بمناسبة الذكرى 87  لثورة اكتوبر الاشتراكية

 

تحل على العالم هذه الايام ذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية الـ87. هذه الثورة التي مع ازدياد قتامة الاوضاع وسوداويتها بالنسبة للمليارات من البشر في العالم تزداد اهميتها ويكبر دورها وتتأجج مضامينهاالانسانية العظيمة.

في هذه الايام يحتفل البلايين من العمال والعاملات في انحاء العالم المختلفة بهذه الذكرى العظيمة لثورة وضعت الطبقة العاملة وقيمها ومبادئها الانسانية على مسرح الاحداث لا المحلية لروسيا فحسب بل والعالمية ايضاً. اننا اليوم نشهد جميعا الافق المظلم والحالك الذي ترسمه لنا قوى الرأسمالية في العالم أجمع وندرك اكثر من أي وقت مضى اهمية وعظمة تلك الثورة في تغيير حياة البشرية نحو الافضل.

 

يشهد العالم اليوم تصاعداً كبيراً لهجمة الرأسمال وقواه اليمينية على مكتسبات الجماهير العمالية الغفيرة ومنجزاتها وتصاعدا للارهاب الرأسمالي ضد تلك الجماهير. وتعاني جماهير العراق اليوم اكبر المعاناة واشدها نتيجة ازدياد حدة السيناريو الاسود الذي خلقته الحرب الامريكية والتي ادت الى سيادة افق مظلم على حياة وآمال الملايين. ان تصاعد وحشية الاحتلال الامريكي وتيارات الاسلام السياسي والقوى اليمينية القومية والعشائرية وبقايا البعث والمرتبطة بالسيناريو الاسود قد حولت المجتمع في العراق الى ساحة وميدان للصراع يتنافس فيه هذا القطبان الارهابيان لاظهار مدى معاداة كل منهما للانسانية في العراق.  ذلك الافق الذي رسمته الولايات المتحدة للعراق وضعت مصائر الملايين على حافة هاويته السحيقة هي ثمار انحسار المد الثوري والاشتراكي للطبقة العاملة العالمية وضعف تدخلها في تقرير المسار السياسي للانسانية.

 

ومن الناحية السياسية تشهد حتى احزاب وقوى الطبقة العاملة الراديكالية ميول يمينيةا تتأثر بالميول اليمينية القوية السائدة بين قوى البرجوازية. ان تلك الميول الانتهازية هي في حقيقة الامر جزء لا يتجزا من مجمل الحركة السياسية للبرجوازية في تصديها للخط الثوري الاشتراكي للشيوعية العمالية التي تسير بهدى هذه الثورة العظيمة. ان البرجوازية وممثليها في العراق يعرفون اهمية وخطورة الميل الاشتراكي والراديكالي داخل الطبقة العاملة العراقية وهم على يقين تام بان بديل الاشتراكية والثورة الاجتماعية في العراق لن يطيح فقط بطموحاتهم من خلال تشديد دائرة الاستثمار حول الطبقة العاملة العراقية ومراكمة الارباح بل سيطيح بجمل مخططات امريكا في المنطقة في الهيمنة خصوصا بعد تجدد الدعم للتيار اليميني الحاكم في امريكا والذي يهتدي بهدي النظام العالمي الجديد.

 

في هذه الذكرى تتعاظم الاهمية التاريخية عالمياً لهذه الثورة العمالية الجبارة وتزداد ذكراها نصوعا كالنجم الساطع في ظلمة هذا العالم.  ان مليارات البشر في العالم لم يعودوا فقط عبيدا للنظام الرأسمالي اللانساني الاستغلالي وانما باتت حياتهم ووجودهم الفيزيائي نفسه مهددا من كل حدب وصوب ممثلا بالتيارات الارهابية للاسلام السياسي من جهة والعسكريتاريا الامريكية الهمجية التي تطبق الخناق على أمم بأكملها. ان تصاعد نفوذ هذين التيارين يأتي نتيجة واضحة لانحسار حركة الاشتراكية العمالية العالمية وخطها الثوري.

 

ليس من خيار آخر لخلاص العالم من هذا النظام الرأسمالي الفاسد الا بالاشتراكية وتحطيم النظام الرأسمالي ولا طريق لبلوغ هذا الهدف الا بالعمل على تنظيم الجماهير الواسعة حوله لانجاز الثورة الاشتراكية وارساء  دعائم النظام الاشتراكي الانساني.

 

ان حزبنا وهو يمثل هذا التوجه بكل نصوعه ومبدأيته يسعى وبكل طاقاته الى اعادة تيار الشيوعية العمالية ووضعها في خضم التلاطمات السياسية الجارية في المجتمع وجعل بديله السياسي الاشتراكي هو البديل الاجتماعي الساعي الى الاستيلاء على السلطة السياسية وتحقيق الاشتراكية.

 

تعيش ثورة أكتوبر الاشتراكية العظيمة

تعيش وحدة الطبقة العاملة العالمية

تسقط الرأسمالية

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

16 تشرين الثاني 2004