مريم نمازي تفوز بجائزة اروين الاولى"علمانية العام"

 

تم ليلة 8 -10 – 2005 تكريم مريم نمازي  مكافأة لها على اكبر قدر من المساهمة من اجل العلمانية خلال العام الماضي وقد تم تكريمها بجائزة اروين الاولى للمجتمع العلماني الوطني  كــ"علمانية العام" في مدينة لندن – بريطانيا.  تم تسليم الجائزة النقدية وقيمتها 5000 باون استرليني والتي تمنح من قبل الدكتور مايكل اروين وقدمتها لمريم الصحفية في الغارديان بولي توينبي في حفل غداء بفندق مونتليام في لندن. وقد تضمن الحفل احتفال موسيقي للممثل الكوميدي ستيوارت لي والذي اشترك بتاليف الكتاب المثير للجدل " جيري سبرنكر – الاوبرا".

وفي خطاب تقديم مريم، قالت كيث بورتيوس وود، المديرة التنفيذية للمجتمع العلماني الوطني :"  ان مريم معلقة واذاعية صلبة حول الحقوق والنسبية الثقافية والعلمانية والدين والاسلام السياسي وغيرها من المواضيع ذات الصلة. ان الانبعاث الحالي للاسلام قد رفع من درجة الاهتمام بعمل مريم وفي النهاية فان كتاباتها قد حازت على اعجاب الكثير من الجمهور. لقد تحدثت في العدد من المؤتمرات وكتبت بكثرة حول مسائل حقوق النساء وخاصة العنف ضد النساء".

وفي كلمة قبولها بالجائزة، اشادت مريم نمازي بدور منصور حكمت في الهام جيل كامل من العلمانيين وهو الذي تحدث عن بزوغ الحركة الاسلامية ومحاولاتها خداع  واخراس المعارضة باستعمال لغة الحقوق المدنية. وقد اردفت القول ب:" اننا بحاجة الى دعوة غير مداهنة او متملقة وبلا حياء بالعلمانية ومع ذلك فان هذا يبقى اقل مما يمكن عمله اذا كنا نبغي التأكد من صون القيم الانسانية وبأن الانسان يبقى في المقام الاول. اننا اليوم اكثر من اي وقت مضى بحاجة الى استئصال الدين من المجتمع ايضا".

مريم نمازي معروفة بكونها قائدة الحملات العلمانية والمدافعة عن حقوق المهاجرين والنساء ضد الاسلام السياسي. انها اذاعية في تلفزيون انترناشونال، وعضوة المجلس المركزي لمنظمة حرية المرأة في ايران، ومديرة لجنة العلاقات الدولية  في الحزب الشيوعي العمالي الايراني.

تم ترشيح 7 اخرين لنيل الجائزة منهم السياسية الهولندية الصومالية المولد ايان هرسي علي والتي ركزت على العنف ضد النساء المسلمات، ونكولاس هايتنر مديرة المسرح الوطني البريطاني والتي تم مهاجمتها لسماحها بعرض مسرحية " جيري سبرنكر – الاوبرا" والتي يعدها الكثير من المسيحيين تجديف بالدين.

 

تقدمة كيث بورتيوس لمريم نمازي

 

ولدت مريم نمازي في طهران وتركت ايران مع عائلتها في العام 1980 بعد تأسيس الجمهورية الاسلامية. عاشت بعدها في الهند وبريطانيا واستقرت في الولايات المتحدة عندما بدأت بدراستها الجامعية بعمر 17. بعد تخرجها ذهبت مريم الى السودان للعمل مع المهاجرين الاثيوبيين. وفي منتصف طريق بقاءها هناك استلمت السلطة حكومة اسلامية هناك. تم تهديدها من قبل الحكومة الاسلامية لانشائها منظمة حقوق انسان سرية مما اظطرها الى اخلاء البلد من اجل سلامتها.

وعند رجوعها الى الولايات المتحدة عملت مريم مع مختلف المنظمات المختصة بحقوق الانسان واللاجئين. أسست لجنة المساعدة الانسانية للاجئين الايرانيين في العام 1991. وفي العام 1994 ذهبت الى تركيا وقامت بانتاج فيلم عن حالة المهاجرين الايرانيين هناك.

وبعد عودتها الى امريكا تم انتخابها المديرة التنفيذية للمجلس العالمي للاجئين الايرانيين وهي منظمة عالمية لها 60 فرع في 20 دولة. وبوصفها مديرة للمنظمة فقد قامت بحملات باسم الالاف من الايرانيين طالبي الحماية واللجوء وتدخلت بنجاح في العديد من الحالات. ومنها التدخل لانقاذ 1000 لاجئ من خطر الابعاد من هولندا وقد تحدثت حينها في البرلمان الهولندي وكذلك قيامها بحملة ناجحة ضد الحكومة التركية لتمديد مدة طالبي اللجوء اللازمة للحصول على اللجوء.

