حوار منتدى يساري *

مع عصام شكــري رئيس الهيئة التنفيذية للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

 

منتدى يساري: ماهو موقف الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي من محاكمة صدام ، و هل تعتبر هذه المحكمة عادلة ؟

 

عصام شكــري: موقفنا تم توضيحه في بيان للحزب صدر مؤخرا ونشر في العدد 38 من نحو الاشتراكية وكذلك على صفحة الحزب الانترنيتية. وباختصار لقد بينا بان صدام ليس مجرد حاكم مستبد ارتكب مجازر جماعية، بل انه اساسا ممثل لتيار سياسي برجوازي فاشي وعنصري هو التيار القومي العربي الذي كان صدام زعيم جناحه المقاتل. هذا التيار رجعي جداُ وهو المسؤول عن ارتكاب مئآت الالاف من الجرائم ضد جماهير العراق والمنطقة وخصوصا ضد العمال والاشتراكيين. هذا التيار لم يبدأ مع صدام ففي الستينات من القرن الماضي ارتكب نفس ذلك التيار المئآت من الجرائم ضد الحركة التحررية وضد العمال والاشتراكيين والنساء في العراق وتشهد مجازر 63 ضد الشيوعيين على كلامي.  بدون محاكمة التيار السياسي الذي مثله صدام يعني ان ذلك التيار سيعيد انتاج نفسه. ومن جهة اخرى فان الوضع الذي خلقته امريكا اليوم من جراء حربها المدمرة وتهشيم المجتمع المدني وخلق كانتونات طائفية ومذهبية وتحالفها مع جماعات الاسلام السياسي لا يجعل من محاكمة صدام داخل البلد تمتلك حد ادنى من الموضوعية. ان هدف امريكا من المحاكمة لا يتعلق بتحقيق العدالة للجماهير. فتلك اكاذيب للاستهلاك الاعلامي. تهدف امريكا تحديدا من المحاكمة التغطية على جرائم التيار القومي الذي شارك الغرب وامريكا في دعمه وتقويته ومن جهة اخرى الى التغطية على جرائمها من خلال عسكريتاريتها والتجويع الاجرامي للجماهير (الحصار الاقتصادي) والذي حصد ارواح قرابة المليون ونصف المليون انسان بينهم نصف مليون طفل بين الاعوام 1990 - 2003. ان المحاكمة في السياق الحالي وهي تقام من قبل هيئة قضائية غير محايدة وتابعة الى امريكا والسلطة غير الشرعية الحاكمة في العراق لن تبلغ اي درجة من درجات النزاهة لانها ببساطة تجري في اجواء غير حرة ولا علاقة لها باي معيار لما يسمى الديمقراطية. طالبنا في بياننا بان تنقل المحاكمة الى خارج العراق وفي بلد محايد لاينتمي الى دول التحالف والسعي الى تعيين هيئة قضائية محايدة وبتطبيق القانون الدولي.

 

منتدى يساري:  ما مفهومك للتقدمية، والرجعية؟ في ظل الواقع الدراماتيكي الصعب الذي يحياه الشعب العراقي الشقيق بشكل خاص ، والضغوط الامبريالية على الوطن العربي بوجه عام ؟؟

 

