هستيريا غير مبررة ؟!!

 

صباح ابراهيم

sabahi@sympatico.ca

 

 

دأبت قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي على تحليل انشقاق الحزب الشيوعي العمالي الايراني من خلال احالة اسباب الخلاف الجدية الى أسباب اخلاقية سطحية بادعائها ان اساس الخلاف يتعلق "باسلوب" تعامل حميد تقوائي شخصياً وتياره داخل ألحزب الشيوعي العمالي الايراني اثناء الخلاف. وهاهي تلك القيادة تتجاوز  حتى ذلك التحليل السطحي وعلى لسان عضو مكتبها السياسي ومسؤول تنظيم الخارج فارس محمود الى التهجم على تشكيل حزبنا الشيوعي العمالي اليساري العراقي. بل ان الرفيق المذكور قد ذهب الى ما هو ابعد من ذلك ايضاً حين قام بالتهجم الشخصي على شخص حميد تقوائي وبأسلوب بعيد كل البعد عن التحليل الرصين، ناهيك عن الماركسي، ومنهج الشيوعية العمالية الموضوعي في تبيان اصل الخلاف والانشقاق.

يستغرب الكاتب في مقالته المنشورة في العدد 163 من جريدة الشيوعية العمالية او يحاول الايحاء هكذا في عدم ادراكه لقضية اليمين واليسار ويتسائل بأستغراب واستهجان: لماذا انتم يسار ونحن يمين؟.  يبدو ان تبنيهم لنهج التيار اليميني المنشق وتخليهم عن ركن أساسي من أركان الشيوعية العمالية الا وهو الثورة الاشتراكية كأساس لقلب النظام الرأسمالي، واتباعهم لنهج البرلمانية كاساس لتغيير المجتمع ليس بعد مبرراً مقنعاً له. كما ان الطبقة العاملة والميل الشيوعي العمالي داخلها وتهيئتها من خلال تنظيمها وتعبئتها لقلب النظام القائم في حالة الثورة واحلال البديل الاشتراكي لا ترشح رفاقه بنظره لحيازة لقب اليميني. ان القاء نظرة موضوعية على تأريخ الحزب الشيوعي العمالي العراقي نفسه ترينا ان عدم امتلاكه، في معظم مراحله، استراتيجيا واضحة وتحوله الى ما يشبه حقل تجارب ما بين المنظمات الجماهيرية تارةً والحزب تارةً اخرى هو الذي ادى بهم الى الاعتقاد بان الحل الوحيد للوصول الى السلطة وقيام اي تغيير في المجتمع يأتي من خلال الانتخابات او النظام البرلماني. ان ذلك يعني بأن مسألة تبني قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي لوجهات نظر كورش مدرسي ليدر الجناح اليميني المنشق هي مسألة موضوعية.

ان ما يسترعي الانتباه ايضاً في مقالة الرفيق فارس هي التهجم المبتذل على الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي والتشكيك بمدى استيعاب وادراك الرفاق فيه لأصل موضوع النزاع الذي أدى الى الانشقاق داخل الحزب الشيوعي العمالي الايراني وكذلك التشكيك بقدرة اعضاء الحزب على تنظيم وادارة حزب سياسي وكأن تشكيل الاحزاب وصنع القرارات السياسية هي من اختراعات قيادة حزبه.! ومن جهة اخرى فأن اعتبارنا "ضحايا" لمخطط حميد تقوائي "التخريبي" الهادف لتدمير وحدة الحزب الشيوعي العمالي العراقي كما فعل مع وحدة الحزب الشيوعي العمالي الايراني (كما يدعون) هو ادعاء رخيص آخر يهدف الى التستر على الابحاث السياسية اليمينية لذلك التيار وهو امتداد للاتهامات المجانية التي رموا بها كل من سبق وخالف منهجهم اليميني. اذا وددنا ان "ننحرف" عن اصل المسألة الى تفسيرات رفيقنا الشكلية فظني ان قائدهم كوروش هو الذي يستحق ان يقال عنه "مخرب" لوحدة الحزب وبجدارة. والا فمن ياترى الذي هدد بشق الحزب الى نصفين اذا لم تتم تلبية شروطه في بيان تياره اليميني سئ الصيت المسمى بيان 21 عضو ؟!!. ومن انشق واعلن عن تأسيس حزب آخر؟ ان قضية وحدة الحزب قد خدمت قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي من خلال استخدامها غطاء للتظليل والتكتم على جوهر القضية الا وهي تغيير نهج الحزب الشيوعي العمالي العراقي ككل من مسألة تنظيم الثورة الاشتراكية.

في نهاية مقاله، اي بعد اتمامه التهجم على قدرة حزبنا ومدى ادراك رفاقنا لموضوع الخلاف فأنه يقلل من شأن تشكيل الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي ويرى عدم ضرورته. وهنا أتسائل : اذا كان ما يدعيه صحيح، فلم أتعب الرفيق فارس نفسه وضيع من وقته الثمين اذن في كتابة مقالة طويلة مسهباً فيها في سرد منجزات حزبه محاولاً اقناع نفسه قبل الاخرين بان هذا الحزب لم يغير من سياساته بشئ ومايزال حاملاً لراية الشيوعية العمالية في العراق؟!!.