مريم نمازي ايضا عضوة في المجلس المركزي لمنظمة حرية المرأة في ايران منذ تأسيسها وعملت من خلالها في العديد من الحملات ومنها تلك المناهضة للرجم بالحجارة والاعدام والفصل الجنسي وانتهاك حقوق النساء وخاصة في المجتمعات الاسلامية. بعض تلك الحملات الناجحة تلك التي قادتها هومى ارجمند ضد محاكم الشريعة الاسلامية في كندا. لقد تحدثت مريم في اول اجتماع عمومي في تورونتو واستمرت بمساندة وابراز الحملة والتعبئة لها منذ ذلك الحين.

 

ومن الحملات الاخرى التي شاركت بها منع الرجم بالحجارة والاعدام في المجتمعات الاسلامية ومعارضة حجاب الاطفال ومعارضة القوانين الاسلامية والشريعة والدفاع عن منع الرموز الدينية في المدارس والمؤسسات الرسمية ومعارضة قرار الحث على الكراهية الدينية في بريطانيا والدعوة الى العلمانية واستئصال الدين من المجتمع ليس فقط في ايران ولكن في بريطانيا واماكن اخرى.

تشغل مريم مسؤولية اذاعية ومعلقة في تلفزيون انترناشونال حول مواضيع الحقوق والنسبية الثقافية والعلمانية والدين والاسلام السياسي ومواضيع اخرى متعلقة.

ان البزوغ الحالي للاسلام قد حفز اهتمام مريم على العمل واخيرا فان كتاباتها قد حصلت على اهتمام الجمهور الواسع. لقد تحدثت في مختلف المؤتمرات وكتبت بشكل واسع حول مسائل حقوق المرأة وخاصة العنف ضد النساء.

وموخرا كانت مريم معدة لبرنامج اسبوعي في تلفزيون انترناشونال. وهذا البرنامج يبث بالستالايت للشرق الاوسط واوربا ومن الممكن مشاهدته بالانترنيت. ان البرنامج يركز على المسائل الخاصة بالشرق الاوسط من وجهة نظر يسارية. البرنامج يدعو الى العلمانية وقيم اخرى وقد حصل على نسبة معتبرة من المشاهدين في ايران والشرق الاوسط كما في اوروبا والغرب.

تثير القضايا التي يتناولها البرنامج الكثير من الرسائل وتم انتقاد مريم من قبل الاسلاميين ومن قبل الجمهورية الاسلامية في ايران وكذلك من قبل كين ليفنغستون * بعد دعوته ليوسف القرضاوي لزيارة بريطانيا.

 

انها بالتأكيد تعمل شيئا ما بشكل صحيح.

 

ايها السيدات والسادة

 

انا متأكدة من انكم ستوافقوننا الرأي بان مريم نمازي هي انسان نبيل ويستأهل منحه جائزة اروين الاولى.

 

خطاب مريم نمازي في الاحتفال

 

انه لشرف عظيم ان انال جائزة علمانية العام وخاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار العمل المميز الطويل للمجتمع العلماني الوطني من اجل العلمانية وقيم العقلانية.

وبالرغم من وجود العديد من الناس الذين عملوا على مقربة مني وساعدوني في المعركة من اجل العلمانية، فان هنالك شخص واحد – منصور حكمت، والذي يجب ان يحتفى به اليوم، لانه قد الهمني ومعي جيل كامل من العلمانيين في ايران والشرق الاوسط والكثير منهم اليوم يقف في الجبهة الامامية للقتال من اجل العلمانية هنا وكذلك في الدول التي قد هربوا منها. ان مثالا جيدا على اؤلئك هو لهومى ارجمند وحملتها الناجحة ضد محكمة الشريعة في كندا.

 

ان استمرار عمل المجتمع العلماني الوطني وكذلك جائزة اروين المستحدثة لعلماني العام  تفصح عن حقيقة ان القتال من اجل العلمانية هو مرة اخرى احد اهم المعارك لتحرير الانسانية من سطوة الدين.

هذه المعركة على اية حال مختلفة قليلا من تلك التي تم خوضها قبل عدة قرون مضت. بالرغم من ان الدين يواجه اليوم نهوضا عاما فان حركةالاسلام السياسي هي التي تتزعم تلك الحركة اليوم.