عصام شكــري: عندما أستعمل هذين المصطلحين فاني لا اعني بهما المعنى الذي درجت على استعماله الاحزاب الشيوعية التقليدية. ان تلك التسميتين برأيي مرتبطتين بتاريخ معين - اي فترة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي. التقدمية كانت صفة اي نظام مهما كان مستبدا وفاشيا ولكن بشرط موالاته للسوفييت او المعسكر الشرقي وخصوصا الانظمة القومية العربية ذات المناهج الاقتصادية المماثلة لنظام (رأسمالية الدولة) او "الاقتصاد الموجه" كالعراق وسوريا ومصر على سبيل المثال. اما الرجعية فكانت صفة تطلق على الانظمة الموالية للغرب ولاسرائيل والمعادية للسوفييت والمعسكر الشرقي والتي تنتهج منهج اقتصاد السوق – ايضا بغض النظر عن كونها معادية للتحرر ولحقوق الانسان وللمساواة بين البشر كالانظمة الاسلامية والقومية في السعودية والخليج والاردن والمغرب وغيرها. وباختصار هذين المصطلحين كانا يعبران عن الاقتراب او الابتعاد عن " الامبريالية" الغربية. اليوم فان الرجعية والتقدمية بالشكل الذي نصف فيه التيارات السياسية تعبر اكثر عن تقدمية التيار او الحركة السياسية او رجعيتها بالنسبة الى معيار "الانسانية" او حقوق الانسان اي حريته ومساواته. ان معايير تقدمية الحركات السياسية مرتبطة ( مع زوال المرجعية السوفييتية) بقدرتها على تبني مطالب تحرر المرأة ومساواتها بالرجل ومطالبها بالعلمانية وتمدن المجتمع والدفاع عن حقوق الاطفال والشرائح المحرومة في المجتمع والعمال بمواجهة رأس المال. ان الطبقة المعبرة عن الميل الرجعي المعادي لكل تلك المطالب اليوم في العراق هي الطبقة البرجوازية – الطبقة البرجوازية برمتها دون استثناء. ذلك لا يأتي من منطلق " وطنيتها" او معاداتها للاستعمار والصهيونية بل من منطلق معاداتها للعلمانية ولقيم المساواة والحرية والتمدن الاجتماعي وحقوق البشر اي من منطلق اجتماعي. لم يعد هنالك اي قدر حتى ولو تافه من تقدمية في البرامج السياسية لاحزاب وتيارات الطبقة البرجوازية لانها كلها اليوم تلجاً الى الدين وتحديدا الاسلام السياسي والى القومية والى العشائرية بل الاكثر من ذلك انها تجزء المجتمع وتفتته الى مذاهب وملل وطوائف وكانتونات. تلك سياسة رجعية ومعادية للجماهير. بمعنى اخر( والكلام لا يقتصر على العراق) فان البرجوازية اليوم تحاول خنق ودفن وليدها نفسها قبل قرنين من الزمن (العلمانية وفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم). هاهي اليوم ترجع اعدائها( قوى الاسلام السياسي والقومية) الى احضانها بل وتمنحهم الاوسمة. ان المفهوم الاساسي الذي اسعى للتأكيد عليه هو ان الطبقة العاملة اليوم وفي كل انحاء العالم والعراق هي حاملة لواء التمدن والعلمانية والمجتمع المدني والدفاع عن حقوق الانسان. الطبقة العاملة حاملة لواء الثورة التي ستأتي بالحرية والمساواة لكل البشر. ان البرجوازية قد تفسخت كلياً.

 

منتدى يساري: ما هو موقف الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي من المقاومة المسلحة ضد المحتل خصوصا وان امريكا و بريطانيا لا تفهم الا لغة القوة و السياسة لاتجدي معهم الا المزيد من الوعود الوهمية والمماطلة لتمكينهم من نهب خيرات العراق واغراق الشعب العراقي في المزيد من الصراعات ؟ واين انتم كحزب من هذه المقاومة ؟ وما دوركم كحزب في توعية الشعب و توحيد صفوفه و تقوية مفهوم الوحدة الوطنية ؟ وما هو موقفكم من الدستور العراقي المبني على المحاصصة الطائفية التي ستؤدي الى تمزيق وحدة العراق في ظل حكومة تابعة للاحتلال ولم تكتسب شرعيتها الا من الاحتلال ؟

 

عصام شكــري: نحن ننتقد ما يسمى بالمقاومة ونعتبرها طرف اساسي من اطراف الصراع الارهابي الدائر في العراق. انها جزء من تيار الاسلام السياسي الرجعي. ليس معيارنا كما قلت ( معيار الجماهير ايضا) انها تحارب امريكا او الغرب فبن لادن ايضا يحارب الغرب بعد ان كان صنيعته وكان تسميه المخابرات الامريكية ايام الحرب الباردة "المحارب من اجل الحرية".  تقول ان امريكا لا تفهم الا لغة القوة ولكن الاسلام السياسي ايضا لا يفهم الا لغة القوة. والتيار القومي كذلك وكل التيارات البرجوازية المسلحة. ماذا يفعل التيار الاسلامي ازاء مخالفيه السياسيين ومنتقديه؟؟ هل يفسح لهم المجال ويحترم ارائهم ام انه يقطع رؤوسهم بالسيوف؟ وماذا عن القوميين العرب؟ والقوميين الكرد؟ والقوميين التركمان؟. الناس في العراق لا تعتبر ان تلك الحركة مقاومة للمحتل وانما وجها اخر لنفس العملة: وحشية واجرام وتنكيل بالجماهير من اجل تحقيق مصالح سياسية. هؤلاء يقتلون المدنيين بالمفخخات والهاونات واؤلئك بقصف المدن على رؤوس سكانها. الجماهير على حق. ان تسمية تلك الحركة السياسية " مقاومة" يعطي لما تقوم به تلك القوى من ارهاب وسفك دماء شرعية ومبرر هي بأمس الحاجة لهما.

