فعالية سياسية في مدينة الناصرية

 

التقى الرفيق عصام شكــري سكرتير الهيئة التنفيذية للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي يوم الاحد المصادف 2 تموز 2005 بعدد من كوادر الحزب في مدينة الناصرية. والقى عصام شكري محاضرة تضمنت ترحيبا بالرفاق الشيوعيين العماليين في الناصرية وقلعة سكر واعتزاز الحزب بهم وبحثا سياسيا تطرق فيه الى الخلافات السياسية في حركة الشيوعية العمالية وتحديدا بين الخط اليميني المتمثل بقيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي وحزبنا الشيوعي العمالي اليساري العراقي. استهل الرفيق عصام محاضرته بالحديث عن اسباب الخلاف وموجباته السياسية والفكرية متطرقاً بدايةً الى الخلاف داخل الحزب الشيوعي العمالي الايراني وموقف الجناح اليميني لكورش مدرسي. وقد اوضح للرفاق بان الخلافات التي نشبت لم تكن ابدا كما صورها التيار اليميني بانه بسبب خروقات تنظيمية وحزبية وتمرد فردي يساروي بل انه في الاساس خلاف سياسي موضوعي يمس الجوهر واللب الفكري لحركة الشيوعية العمالية. ووضح بان الجناح اليميني حاول ان يطمس فحوى الخلاف عن اعضاءه وكوادره في تنظيمات الخارج و بغداد وكل التنظيمات المحلية ومنها تنظيم الناصرية معيقا بذلك عن عمد اتاحة الفرصة امام الرفاق الشيوعيين العماليين وكل العمال والاشتراكيين من معرفة الاسباب الكامنة وراء تلك الخلافات والتي دعت فيما بعد الى تشكيل الحزب الشيوعي العمالي اليساري. تعمق الرفيق عصام في بحث تلك الاسباب السياسية موضحا ان الانشقاق كان بسبب اطروحات التيار اليميني واصراره على نكران موضوعية الثورة والحالة الثورية القائمة في ايران نافياً ( اي التيار اليميني) كونها الشرط الموضوعي لتحقيق الاشتراكية ومؤكدا على انتهاج السياسة البرجوازية القائمة على التحالف والائتلاف. واوضح بان قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي قد حاولت اقحام بحوث كورش مدرسي التخاذلية ومنها موضوعة عنفية الثورة العمالية واستحالة تحقيق الاشتراكية في هذه المرحلة ( في ايران) بالحالة في العراق. كما تم نقد مقولة كورش مدرسي بأن الثورة هي ميراث ماركسي كلاسيكي وبأن الجماهير تنبذ العنف وتميل الى الوسائل المتمدنة في الاحتجاج كالعصيان المدني موضحا ان ذلك الطرح انتهازي ملتوِ يهدف الى حرف نضال العمال وتثبيط عزيمتهم على الولوج الى الميدان وممارسة السياسة وانتزاع سلطتهم السياسية من مخالب البرجوازية من خلال توحد اهدافهم حول الاشتراكية. وتم توضيح فكرة ان من هو عنيف وشرس ودموي ليس العمال وعموم الجماهير الجائعة والمحرومة بل البرجوازية الرجعية في العراق وايران وقواها البوليسية وميليشياتها القومية والاسلامية المتخلفة والبربرية وانها هي من ستلجأ حتماً الى سفك دماء الجماهير من اجل الحفاظ على السلطة وبأي ثمن. وقد تطرق الرفيق عصام الى اسقاط الجناح الانتهازي اليميني في الحركة هدف تحقيق الاشتراكية وبمواربة من خلال تبني اطروحة "الاستفتاء حول الاشتراكية" كمسار ديمقراطي وليس شيوعي واعتبار ان تحقيق الاشتراكية هي مجرد امكانية مرحلية خاضعة للمزاج العام. وانتقد بوضوح شعار حزب كورش مدرسي الوارد في بيانهم التأسيسي حول الاستيلاء على السلطة واعلان "دولة الحزب"، موضحا بان ذلك يثبت بان هذا التيار يتنكر عن عمد لمهمة اعلان الدولة الاشتراكية فور الاستيلاء على السلطة. تم ايضاً ربط  تلك التوضيحات بهدف التيار اليميني الاستراتيجي وهو ايجاد التبريرات الفكرية والايديولوجية المناسبة لانتهاج سياسة الائتلاف والتحالف مع اجنحة البرجوازية (المرنة) او ما يسمى المعتدلة. وفي هذا الصدد تم التطرق الى مشروع الجناح الانتهازي في كل من ايران والعراق المؤجل للثورة وللاشتراكية وتحديدا مشروعهم التساومي في العراق "منظمة حرية العراق". تم في نهاية البحث التطرق الى ستراتيجية الحزب الشيوعي العمالي اليساري وحلوله السياسية لاخراج الجماهير من الوضع الحالي وانهاء السيناريو الاسود في المجتمع العراقي من خلال المطالبة بخروج القوات الامريكية ونزع سلاح الميليشيات القومية الاسلامية من خلال الدعوة الى ادخال قوات اممية ( لم تساهم في الجريمة ضد الجماهير وليست تابعة للانظمة الاسلامية في المنطقة) والتي من الممكن ان تمهد لاجراء انتخابات حرة وحكومة تمثل ارادة الجماهير دون اكراه وضغوط. وفي نهاية البحث تم تبادل الحديث بين الرفاق والاستماع الى وجهات نظرهم فيما يخص موضوع البحث ومهماتنا من اجل تعبئة وتنظيم صفوف الجماهير حول ستراتيجية الحزب لتخليص المجتمع من الوضع المأساوي الحالي الذي رسخته قوى البرجوازية العالمية والمحلية.