العمال بوجه حكومة رجال الاعمال !

جانب من مقابلة برنامج  ”عامل اليوم“ مع كريم البحيري احد قادة اضراب عمال غزل المحلة في مصر *

اجرى المقابلة سمير نوري

 

سمير نوري: حسب الاخبار المنشورة في صفحتكم وفي صفحة البي بي سي وفي كل مكان فان اليوم 6 ابريل ستقومون باضراب عام في مصر وخاصة عمال نسيج المحلة الكبرى. هل من الممكن الحديث عن الاضراب؟

 

كريم البحيري: في البداية تقدم عمال المحلة بمطالبهم للمسؤولين ومنهم رئيس نقابة غزل المحلة ورئيس اتحاد العمال (حسين مجاور) وارسلوا رسائل الى وزيرة القوى العاملة تطالبهم ب 14 مطلب وهي مطالب اقتصادية مشروعة على الاحوال المعيشية وارتفاع الاسعار الجنوني وطالبوا ب 1200 جنيه كحد ادنى للاجور يستطيع ان يعيش به الانسان في مصر وطالبوا بعمل كادر خاص للعمال بقطاع الغزل والنسيج والتي اعترفت الوزيرة بان اجورهم هي الادنى في مصر وطالبوا بحوافز 25% و 35% وطالبوا بلوائح داخلية حول الترقيات والاستشفاء وبعثوا كل تلك المطالب الى وزيرة القوى العاملة ورئيس الاتحاد العمالي. استمر التجاذب ولم يستجب احد لتلك المطالب ولم يتناقشوا مع العمال.  وقد حاول (حسين مجاور) رشوة بعض القيادات العمالية من خلال اغرائهم بشيكات ب 4 الاف جنيه تصرف لهم في حالة اجهاض الاضراب وتلك القيادات تضم: محمد العطار وسيد حبيب ومجدي شريف و فيصل نقوشة والديب وفعلا نجح (حسين المجاور) معهم ولكنه فشل مع اثنين من اعضاء رابطة عمال النسيج وهما وائل حبيب وكمال الفيومي في ان يقنعهم ورفضوا استلام المال وقالوا اننا لم نأت الا لتحقيق مطالب العمال. قرر العمال ان يكون هناك رد وبعد عرض المطالب بشكل سلمي على الحكومة المصرية والرد هو اعلان الاضراب وتم تحديد يوم 6 ابريل في غزل المحلة فقط لا غير ولم يكن مقررا ان يكون في كل مصر. وبعد ذلك قررت بعض القوى السياسية ان يكون نفس اليوم هو اعلان الغضب الشعبي لارتفاع الاسعار وان هناك فرق كبير بين الشعب وبين حكومة رجال الاعمال و(البزنز) المصرية برئاسة احمد نظيف ورئيس الجمهورية حسني مبارك. حكومة لا تظم سوى رجال الاعمال ورجال المال ولا يهمها سوى الارقام المالية في حساباتهم. هناك شعب لا يستطيع ان يأكل ويعيش ولذلك قرر العمال والناس ان يلقونهم درس وان يقولوا لهم ان هناك ازمة. الجماهير لا تجد الاكل وهم يزيدون ثرواتهم الخيالية. ان رجال الاعمال يتحدثون عن ثرواتهم وكم تزيد (في كل دقيقة) بينما الشعب جائع. ان الناس يقبضون رواتبهم بالملاليم بينما رجال الاعمال يخزنون ثرواتهم بالملايين.

 

سمير نوري:  لماذا تحاول الحكومة احباط الاضراب العمالي. هل هناك قانون يمنع العمال من الدفاع عن حقوقهم العمالية؟

 

كريم البحيري: ليس هناك قانون لا وضعي ولا قانون انساني يجهض اضراب العمال. ان الاضراب هو حق مشروع اقر عليه الدستور المصري والقوانين الدولية وقانون العمل الدولي. انه حق مشروع للناس ان تطالب به. ولكن الحكومة تخاف على نفسها وعلى رئيس الجمهورية ان يطرد من قبل الاضراب. انهم يحاواون شل الاضراب لانهم يخافون ان يطيح الاضراب بحكومة مبارك لا اكثر ولا اقل. لا يهتمون بالشعب ولا جوعه ولا معاناته بل يخافون على النظام المصري. احد القوى الامنية قال لي اني اخاف ان يهرب مبارك مع فلوسه. انه الرئيس الجالس في قصر عابدين لا يهتم بما يحدث للجماهير. حاولت الحكومة بكل الطرق وفرض القوات الامنية في كل مكان ونزلوا الى الشارع وقاموا باعتقال قيادة عمالية في غزل المحلة.  هناك اعتقالات وحملات تعدي وتجاوز على المواطنين من قبل القوى الامنية. والامر مستمر لحد الان.