اما حول الوحدة الوطنية فهي برأيي جواب على اثار سياسات الطبقة البرجوازية نفسها. لولا سياسات البرجوازية التفتيتية لما تم الحديث عن الوحدة الوطنية. لولا سياسات التقسيم والحرب والعسكريتاريا والوقوف مع الاسلام السياسي والقومية والمذهبية لما تم الحديث عن الوحدة الوطنية. انها جواب لمعضلة البرجوازية وليس الجماهير. عموما وفي الوقت الراهن انها حل تقدمه فئة من البرجوازية الاسلامية – القومية في العراق ترى نفسها خارج اللعبة لتقوية مواقعها. التوحد مع قوى اخرى ضعيفة ذات ميول قريبة ("وطنية"). انها تحاول الايحاء بانها تكون جبهة لمواجهة فئآت اخرى ( غير وطنية !). اما الجماهير فهي تعيش مع بعضها دون حاجة الى وثيقة "وحدة وطنية" والعمال يعملون جنبا الى جنب دون مذهبية او طائفية ولكن البرجوازية وسياساتها الحقيرة في العراق والعالم هي التي تفتت الجماهير وتجعل منهم كتل وهمية متصارعة. الاسلام السياسي يفتتها. القومية العربية والكردية والتركمانية تفتتها. امريكا تفتتها. ليتوقفوا عن تطبيق سياساتهم في اثارة النعرات والتفتيت الاجتماعي والتقسيم والفيدرالية والاثنية والقومية والمذهبية وحكم الاسلام السياسي وسيروا فوراً ان الجماهير  لن تثير هذه المشاكل ولن تحتاج اي مشاريع "وحدة وطنية". ان ما يوحد الجماهير هو الحرمان الاجتماعي.  ومن جهة اخرى لو كانت الوحدة الوطنية ستنتج وضعا يتيح لحكومة علمانية ومجتمع مدني ان يحقق درجة من التمدن والحضارية لقلنا ان العلمانية تنتصر وهي نافعة للمجتمع. ولكن اي نمط ستجلب الوحدة الوطنية؟ اي قوى سياسية ستصعد الى السلطة؟ اسلامية،  قومية، علمانية؟ علينا الاجابة على هذا السؤال. ان اهم مطالب الجماهير في العراق اليوم هي تحقيق الامان والتطبيع الاجتماعي والعلمانية. تلك لن تحققها حكومة وحدة وطنية بل تحديدا حكومة علمانية مدنية. يجب ان نناضل من اجل الحكومة العلمانية. انها ستوحد المجتمع في العراق وتصونه من التفتيت والتشرذم. غني عن القول ان الحكومة العلمانية لن تحققها البرجوازية مهما حاولت بل ستحققها القوى الاشتراكية. ولكن ذلك موضوع اخر.

الحل الذي يقدمه حزبنا لانهاء الاوضاع حل فعال وواقعي لانه ينهي فعلا الاوضاع التي خلقتها البرجوازية ولا يفسح في المجال لاعادة انتاجها. انهاء السيناريو الاسود الحالي وارجاع الوضع الى الطبيعية هو ما نقترحه لتتمكن الجماهير من تقرير مصيرها بحرية وبعيدا عن الترهيب والخوف. ولكن انهاء هذا الوضع المأساوي يتطلب ابعاد قوى البرجوازية الحالية (بشقيها المحلي والعالمي) عن المجتمع – اي اخراج القوات الامريكية والبريطانية وتجريد المجاميع الاسلامية والقومية من سلاحها. ذلك سيسمح للجماهير بان تمارس حقها في انتخاب ممثليها بحرية. نحن نطرح الامم المتحدة وقواتها الاممية كبديل لاحلال الامن والطمأنينة في المجتمع والتهيئة لاجراء انتخابات نزيهة. بالامكان تبني مقترحات اخرى مماثلة في هذا السياق. ان الجماهير في العراق اليوم متعبة ومنهكة ولا تستطيع ان تقاوم قطبي الارهاب العالميين باسلحتهما وتوحشهما– امريكا والاسلام السياسي. ان ضغط الجماهير والانسانية في العالم اجمع ممكن ان يرفع بديلنا ويدافع عنه وبالتالي يفرضه للتطبيق. ان جبهة الانسانية قوية ولكنها بلا قيادة. 

