه لا هواده فيها مع خصومنا الطبقيون ..فهم يتعملقون ويتكاثرون كالطفيليات والبكتريا الضاره وينشرون سم ممارساتهم في كل الاماكن والزوايا ..والاهم علينا ان ندرك اننا ان لم نكن منظميين ومتراصي الصفوف فان الفرد الواحد منا مهيء وبطريقه عجيبه لان ينظم بصورة او باخرى الى
صفوف تلك الكائنات الغريبه ويحلم بان يتخندق معها ..اذن فالمقاومه الطبقيه موجوده لا اصنعها انا ولا تصنعها انت ولم ..نخلقها نحن بصورة مباشره بل ان المجتمع الانساني وعلى مدى قرون جاء بالة انتاجها ..وان لم نسعى الى تنظيمها ونعرفها على انها مقاومه ايجابيه نشطه لا تقبل ان تبقى بصوره مجرده وعاريه فان اصحاب الخندق الاخر يحق لهم ووفق المنطق الذي نحن اوجدناه من ان يوجهوا لنا ركلاتهم ويمضون قدما في سحق هاماتنا ..انه العدل ليس الا .. والعدل ربيب الاقوياء .. لذا فان مسؤليتنا ولنقل هدفنا هو ان نرسم خطوط تنظيم هذه المقاومه ونحصنها بما يضمن لها ان تكون هجوميه بحته وكافره بكل ما هو كائن .. ..ولا يمكن ان نبداء بهذا للالا باقرار مبداء انسانيتنا نحن فقط وما دوننا فهو غير انساني حاله حال تلك الطفيليات والوحوش الضواري وبالتالي فلا يمكن من ان اهادنها او ان التقي باحد منها في اي مفترق من مفترقات المسير ... فلا الوطنيه يمكنها ان تجمعني معه ولا النسب القومي قادر على ان يجعلني اغفر له خطيئته وامحو من ذاكرتي صورة الخصم اللدود التي رسمتها له ..وحينما يعرف الوطن لابد وان يعبر عن ذلك بوعائه الفكري وجذوره الطبقيه ...حينها سارد عليه بان لا وطن لي ..لكنني اسعى لان يكون لي وطن انفيه خارج حدوده واطارده حيثما يكون ..اي اننا نحن الاشتراكيون لسنا عراقيون بالمعنى الذي يحاول ان يفرضه علينا خصومنا والوطن الذي نعرفه ونؤمن به هو الحيز المادي الحيوي الذي تكون فيه سلطتنا نحن وعاءا تحتويه ..وطننا هو سلطتنا وليس ذاك الصنم الذي نحته اؤلئك البرجوازيون ونصبوا انفسهم سدنه وكهنه ينطقون هم بلسانه ..ونحن حينما نناضل اليوم من اجل اخراج القوات الامريكيه من العراق فاننا في حقيقة الامر انما ندافع عن حيز نشاطنا اولا وثانيا اننا في سعينا هذا انما نهدف الى تحجيم الاله العسكريه الراسماليه ونحاول ان نحاصرها الى ان تبلغ من الضعف حد الانهيار الذي ان تحقق فانه يعني بداية مشروع انبثاق الحركه الاشتراكيه في الولايات المتحده او على الاقل نزع اقوى سلاح من يد راسمالييها والذي يرتكز ويتحرك بصوره رئيسيه على مفهوم الوطنيه البرجوازيه التي استدرجت المقاومه الطبقيه للمجتمع الامريكي ودجنت قوتها بدرجة او باخرى ...بينما اصحاب تحرير الوطن العراق الصنم ..فانهم يدبدعواهم تلك انما يدعمون وبقوه مشروع الطبقه الامريكيه الحاكمه ويساهمون وبشكل فاعل وحقيقي في ان تبقى المقاومه الطبقيه الامريكيه اسيرة شراك الخديعه التي استدرجت اليها ...انهم يزعقون وعلى شتى مشاربهم وعلى اختلاف ادوارهم وغاياتهم ...هذا الامريكي المحتل ...فليخرج ... هذا الامريكي المحتل ...اضربوه ... اما نحن فنهتف هذا ...جندي الراسمال ..فليلقي بسلاحه وينزع لباس الجنديه ...واذا شاء ليعد الى كنساس او كاليفورنيا ....انسانا حرا ..لا الة قتل ودمار وسوطا بيد الجلاد الراسمال ..ونحن بهذا لا نخيره ونتوسل اليه .. ولا نهادن ولا نعقد الصفقات مع من اشترى منه انسانيته .. لاننا حددنا وحصرنا الانسانيه وحقوقها فينا نحن الاشتراكيون ..وما دوننا فهو غير ذلك ..افيعقل والحال هذه ان يفاوض الانسان اللانسان ؟؟ وعوده على ذي بدء فنحن نرفع شعار وطن بلا حدود ونسعى لان نطرد قوة الامبرياليه وسلاحها البغيض في نهاية المطاف الى ما وراء اللاحدود تلك .. واول خطوه نخطوها على هذا الدرب هي ان نصوغ منهجنا على مبداء وحدة خندق خصومنا ونرصد فيها موطء قدم ((ارخبيل )) والتي لا اشك في انها تلك القدم التي يعرج عليها موميائات الاسلام السياسي .. فاذا مات ما سددنا سهامنا نحوها واصبنا هدفنا بدقه ...يتشرذم اعداؤنا ..وتخور قواهم ..وتلوح لنا تباشير نصرنا الاكيد .... ايها الاشتراكيون تذكروا ان تاريخ مغرم في مسيرته باسلوب الالتواءات وان حركته مجبوله على قوانينها ... فمن يريد ان يكون ضمن فعالياته ...عليه ان يكون ماهرا في رصد منافذ ومخارج تلك المنحنيات وخبيرا في معرفة طبيعة تلك المسيره الملتويه