خطاب مريم جميل في منتدى السلام في الشرق الأوسط في مدريد

 

تحياتي للحضور الكريم

قبل ان القي كلمتي احب ان اعلن عدم موافقتي مع كلام داليا وصفي بأن  الشعب الأمريكي هو الذي شن الحرب على الشعب العراقي. الحكومة الأمريكية هي التي هاجمت الشعب العراقي،  بينما المواطنين في امريكا اكثرهم كانوا متعاطفين مع الشعب العراقي وضد الحرب.

 

اعزائي الحضور

تعيش المرأة في الشرق الأوسط والعالم العربي و"الأسلامي" في حالة كانت المرأة الأوروبية تعيشها في القرون الوسطى. المرأة تعاني من الضرب المنزلي، القتل، الرجم ،الأهانة اليومية، ومن الدونية الاجتماعية واجبارها على البقاء في البيت للقيام بالخدمة المنزلية وسلب حقوقها في اختيار الملبس والسفر والسياسة واقامة العلاقات الانسانية والعاطفية. ان كل تلك الحقوق معدومة في اغلب بلدان المنطقة وان وجدت جزء من حقوقها نتيجة لنضالها الطويل الآن فانها في ظل الاوضاع العالمية ونتيجة لسياسة امريكا ونظامها العالمي الجديد وصراعها مع قوى الارهاب الاسلامي بدات التراجع وبالعد التنازلي.

 

 كانت المرأة في العراق تلبس ملابس مدنية واليوم فرضوا عليها الحجاب و بقوة السلاح ، المرأة التي كانت كاتبة ومعلمة و مدرسة و عاملة اليوم اصبحة طباخة داخل المطبخ و صوتها لا يصل الى أي مكان. المرأة التي كانت تتجول في شوارع بغداد لحد الساعة الثانية عشرة في الليل في الوقت الحاضر لا تستطيع الخروج من البيت الأ وهي محجبة و معها واحد من افراد العائلة يحمونها وهي عرضة للأختطاف والشتم و لأهانة والتخويف.

و مع كل هذا فان الحركة النسوية و النسوية الأشتراكية لم تستسلم وقدمت ملامح من النضال لمواجهة هذه الهمجية والبربرية التي تواجهها. ان مراسيم الثامن من اذار ( يوم المرأة العالمي) في وسط بغداد و كركوك و سليمانية هو نموذج لهذا  العمل الجبار التي قمنا به خلال الفترة الماضية .

اني ارى ان الحركة النسوية لها دور ومكانة جدية في المنطقة لكي تلعبها و خاصة المرأة المنظمة. ان المنطقة الآن تعيش مخاض ميلاد حركة تحررية نسوية  في المنطقة  بأمكانها ان تكنس كل بقايا الماضي و كل الرجعية.

 

ان حق المواطنة و تشكيل دولة علمانية و فصل الدين عن الدولة و التربية و التعليم و المساواة الكاملة بين المرأة والرجل هي الشعارات الأساسية في في هذه الحقبة من النضال للحركة النسوية .

ذلك العمل غير ممكن دون تنظيم المرأة في منظمات تحررية نسوية قوية جنبا الى جنب مع الاحرار، وتنظيم الآف من الذين لهن مصلحة في هذه التغير