اما الدستور فيهدف الى اضفاء الشرعية على سلطة غير شرعية. ان موقفنا معاد للدستور من منطلقين الاول هو اعطاءه هذه الشرعية المزيفة  والثاني ان الدستور رجعي ومعاد للعلمانية وحقوق الجماهير لانه دستور اسلامي. الدستور المقترح يقرر دمج الدين الاسلامي في بنية الدولة مستغلا مساندة امريكا لهذا المشروع وتحويل العراق الى جمهورية اسلامية اخرى تكرر المأساة التي حدثت في ايران وافغانستان وغيرها. الدستور الاسلامي مناقض لتطلعات جماهير العراق لانه يفرض عليها هويات رجعية ويقيم خطوط تمايزاتها المذهبية ولطائفية والاثنية والقومية. ان تعريف الانسان والجماهير على اساس الهوية الدينية والعرقية سيؤدي الى عواقب وخيمة على المجتمع ويزيد من احتمالات الحرب الطائفية والتي ستجدد البرجوازية الاسلامية والقومية من خلالها تعريف انفسها وتبرر لوجودها المرفوض من المجتمع. نحن نطالب بدستور علماني يفصل فيه الدين عن الدولة والتربية والتعليم وتقر فيه الاجراءات التقدمية المساواتية واهمها قانون عمل تقدمي للعمال واقرار المساواة الكاملة للمرأة بالرجل وفي جميع المجالات.

 

منتدى يساري: ما موقف الرفيق من الحكومة العراقية و هل يعتبرها شرعية وما موقفه من الهجمات الانتحارية؟

 

عصام شكــري: لقد سبق ان بينت بان الدولة الحالية المقامة من قبل امريكا غير شرعية لانها لم تشكل بناء على ارادة الجماهير. تم اجبار الجماهير وتحديد اختياراتها (بين الارهاب والاحتلال الامريكي وبين حكومة اسلامية- قومية رجعية) على ممارسة العملية الانتخابية في ظل اكثر الاوضاع قتامة ورعبا وعدم استقرار. ولقد بينت من خلال اجابتي على سؤالكم السابق بان الحل هو في انهاء الاوضاع الحالية واخراج القوى التي تسبب هذا الوضع واجراء انتخابات جديدة.    

ان تفجر الاوضاع المستمر والدمار المتلاحق والخوف وعدم الامان يجعل من بديلنا واقعيا وجذريا من اجل حل المعضلة التي تواجه العراق اليوم. نحن ضد الارهاب. ان العمليات الانتحارية اسلوب ارهابي تستخدمه حركة الاسلام السياسي المعاصرة. يكفي ان تنظر الى ما حدث للملايين من البشر في ايران وافغانستان والباكستان والجزائر وشمال افريقيا عموما واليوم في العراق لنعرف ما تعنيه حركة الاسلام السياسي. يكفي ان نتذكر 11 ايلول وتفجير الباصات في لندن والقطار المدني في اسبانيا واندنونيسيا وامس في عمان. ان الارهاب الاسلامي يهدف الى خلق الرعب والتخويف من اجل السيطرة على المجتمعات واخضاعها. انها فلسفة اسلامية تقوم على نشر الرعب والمجازر من خلال قتل الاطفال والنساء والمدنيين لتحقيق غايات سياسية. ان العمليات الانتحارية عمليات وحشية معادية للانسانية ومدانة من قبلنا بشدة.

