رحيل عرفات و نفاق بوش و بلير!!!

                                                 

سمير نوري

 

شئنا أم أبينا ياسر عرفات كان يقود القضية الفلسطينية لعدة عقود ، وبرحيله يطرح قضية القيادة نفسه بشكل لا يقبل الجدل بين شتى التيارات الأجتماعية الموجودة على الساحة السياسية الفلسطينية . وكان التيار القومي الفلسطيني اقوى التيارات الموجودة و بوجود منظمة تحرير فلسطين وقائدها ياسر عرفات .

 ان الحركة التحررية الفلسطينية في السبعينات و الثمانينات كان أقرب الى اليسار و كان خليطا من الماركسية و القومية أي بمعني اخر تيارا شعبويا يساريا مناهضا للأحتلال ، وتحت تأثيرات التغيرات العالمية و خاصة سقوط القطب السوفياتي ، انعطف هذه الحركة أيضا الى اليمين وكان ياسر عرفات يقود هذه الأنعطاف واصبح تيارا قوميا معتدلا في الحركة الفلسطينية .

لقد دخل عرفات عملية السلام الشرق الاوسطية بعد انتفاضة الشعب الفلسطيني المعروف "بأنتفاضة الحجارة " و كان الهدف منها الوصول الى حل سلمي لقضية فلسطين و تشكيل الدولة الفلسطينية . و لكن وصول العملية الى مكان مسدود وخاصة بعد اغتيال اسحاق رابين و مجيء شارون الى الحكم . وسيطرة اليمين المتطرف زمام الأمور في أسرائيل في طرف من الصراع ، و تقوية التيارات الأسلام السياسي مثل الحماس والجهاد في الجانب الأخر واستعمال اشرس انواع الأرهاب و القتل من كلا الجانبين، ضحت بعملة السلام .

ان التيار القومي الديني المتمثلة بمنظمة تحرير فلسطين و قائدها ياسر عرفات خرج زمام الأمور من ايديها ولم يكن هناك فرصة لأحياء عملية السلام و ادامتها وأيصالها الى تشكيل دولة فلسطينية مستقلة وانهاء الظلم القومي على الشعب الفلسطيني في ظل السياسات اليمنية الشوفينية لشارون الأرهابية و بمباركة اليمين المتطرف في أمريكا والغرب، و تصعيد الأرهاب اللأسلامي في فلسطين .

رحيل ياسر عرفات لا يساعد في حل قضية فلسطين و انما يزيد الغموض و يعمق الصراعات أكثر ، و يفسح المجال لوقوع زمام الأمور بيد التيارات الأسلامية الارهابية كرٌد فعل ليمين المتطرف في الغرب و المحفاظين الجدد وشريكهم شارون في أسرائيل . أن مجيء قائدا قوميا معتدلا ميالا اكثر الى الغرب كحكومة اردن او المغرب  هي امنية بوش وبلير بعد رحيل عرفات وهي أبعد الى الواقع ، وابعد من التحقيق في الأوضاع المأساوية في فلسطين والعراق، وفي غياب مكان امن و فقر ومـسأة  على ألأراضي الفلسطينية .

عرفات لم يكن عائقا أمام تشكيل الدولة الفلسطينية بجوار الدولة ألأسرائلية و انما السياسات اليمينة لبوش وبلير و دعمهما للشارون كان عائقا أساسيا لتحقيق العملية . أن طرحهم الأستراتيجي لأحياء عملة السلام الشرق ألأوسطية بقيام دولتين فلسطينية وأسرائيلية هي نفاق وكذب و القاء اللوم على عاتق انسانا كان امله تحرير شعبه المظلوم .

أن دعمهم لحفاظ الطابع اليهودي لدولة أسرائيل هي اول نقطة رجعية لهم و انطلاقا لتعميق الأزمة وليس حلها و اشعالا لفتنة الحروب الدينية والصراعات الدينية . وان دعمهم لأسرائيل يبين مدى نفاقهم حول ترميم الوضع الأقتصادي والامني لفلسطين .

سوف يغير رحيل عرفات كل التوازنات السياسية القديمة و بعكس تصورات بوش وبلير و يفسح المجال امام تصاعد الاسلام السياسي و اليمين المتطرف و يجر الأوضاع الى مرحلة اخرى من عدم الوضوح و الغموض لحل القضية الفلسطينية . و بدوره يثقل كاهل الشيوعين والتقدميين اكثر و يقع على عاتقهم مهام اوسع لحل هذه القضية .

 

12\11\2004