هل الانتخابات هي الحل؟

 

 صباح ابراهيم

sabahi@sympatico.ca

 

 بدأت القوات الامريكية بحملة شعواء من اجل تهيئة الاجواء العامة في العراق للانتخابات المقبلة التي من المفترض ان تجري اواخر كانون الثاني من العام المقبل. تجلت هذه الحملة من خلال السيطرة العسكرية الوحشية على مدينة الفلوجة وكسر شوكة قوى التيار الاسلامي السياسي المتحالفة مع بقايا ازلام نظام البعث المقبور والمناهض للوجود الامريكي في العراق في هذه المدينة. امريكا تخطأ في حساباتها السياسية العسكرية مرة اخرى. ففي كل عملية تقوم بها القوات الامريكية تزيد من الطين بلة ويزداد الوضع الامني سوءاً. فبعد معركة الفلوجة تحولت الاحداث الى الموصل وبغداد وازدادت هجمات قوى الاسلام السياسي بوجه الوجود الامريكي وحكومتها المؤقتة وبالتالي زادت وحشية القوات الامريكية تجاه هذه القوى التي تتخذ من المناطق السكنية مركزا لعملياتها وزيادة عدد الضحايا بين الجماهير بحكم لجوء الطرفين الى استخدام المدن والمناطق السكنية مراكزا لعملياتهم.

تبرر امريكا اسباب هذه العمليات بانها تريد وضعا امنيا مناسبا لاجراء الانتخابات وبشكل ديمقراطي (وليس بقوة النار!!) تتمكن من تسليم السلطة السياسية الى العراقيين وتحقق غايتها من احتلال العراق وهي اقامة الديمقراطية وخلاص جماهير العراق من هول الدكتاتورية البعثية.فاي ديمقراطية هذه التي تتحدث عنها امريكا واية انتخابات! فاي متابع للوضع العراقي يصل الى نتيجة مفادها ان ديمقراطية امريكا هي ديمقراطية حماية مصالحها في المنطقة وباي ثمن كان حتى وان كان بتدمير بلد باكمله وقتل كل سكانه كما يحدث في العراق وليس بنفس تلك الديمقراطية الغربية التي ابقت جورج بوش في سدة الحكم للدورة الثانية.

الانتخابات هي ادامة للسيناريو الاسود الذي اعدته امريكا للعراق وليس خلاصا منه وسيزيد من الوضع سوءا الى حد تصريح قائد القوات الامريكية في العراق في امكانية حدوث حرب اهلية. الانتخابات لن تخرج جماهير العراق من هذا الوضع مادامت امريكا موجودة في العراق  ومتحكمة بزمام اموره السياسية والاقتصادية. الحل الوحيد للخروج من هذا السيناريو الاسود هو تصدي الجماهير لمخططات امريكا والاسلام السياسي وبقية القوى السوداء واخذ زمام الامور بيدها بعيدا عن بدائل وطموحات الراسماليين من قوميين واسلاميين وبقية الشراذم المتعلقة بذيول السيناريو الامريكي  الاسود.