 

منتدى يساري : معروف عن الاحزاب اليسارية والشيوعية عموما رفضها لكل انواع الاستعمار والاحتلال فما موقف الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي من المقاومة ضد الاحتلال ولماذا لم يحاول الاشتراك بهذه الثورة طبعا لست اقصد بالمقاومة من يستهدف المدنيين العراقيين او حتى قوى الامن العراقي فهذا يعد ارهاب وليس مقاومة.

 

عصام شكــري: ان حزبنا ادان الاحتلال الامريكي للعراق وادان الحرب الامريكية وكنا الاكثر فاعلية في الحركات المناهضة للحرب.فضحنا شعارات الغرب وامريكا ومبرراتها في شن الحرب على العراق واعتبرناها تهدف الى تثبيت زعامة امريكا وتمرير نظامها العالمي الجديد على حساب الجماهير لا الى تحقيق الرفاه والحرية. ولكني اود ذكر نقطة اساسية وهي ان احتلال العراق من قبل امريكا اليوم مختلف عن ظروف احتلال امريكا للفيتنام ( مثلاً) في الستينات والسبعينات من القرن الماضي. كما ان مقاومة امريكا من قبل الحركات السياسية تختلف جذريا اليوم عن مقاومة الفييتناميين  من جهة اخرى فان جماهير العراق قبل الحرب كانت تعيش تحت سطوة الحصار الاقتصادي والعسكريتاريا الامريكية وسيطرة حكومة فاشية دموية. تم ارجاع المجتمع في العراق مئآت السنين الى الوراء بالحصار والحروب وسياسات امريكا. المعامل مغلقة والكهرباء مقطوعة والمياه شحيحة والطرقات مغلقة ومدمرة والبنزين معدوم. الجماهير ليست بوضع ثوري او مقاوم. ومن جهة اخرى فان نهاية الحرب الباردة وانهيار السوفييت وانحسار اليسار على صعيد العالم وبروز الصراع الارهابي بين امريكا وقوى الاسلام السياسي واثار 11 ايلول كلها خلفية لما يحدث من صراعات في العراق. تحول هذا البلد الى مسرح ونموذج دامي لما سيحدث للمجتمع الانساني على يد امريكا في المستقبل بظل نظامها العالمي الجديد. بهذه الظروف التي خلقتها امريكا فان الحرب الدائرة في العراق اليوم ليست حرب بين محتل ومقاومة بل حرب بين قطبين يمينيين او طرفين ارهابيين عالميين رجعيين؛ الدولة الامريكية من جهة والاسلام السياسي من جهة اخرى. العراق هو بؤرة الصراع بينهما ولكنه ليس ساحته الوحيدة كما تلاحظ. ان سياستنا قائمة على النضال لانقاذ الجماهير من هذا السيناريو الاسود (نتائج الصراع الارهابي والاحتلال الامريكي) ولكن ليس هذا كل شئ. ان بناء حزبنا السياسي وجعله حزبا مقتدرا وقويا وتعبئة قوى الجماهير يهدف الى اقامة حكومة علمانية. نحن نود ان نقيم حكومة اشتراكية ونقول انها الطريقة الوحيدة اليوم لانشاء حكومة علمانية تساوي بين المواطنين وتفصل الدين عن الدولة. احد مقومات السيناريو الاسود الجاري هو الاحتلال الامريكي وثاني المقومات هو الميليشيات الاسلامية والقومية المسلحة والارهابية. ان السيناريو الاسود يعني الوضع الذي لا تتمكن فيه الجماهير من التصدي لهاتين القوتين وانها بحاجة الى مساعدة الجماهير في العالم. يجب اخراج  هاتين القوتين من العراق لتستطيع الجماهير ان ترجع الى حياتها الطبيعية. نعتبر ان قوى الانسانية قادرة على حسم الاوضاع لصالح الجماهير من خلال المطالبة باخراج تلك القوتين واحلال قوات بديلة تحمي المجتمع. سنطلق حملة عالمية تدعو الى التحقيق القوري لتلك المطالب وجعلها مطالب كل الجماهير في العالم. ان مهمتنا كشيوعيين اليوم هو النضال من اجل انهاء السيناريو الاسود  وتحقيق الحكومة العلمانية والمجتمع المدني.

 

للمقابلة تتمة                   

 

* منتدى يساري  تجمع ماركسي من تونس