الاخوان المسلمون في قفص الأتهام، الثورة في مرحلة جديدة الى الأمام !

 

سمير نوري

 

بعد رجوعنا من المؤتمر الاقليمي لالغاء عقوبة الأعدام في العاصمة المغربية، الرباط، وحينما كنت جالسا في غرفة الأستراحة مشغولا بنشر المعلومات والصور حول المؤتمر، رأيت خبرا في الصفحة الرئيسية لاذاعة البي بي سي يتحدث عن المظاهرات في القاهرة لالغاء المجلس التأسيسي. قلت لنفسي من الواضح ان الثورة لم تنته وهاهي الشوارع ملئئ بالمتظاهرين. و كان يجلس بالقرب مني شابا تبين لي فيما بعد انه من مصر.  وحين القيت التحية عليه تبين لي  انه اكثر تشوقا للحديث معي وقد رحب بي بكل حفاوة و طلب مباشرة شيئا لنشربه. قال: "أيوه بنهتف ضد المرشد.. الإخوان تبع المخلوع“. وفي الحقيقة كنت بحاجة الى مقابلة شاب مثله من زمن الثورة لاسأله مباشرة عن الذين شاركوا واطلقوا الثورة المصرية. وقد تبين لي انه من الفعالين  داخل الثورة.  بداية  تحدثنا حول مواجهة عقوبة الأعدام وتبين اننا مقتربون كثيرا من تصورنا للعمل على الغاء هذا الجريمة البشعة التي يتوم بها الدولة باسم العدالة، وقد روى لي كيف انهم كمجموعة من الشباب  يقومون بتصوير  الكليبات كأغاني  ”الراب“ لالغاء عقوبة الأعدام و كيف انهم يعرضون الأفلام التي يتم تناول الأعدام فيها وكيف يستغلون هذه الافلام لتجمبع الناس من اجل مشاهدتها ومن ثم يوضحون الاعدام و بربرية هذه الحكم والدعوة لالغائه. قال لي ايضا انهم يعملون مع شباب من محبي كرة القدم وقال لولا  الشباب المناصرين لكرة القدم لما كانوا ليخرجوا بسلام من ”واقعة الجمل“.

 

و بعد حديث سريع عن الأعدام انتقلنا بسرعة للحديث عن الاوضاع السياسية و كيف اشعلت الثورة و مكانة الاخوان و الأسلاميين السلفيين من حزب النور السلفي و غيرهم من الاسلاميين و ركزنا الحديث حول المظاهرات الاخيرة التي شارك فيها قرابة ال 800 الف شخص وان محور هذه المظاهرة كان ضد المجلس التأسيسي و محاصرة هذا المجلس من قبل المتظاهرين. وقال لي الشاب انه كان منشغلا باخبار هذه المظاهرة و كان طوال النهار يقوم بمتابعة التظاهرات في القاهرة وان المظاهرة هي بالتحديد ضد الاخوان المسلمين والاسلام السياسي و بشكل واضح ومباشر للحد من دورهم.

 

انزلت الخبر المنشور في البي بي سي على صفحات الفيس بوك وكتبت عليها " الأخوان في قفص الأتهام" و الثورة في مرحلة جديدة الى الأمام.  واني لعلى قناعة بان اي انسان يسمع هذه الشعارات سيعرف بسرعة ان الثورة لم تنته وانما دخلت مرحلة جديدة. وقد نظمت التظاهرات ضد الاخوان المسلمين من قبل قوى اليسار وحركة 6 ابريل و الأشتراكيين الثوريين و التيار الشعبي وكانت  الشعارات ضد المرشد و ضد محمد مرسي وتحمل مطالب واضحة بعدم السماح للاسلام السياسي بالسيطرة على كل مصادر السلطة في البلد. وقد كان من بين الشعارات "عيش الحرية اسقاط التأسيسية" و   "يا واكل قوتي يا ناويلي موتي"  و"ايوة بنهتف ضد المرشد .. الأخوان تبع المخلوع".

وفي الحقيقة فان الوضع في مصر يمثل ازدواجية في السلطة؛ سلطة يمثلها البرلمان و رئاسة الجمهورية بمساندة الجنرالات و الغرب و خاصة امريكا، وسلطة ثانية هي الشارع و المظاهرات و ساحة التحرير.

 

لقد انتهى بسرعة شهر عسل السلطة  الأسلامية و بدأت العد التنازلي لفوزها بالمواجهات والاعتراضات. في الأسبوع الماضي هاجم المتظاهرون مقرات الأخوان و احرقوها ودمروا المنصات التي شكلوها على رؤوسهم. كما هاجمت  عصابات الأسلاميين شباب الثورة و جرح العديد من كلا ألطرفين.

 

مازالت مصر في بداية الثورة وقد شرحنا في قرارات الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي ثورات الربيع العربي وبينا بان الثورة برزت و انتفضت بوجه كلي قطبي يالأرهاب وفي عقر دار الأسلام السياسي وبان الثورة كانت ضد الأسلام السياسي، على العكس من العديد من التصورات و التيارات التي كانت تقول ان الوضع ليس في صالح الجماهير و ان الثورة بيد الاسلاميين لبث اليأس والتشاؤوم.

ان المظاهرات اليوم و المشاركة العظيمة للجماهير في ساحة التحرير تبين تجاوز الثورة للأسلاميين و دحضهم و نفيهم اجتماعيا و فضحهم عمليا.  واني لارى بان الثورة تمر في مرحلة جديدة و مهمة وعميقة ومن هنا نرى الاخوان وقد وقعوا في قفص الأتهام في القاهرة و ساحة تحريرها.