أنا وماركس ومنصور حكمت

 

صادق كريم داود

 

 

من قلب السأم

 والامنيات اللاهية

 وصخب المقاهي الأسود

( لدخان، الرؤوس المخدرة، عذابات الشهوة، عرق العمال، ترهات المثاليين، التفلسف البيزنطي المحترف، جواري الاسلام المدفونات في الحريم العربي، الخليفة الشاذ يحرق جميع الجواري في لحظة ابادة سكت عنها التأريخ)

 

تأريخك الغارق في الامنيات وكتبك الملطخة بصفار زمن المراهقة

اسقاطات احلام اليقظة

فتوحات وغزوات من زمن مبتلٍ بالسـأم

والامنيات البعيدة

مرةً اخرى، كما كنت لاهياً في قلب السأم

وكن مثله، او حاول ان تكون عازفاً ماهراً للغيتار

يغني للحب ويحلم

يبحث عن معنى للعالم

عن حل ما لكل الكوارث

يبحث عن ثورة

تحرق سأم العالم، وتجفف عرق العمال

حلَِق مثله كالطير

على كل الثورات ( بابك الخرَمي، صاحب الزبخ،

الراوندي، الثورات التي حدثت ضد الخليفة الشاذ

الذي فتح وغزا واحرق جميع الجواري)

احرق جميع ما قرأت وحلًَف

حرر رأسك المخدر بالدخان وترهات المثاليين

والتفلسف البيزنطي، حرر جسدك من اسقاطات

زمن المراهقة والامنيات اللاهية

حلًَق مثله كالطير

واحرق جميع ما قرأتْ، مثلما فعل هو في لحظة سأم

احرقَ كل ما قرأ

( كل ما قرأته لا يحل كارثة من كوارث العالم،

لا يجفف عرق العمال، لا يحرر جواري الاسلام،

لا يصنع ثورة ضد الخليفة الشاذ الذي فتح وغزا،

وأجبر الناس على الشهادتين واحرق جميع الجواري في لحظة ابادةٍ وحشية)

غنى بألم آخر اغنية من زمن السأم والامنيات اللاهية

على اوتار غيتاره الاسباني

أنصتَ بانتباه الى المذياع

(كل ثانية يموت طفل)

كل ثانية، ردًََد شارداً مذهولاً

كل ثانية يموت عامل في بقاع العالم

كل ثانية تموت جارية من جواري الحريم

كل ثانية يجتز الخليفة الشاذ رأساً من رؤوس معارضيه

من يُحررنا من العبودية

من يصنع ثورة تقضي على الموت

من يمزق خيمة الحريم

صرخ بأعلى صوته ( كن مثله واصرخ بقوة تباً للعبودية،

تحيا ارادة الانسان)

ملأ الكون بصراخهِ

حاول ان يُحلَق ( لم يستطع)

حاول ان يغني ( تحطم غيتاره الاسباني)

حاول ان يرقص ( تجمد بلا حراك)

حاول ان يقرأ ( احترقت جميع كتبه)

مرةً اخرى سأحلَق

 مرة سأغني

مرة اخرى سأرقص

سأقرأ من جديد

لكتب المقدسة، ترهات المثاليين، التفلسف اليزنطي)

كلها لا تملك حلاً، لاتصنع ثورة، لا تقلب هذا العالم

يبحث وسط الركام عن شئ

(ابحث معه بقوة)

هاقد وصل الى الاكتشاف ( بعد عناءٍ طويل)

 وجدت ما أريد ( كارل ماركس) سارق الشمس ومحرر بروميثيوس

وجدت ما أريد، صرخ عالياً بابتهاج هستيري مثل آرخميدس

(اعادة الاختيار للانسان)

ماركس يعيد الاختيار للانسان

يصنع ثورة، يقلب هذا العالم

يجفف عرق العمال

يحرر الجواري من قبضة الخليفة الشاذ

منصور حكمت يعيد الاختيار مرةً اخرى

ومثل ماركس يسرق الشمس ويحرر بروميثيوس

(لا زالت ثورة اكتوبر حمراء متوهجة دافئة،

تحتضن العمال، تجفف عرقهم وتنتظر القادمين بثورات جديدة

( وبهذه الشمس الحمراءحرر منصور حكمت الرؤوس المخدرة وآخرها رأسي)

في صخب المقاهي الاسود

من ترهات المثاليين والتفلسف البيزنطي الاخرق

وعربدة الخليفة الشاذ

حرَر العمال والعبيد والجواري

حرَرني من السأم واحلام اليقظة

أعاد لي الشمس....

 

----------------------------------------------