هذا النهوض يحدث في خضم النظام العالمي الجديد والتي من خلاله فان تلك المفاهيم والقيم العالمية التي كانت تؤخذ كبديهة قبل عقود قليلة لا يمكن اليوم ان تؤخذ بنفس القدر من البديهة.

 

في هذه الاجواء من النسبية الثقافية فان الاسلاميين واعتذارييهم قد قاموا باستغلال لغة الحقوق ببراعة من اجل خداع واخراس اي معارضة لهم. وبالطبع فانه عندما لا تنفع اساليبهم هذه،  فانهم يبدأون باصدار الفتاوي والتهديدات بالقتل.

في هذا السياق فان حظر الرموز الدينية البارزة في المدارس الرسمية والمعاهد في فرنسا – وهو اكثر الحقوق الاساسية في فصل الدين عن الدولة بالرغم من كونه مايزال مطلب ضئيل جدا – فانهم يقولون ان ذلك القرار " تمييزي" وانه " تقييد" على " الحريات الدينية" و" حرية المعتقد" وحتى على اساس كونه " انتهاك لحقوق النساء والفتيات" من قبل المجموعات الاسلامية في بريطانيا. حاولوا ان يراجعوا ويحرفوا كل معنى ممكن لكل المفاهيم الاساسية.

 

التسامح هو تعبير اخر يستعمله الاسلاميون. مرة اخرى هم يحورون فكرة التسامح مع البشر – والتي يستحقون اكثر بكثير من مجرد التسامح برأيي-  الى التسامح مع كل المعتقدات والافكار وخاصة افكارهم ومعتقداتهم هم.

 

كذلك فانهم غالبا ما يتحدثون عن العدالة والمساواة. ان المناصرين لمحاكم الشريعة في كندا والحث على قوانين الكراهية الدينية او المدارس الاسلامية في بريطانيا يقولون بانهم فقط يريدون ان يحصلوا على ما حصلت عليه الجماعات الاخرى.

يا للسخرية، فان اساس المساواة لا يكمن في المقاييس العالية المتوفرة في المجتمع كما يتوقعها الانسان بل باحطها واكثرها رجعية !.

ولا تجعلوني رجاءاً اتحدث عن الاسلاموفوبيا "رهاب الاسلام" **. انهم اليوم يعتبرون من يتنقد المعتقدات والافكار والحركات المتصلة بهذه المعتقدات، انسان عنصري.  ولكن - يا لغبائي – فقد اعتقدت ومنذ وقت طويل بان تهمة العنصرية تطلق ضد منتقدي الافراد والجماعات من البشر وليس منتقدي الافكار والحركات السياسية.

ومن نافل القول انه حتى افكارهم السخيفة حول الحقوق والمساواة تذروها الرياح بمجرد وصولهم الى السلطة. في ايران والعراق وفي اماكن اخرى انهم يقتلون ويقطعون اجزاء من اجساد البشر بلا تمييز ولا يسامحون اي شئ ولا اي احد ويقولون بان فعلهم هذا هو حقهم الالهي.

 

وبالطبع فان هذه الموجة تخف ببطئ، والفضل لعملنا الذي نقوم به جميعا وحقيقة، ان الوجه الحقير للحركات الدينية اصبح مألوفا للناس حول العالم.

ولكن هنالك الكثير مما يجب عمله وكما تعرفون اكثر من الاخرين. اننا بحاجة الى المطالبة غير المهادنة والحادة والتي بلا حياء بالعلمانية – المواجهة الشرسة- ولكن مرة اخرى، ان ذلك هو اقل ما يمكن عمله اذا كنا نود ان نتيقن بان القيم الانسانية مصانة وبان الانسان سيظل في المقام الاول.

اليوم اكثر من اي وقت مضى فاننا بحاجة الى استئصال كامل للدين من المجتمع.

انها حاجة عصرنا الراهن حقاً.

Maryam Namazie
BM Box 8927, London WC1N 3XX
England
Tel: +44 (0) 7719166731
m.namazie@ukonline.co.uk
www.anternasional.tv/english
www.wpiran.org/english.htm

 

* محافظ لندن

** اسلاموفوبيا وتعني حرفيا الهلع من الاسلام او رهاب الاسلام - مصطلح يستعمله اعتذاريو الاسلام والانتهازيون في الغرب من اجل اتهام اي شخص ينتقد الدين الاسلامي بالعنصرية. من المعروف ان العنصرية اتهام ثقيل في دول الغرب – المترجم.

 

ترجمه عن النص الانكليزي عصام شكــري