الازمة الامريكية في العراق

 

 صباح ابراهيم

sabahi@sympatico.ca

 

بعد احتلال افغانستان وانتشال الطالبان ومعه تنظيم القادة من سدة الحكم في افغانستان ومحاصرتهم على الحدود الافغانية الباكستانية والافغانية الصينية وبعد انتهاء مصلحة الادارة السياسية الامريكية بهم لنفاذ صلاحيت استعمالهم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي  ومعه الكتلة الشرقية وزوال تنافس راسمالية الدولة المتمثلة بالكتلة الشرقية و راسمالية السوق الحرة المتمثلة بامريكا والكتلة الغربية في السيطرة على عدد اكبر من الاسواق التجارية لدول العالم وتوسيع خارطة رقعتها الاقتصادية. وكنتيجة طبيعية لااي حرب مهما كنت طبيعتها يبدأ المنتصر بجمع غنائم الحرب والذي هو في حالة الحروب الراسمالية هو فتح اسواق الدول المهزومة امام اقتصاد الدول المنتصرة. ولكن وبطبيعة الراسمالية وكنظام اقتصادي غير متكامل ودخولها لازمات دورية مستمرة ، لم تساعد انفتاح اسواق هذه الدول اي دول الكتلة الشرقية من انفتاح اقتصاديات الدول المنتصرة خاصة امريكا لعدة اسباب منها سياسية ومنها اقتصادية اجتماعية.

عندها التجاءة امريكا بحكم قيادتها للكتلة الغربية المنتصرة و ترسانتها العسكرية القوية ، الى اسلوب فترة الحرب الباردة في توسيع رقعة سوقها الاقتصادية والسيطرة على المناطق الحساسة للاقتصاد العالمي الحديث ولكن ليست بتلك الطريقة التي كانت تستخدمها ايام الحرب الباردة عن طريق دعم القوى المعارظة للبلد المعني وتنصيب راعي مصالحها في ذلك البلد وانما بالتدخل العسكري المباشر. ان هذا التغير في سياسات امريكا يعود الى اسباب عالمية كما ذكرتها  منها تفرد امريكا كلاعب وحيد على الساحة السياسية الدولية والى ترسانتها العسكرية الضخمة.

فحرب افغانستان كان انتصارا سهلا لامريكا بحكم اختلاف الضروف السياسية الاقتصادية والاجتماعية لهذ البلد بالنسبة الى العراق والذي اختتم  مؤخرا في تتويج كرزاي كاول رئيس منتخب تنصبه امريكا جراء هذه السياسة الجديدة في توسيع رقعة سوقها الاقتصادية.

بعد افغانستان دخلت القوات الامريكية في حربها على ارهاب الاسلام السياسي مرحلة جديدة في العراق فبعد اسقاط  صدام وحكومة البعث واحتلال العراق دخلت امريكا في حربها على الارهاب مرحلة جديدة ، شكل آخر من اشكال الصراع  السياسي. فبعد الانتصار العسكري السهل على حكومة صدام هلهلت امريكا لاقامة دمقراطيات عربية موالية لنهجها السياسي في المنطقة واخذت تتحث عن مشروع الشرق الاوسط الكبير وبدات بالضغط على الدول العربية لتطبق دمقراطية شكلية في بلدانها. ولكن الذي حدث بعد زوال حكومة صدام من انفلات امني وبشكل متزايد وبالتالي انعدام ابسط مستلزمات المعيشية لجماهير العراق هيئة ارضية مناسب لنمو قوى الاسلام السياسي المعادية لامريكا واعطت فرصة للقوى المتشتتة للعناصر البعثية المتبقية من لم صفوفها والتعاون مع الاسلام السياسي لابقاء كابوس الحرب وانعدام الامان والفرصة في حياة نزيهة مليقة بالجماهير في العراق. وادخلت امريكا في حرب شبهة لحرب فيتنام ولكن باختلافات جوهرية منها تفرد امريكا بالساحة الدولية و شكل الجهات المتصارعة فالاسلامي السياسي وقوى البعث المتبقية لاتمثل مصالح الجماهير وبالتالي حربها ليست حرب شرعية وانما هي ادامة لبؤس الجماهير. للانهاء هذا البؤس على الجماهير ان تتدخل في تحديد مصيرها والجلب ببدائلها في اقامة متجمع خالي من حروب واستبداد، مجتمع يليق بالبشر. ان الالتفاف حول الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراق هي اول خطوة بهذا الاتجاه.