لنجعل من مطلب المساواة الكاملة للمرأة بالرجل

شعارا للانتفاضة الثورية لجماهير العراق

 

يوم الثامن من اذار هو رمزلنضال وسعي مليارات النساء والمساواتيين في كل انحاء العالم لتحقيق المساواة الكاملة بين المرأة والرجل. ويمثل هذا اليوم مسعى البشرية من اجل الغاء كامل النظام الاستغلالي الذي يقوم على اسسه انتهاك وترسيخ عبودية المرأة وممارسة العنصرية الجنسية ضدها – اي النظام الرأسمالي.


في كل انحاء العالم فان اوضاع النساء تزداد قتامة.  العالم يعيش اثار الانهيار الاقتصادي وحملات التجويع وتفاقم البطالة والغلاء وانخفاض الاجور والاعانات وتراجع الخدمات والصحة والتعليم ولكن المرأة بالذات تعاني اشد المعاناة نتيجة كونها اول المتضررين بهذه النتائج ولكن لانها ايضا ضحية مزدوجة للاقتصاد المنهار وسياسات النظام العالمي الجديد. ان ذلك الشكل الاكثر معاصرة للنظام الرأسمالي لم يقتصر على سلب الامان والقتل الجماعي والتجويع والتشريد وترويع الملايين بل ضرب في الصميم موقعية المرأة وانسانيتها بسبب تسليط ذلك الموديل الوحشي سياسات التعددية الثقافية والثقافة النسبية والتي تنادي بان المرأة يجب ان تحترم ثقافتها حتى لو كانت تلك الثقافة عنصرية وبربرية. لقد منحت تلك السياسات لامريكا والغرب الصلاحيات الواسعة لممثلي الثقافات البربرية – رجال الاديان والشيوخ والملالي باظطهاد وتحطيم المرأة تحت شعار ثقافتهم الكريهة. لم يكف ذلك النظام الوحشي بانتهاك حقوق النساء في العشرات من الدول من خلال دعم قوى الاسلام السياسي والقوى القومية والعشائرية بل هاجم المرأة وابسط مكتسباتها حتى في اكثر بلدان العالم تقدما. لقد ختم على جبين المرأة المسلمة بان تعيش في جحيم لا يطاق وان مجرد خروجها على اي نص تافه للتعاليم الاسلامية او العشائرية سيعاقب بالقتل او الرجم او الجلد او الشنق.


ولكن العالم لم يعد مستقرا كما كان يبدو بل هو اليوم بمر بتغيرات راديكالية. فهناك موجة واسعة من الثورات تجتاح منطقة الشرق الاوسط، شمال افريقيا وما يعرف بالعالم العربي وايران. هذه الثورات تمتلك سمات تحمل في طياتها املا بحياة افضل للنساء. ففي ثورة جماهير تونس شاركت المرأة بشكل فعال وساهمت في منح تلك الثورة تحرريتها وافقها الانساني والمساواتي. خرجت النساء التونسيات في تظاهرات حاشدة مؤيدة لعلمانية الدولة ومستنكرين تدخلات وتطاولات الاسلاميين مما ادى الى اخراسهم كليا. وفي ثورة مصر كان للمرأة المصرية وخاصة الشابات منهن نصيب واسع في النضال البطولي في ميدان التحرير ضد قوات القمع ورفضن بكل عنفوان بروز الحركات الاسلامية كالاخوان المسلمين او منح مقود تلك الثورة لتلك الحركات الرجعية واستطاعوا التوحد حول ان ثورة جماهير مصر هي في الاساس ثورة الحرية والمساواة وليست مجرد ثورة ضد حسني مبارك. ان الاوضاع في المنطقة تظطرم بالتغيير وان الجماهير ولاول مرة في تاريخها الحديث تنزل الى الشارع بعيدا عن اجندات القوميين العرب والاسلاميين؛ شعارات مستقلة، انسانية ، تحررية ، مساواتية. وحديثة. ان هذه الثورات في صالح المرأة ومن اجل حريتها.


في العراق بدأت رياح الثورة تهب كالعاصفة. فلقد انفصلت وبسرعة جبهة الجماهير عن جبهة القوى والمجاميع الاسلامية والقومية والعشائرية التي سلطوها بالحرب والاحتلال والدمار. باتت الجماهير تواجه تلك القوى الرجعية بدلا من الركض خلفها او تحت راياتها. ذلك التطور المهم يميل الى صالح المرأة. فالتصدي لقوى الاسلام السياسي والقوى القومية والعشائرية كارهي المرأة يعني تقوية ساعد الحركة المساواتية والنسوية والاشتراكية. ان الحركة الثورية في العراق ليست فقط من اجل الخبز والكهرباء والمياه النظيفة والمدارس والسكن والاعانات الاجتماعية ومحاربة البطالة وتوفير الصحة بل هي ايضا من اجل الحرية والمساواة والتمدن والحداثة والانسانية. انها لكذلك لانها تقف رأسا برأس مع سلطة دينية وقومية وعشائرية كارهة للمرأة ومحقرة لمكانتها. ان الجماهير تريد انهاء هذه القوى وازاحتها. وان لنساء العراق مصلحة وامل كبيرين في هذه الحركة.

 

حزبنا وهو يحيي هذا اليوم العالمي فانه يؤكد على مطلبه في المساواة الكاملة للمرأة بالرجل وفي جميع الميادين ويؤكد ايضا على ان تحرير المرأة في العراق لا يمكن ان يتحقق بوجود القوى الاسلامية والقومية والعشائرية الجاثمة على صدر المجتمع. ان ازاحة هذه القوى سيفتح المجال واسعا من اجل نضال المرأة لتثبيت مساواتها الكاملة بالرجل ومن اجل استعادة انسانيتها المسلوبة. ان للنساء في العراق مصلحة مباشرة في التخلص من الطغم الاسلامية والقومية والانخراط المباشروالواسع في النضال ضمن صفوف الحركة الثورية.

حزبنا الشيوعي العمالي اليساري العراقي يعلن في يوم المرأة العالمي بان نضال جماهير العراق هو نضال من اجل تحرر المرأة، من اجل مساواتها، انه نضال معاد للتمييز ضد المرأة، من اجل كرامة الانسان ومن اجل تحرر مجتمع العراق. لا يمكن لمجتمع ان يتحرر والنساء فيه مستعبدات.


حزبنا يرفع شعار "المساواة الكاملة للمرأة بالرجل وفي كل الميادين" وشعار "نعم للعلمانية –
نعم لفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم" ويسعى لتحويل هذه المطالب الى يافطات في يد كل شاب وشابة وطفل وامرأة ورجل في العراق ليشهروها عالية بوجه السلطة الاسلامية والقومية والعشائرية التي حطمت انسانية المجتمع واغرقته بالدم والرجعية والتمييز ضد المرأة.

 

عاشت المساواة الكاملة للمرأة بالرجل

عاش نضال المرأة في كل انحاء العالم من اجل الحرية والمساواة

عاش الثامن من اذار يوم المرأة العالمي

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

7 آذار 2011