 

سمير نوري: هل هناك مطالب سياسية او مطالب لاسقاط الحكومة لكي ترد الحكومة بهذا الشكل القمعي على اضراب العمال؟

 

كريم البحيري: انا افصل بين مطالب العمال في غزل المحلة ومطالب الشارع المصري. مطالب الشارع المصري هو في تخفيض الاسعار وارجاع ما تم فقده. لقد فقدت الجماهير الشعور بالانسانية والحياة. انها تطالب الحكومة الحالية او الحكومة القادمة بتخفيض الاسعار. البارحة نزلت الحكومة المصرية وامرت ان تباع بعض البضائع بارخص من ثمنها ( خفضت سعر الرز ). اي ان الحكومة قادرة على تخفيض الاسعار والجماهير تقول : ياناس انقذونا من الجوع. الناس تبحث عن لقمة عيشها وتود رفع الرواتب لكي تستطيع ان تعيش. الجماهير تطالب بمطالب اقتصادية. وقد طالبت بعض القوى ان تستغل اليوم ورفعت شعار "التغيير". لقد اجبر مبارك الناس على ان تنتخبه بالقوة وبالتزوير. لقد حصل اكبر تزوير في تاريخ مصر. لذا تطالب الناس باحداث تغيير سياسي.

 

سمير نوري: ماهو عدد العمال المشاركين في الاضراب.؟

 

كريم البحيري: عمال غزل المحلة المضربين هم 27000 سبعة وعشرين الف عامل. ولكن البارحة وصلتنا رسائل تضامن من كفر الدوار والحرائر اعلنوا الاضراب التضامني ويضم معنا 30000 ثلاثون الف عامل بالاضافة الى شركات صغيرة. وعموما اخمن في مصر كلها هناك حوالي مليون عامل سيعلنون الاضراب.

 

سمير نوري: حسب المعلومات المنشورة فان قوات الامن قد طوقت مدينة المحلة ماهو السبب في تطويق كل المدينة اذا كان الاضراب هو في معمل النسيج؟

 

كريم البحيري: لقد طوقت السلطة المحلة لكي تمنع الصحفيين من الدخول وتسجيل الاعتداءات على المواطنين. لقد بدأوا بمحاصرة المحلة لهذا الغرض ولكن الان ليس هناك (وهذا ما اثار استغراب الناس وريبتهم ) اي تواجد عسكري في الشارع فيما عدا اطراف معمل غزل المحلة حيث تحيط الشرطة المدنية بالمعمل. لقد اثارت الشرطة وقوى الامن الرعب في قلوب الناس ولكن الان ليس ثمة شرطي او قوات امن. انه امر غريب ونحن نتوجس خيفة من ذلك.

 

سمير نوري: تلفزيون سيكولار يتضامن معكم تضامن جدي ونرجو ان تتواصلوا معنا بخصوص كل الاضراب العمالية ونضالات الشعب المصري. ماهي اخر توقعاتك؟

 

كريم البحيري: اعتقد ان الاضرابات الحالية ستنجح. وسيكون هنلك بعض الاعتداءات على المواطنين في بعض المواقع والمصادمات بين قوى الامن والمواطنين. ادعوا كل العمال ان يحققوا حلمهم بالتوحد واقول لهم (ياعمال العالم اتحدوا) للتخلص من الحكومات الدكتاتورية. من عمال العراق والباكستان ومصر وتركيا بامكانهم التضامن لكي يجعلوا الحكومات الدكتاتورية تتراجع عن اظطهادها وتجاوزاتها ضد مصالح العمال.

 

سمير نوري: انت تعرف ان الاول من ايار قريب وهو يوم العمال العالمي. لقد ذكرت شعار ياعمال العالم اتحدوا. برأيي يجب رفع هذا الشعار في كل المنطقة واكيد ان عمال المحلة لهم دور ريادي في هذا الجانب. ما قولكم؟

 

كريم البحيري: فعلا ان عمال المحلة يعززون فكرة (ياعمال العالم اتحدوا) وخاصة انه لم تعلن اي اضرابات منذ عشرين سنة. لقد اعلن العمال في الكثير من الدول تضامنها مع العمال. ادعوا عمال المحلة الى الاستمرار في نضالهم ان يدعوا كل عمال العالم للاتحاد معهم لان كل العمال يعانون من نفس الاظطهاد. يجب ان ينظر الى العمال بمنظار اخر والحد من الانظمة الاظطهادية التي تتحكم في حياتهم.

 

سمير نوري: شكرا لك للتوضيحات ونتمنى لكم النصر وانتصار مطالبكم ضد حكومة مبارك.

 

كريم البحيري: اشكرك جدا على اللقاء على الهواء.

—————————————————

* تم اعدادها  لجريدة نحو الاشتراكية