نجاح كبير لمؤتمر مناهضة محكمة الشريعة الاسلامية في كندا

 

بالرغم من تغيير مكان اقامة المؤتمر لــ 3 مرات والحماية الامنية المكثفة فقد حظر قرابة الــ 400 شخص مؤتمر مناهضة محكمة الشريعة والذي نظمته "منظمة الحملة العالمية المناهضة لمحكمة الشريعة في كندا" يوم الجمعة المصادف 12 آب في مدينة تورونتو الكندية. وقد عقد المؤتمر تحت عنوان "قانون الشريعة وعولمة الاسلام السياسي" وتضمن 4 اجزاء بدأ الجزء الاول منها بمؤتمر صحفي عقدته الناشطات النسويات الثلاثة هوما ارجمند منظمة الحملة المناهضة للشريعة في كندا وآيان هيرسي علي النائبة في البرلمان الهولندي وكاتبة سيناريو، وارشاد مانجي الكاتبة النسوية الكندية. تضمن المؤتمر الصحفي اسئلة من الصحافة الكندية ووكالات الانباء العالمية حول حقوق المرأة والشريعة الاسلامية واهمية مناهضة محاولات الاسلاميين لاقامة محاكم الشريعة في كندا ودول الغرب عموماً ودور الدين وخاصة الاسلام في المجتمع الغربي والعلمانية. اعقب المؤتمر الصحفي الجزء الثاني من المؤتمر والذي تظمن خطابات للناشطات النسويات الثلاثة. افتتحت آيان هيرسي علي الخطابات وقامت بالاجابة على اسئلة الجمهور ومداخلاته كما تحدثت بعدها ارشاد مانجي واخير جاء دور هوما ارجمند. تضمنت ملاحظات السياسية والكاتبة الهولندية والناشطة النسوية المناهضة للاسلام السياسي في هولندا ايان هيرسي علي افكارا متعدد تشترك في مجملها في توضيح معاداة الشريعة الاسلامية لحقوق المرأة وضرورة التصدي الحازم لمحاولات الاسلاميين اجبار النساء القاطنات في المجتمعات الغربية هربا من الجحيم الذي خلقته نفس تلك القوى الاسلامية المسيطرة على السلطة في بلدانهم الاصلية. تضمنت مداخلات الكاتبة والسياسية الهولندية ( والتي تم تسليط الكثير من الاضواء على حضورها نتيجة تهديدات الاسلاميين بتصفيتها) على تصميمها مواصلة نضالها من اجل حقوق المرأة وحريتها كمواطنة متساوية الحقوق مع الرجل ورفض الرضوخ لقوى الاسلام السياسي وارهابها. وتحدثت ارشاد مانجي عن رجعية التيارات الاسلامية الحالية ومعاداتها للمرأة بشكل سافر ورجوليتها وضرورة ما اسمته " تغيير الاسلام من الداخل" وابعاد ما رأت بانه مشكلة " الشرف" في الاسلام. ورأت بان الاسلام خضع برأيها لـ "تفسيرات" معينة دون اخرى مما اضفى عليه الطابع المعادي للنساء.  اما الكلمة الاخيرة فكانت للناشطة الشيوعية العمالية ( عضوة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي الايراني) هوما ارجمند والتي قامت خلال السنتين الماضيتيين بجهود كبيرة من اجل تحويل هذه الحركة الاعتراضية المناهضة لمحكمة الشريعة داخل المجتمع الكندي الى حركة منظمة ذات سمعة وتأثير والى تيار ضارب غير مهادن؛ فقد تحدثت هوما ارجمند عن حركة الاسلام السياسي بمثابة حركة سياسية عالمية. وبينت بان الصراع المحتدم بين هذه الحركة الرجعية البربرية وحكومات الغرب هو صراع عالمي يذهب ضحيته الالاف من البشر القاطنين في العديد من الدول. وبينت بان حركة الاسلام السياسي في كندا ومن خلال مطالبة رموزها بتطبيق الشريعة الاسلامية تهدف الى احكام السيطرة على ما يسمى الجاليات الاسلامية والتحكم بافراد تلك المجاميع وحرمانها من الاندماح في المجتمع على اسس تمييزية من قبيل ما يسمى الخصوصية الثقافية والعادات والتقاليد السائدة. نقدت هوما ارجمند سياسياً هذه الحركة الرجعية وكذلك نقدت مفهوم النسبية الثقافية السائد في كندا واوربا والتي تعتمده السلطات الغربية من اجل تكريس حالة العزلة والتخلف ومعاداة المرأة داخل التجمعات من خلال تسليم مقاليد امور هذه التجمعات الى الرؤساء الدينيين ورجال الدين والشيوخ والائمة. وبينت بان حقوق المرأة كما الطفل كما كل انسان هي حقوق عالمية لا يجوز انتهاكها او الانتقاص منها تحت ذريعة الخصوصية او الثقافة المميزة او العادات الاجتماعية السائدة. ومن جهة اخرى تحدثت هوما ارجمند عن حركة الاسلام السياسي كحركة تتبنى معاداة الغرب ومنازلته بغرض غير تحرري او انساني وانما لاجبار الحكومات الغربية على الرضوخ وترك المناطق التي يسيطر فيها الاسلام السياسي على السلطة كليا الى تلك القوى. ومن خلال فهم ذلك نتمكن من ادراك المعنى السياسي لهذه الحركة والسياق الذي تتحرك به في كل المجالات ومن ضمنها تثبيت نفوذها داخل الغرب نفسه من اجل السيطرة على مجتمعاتها وحكمها باكثر القوانين والتشريعات بربرية كما حدث في ايران والسعودية وافغانستان وغيرها. ومن خلال هذا الفهم لحركة الاسلام السياسي ( اي من خلال اعتباره حركة اجتماعية مادية وطبقية) فسرت وجود الارهاب كمنهج لوصول تلك الحركة لتحقيق اهدافها الانفة الذكر( اي استخدام الارهاب في الصراع مع الغرب لارغام حكومات الغرب على ترك شؤون المجتمعات في الشرق الاوسط او الجاليات "المسلمة" لحكم وتسلط الاسلام السياسي). وبهذا المعنى يجب ادراك ان حركة الاسلام السياسي سواء في الغرب او الشرق ليست حركة اخلاقية او ايمانية او مذهبية بل هي حركة سياسي اجتماعية تهدف الى الاستيلاء على السلطة واخذ زمام المجتمع وتركيعه وتكبيله باشد القوانين القرووسطية همجية وتخلفا ومعاداة للانسانية لتحقيق انموذجها البائد.

لاقت كلمات النسوة الثلاثة ترحيبا واسعا من قبل الحضور وخاصة كلمة منظمة المؤتمر هوما ارجمند التي كان لجهودها الكبيرة الاثر الكبير في انجاح هذه الحملة وتكوين لوبي علماني قوي داخل المجتمع الكندي احرج بشدة القوى السياسية لكل من الاسلام السياسي والحكومة الكندية التي تقف موقفا انتهازيا مائعاً من محاولاته.

 

انتهى المؤتمر بعرض لفيلم المخرج الراديكالي الراحل ثيو فان كوخ (اغتاله الاسلاميون في هولندا) والتي كتبت السيناريو له آيان هيرسي علي وقد نال اعجاب الحضور لجرأته في نقده للدين ودفاعه عن المرأة.