الاول من أيار يوم الاشتراكية العمالية

 

سمير نوري

Samir_noory@yahoo.com

 

يوم الاول من ايار هو يوم نضالي للطبقة العاملة. ندعو بهذه المناسبة العمال في كل الاماكن، سواء في المراكز العمالية او في المحلات او التجمعات وحتى في البيوت والمقاهي للحديث عن الاول من ايار ورفع مطالبهم وشعاراتهم وتوحيد صفوفهم. ان الطبقة العاملة في العراق تحتاج الى نضال اكبر واقوى فان وضع الطبقة العاملة في العراق وعموم الجماهير المحرومة وضع خطير. تقع على عاتق الطبقة العاملة مهمة خلاص جماهير العراق. لذا تبرز مسألة تنظيم وتوحيد الطبقة العاملة لصفوفها وتوحدها والاول من ايار مناسبة وهذه واحدة من المناسبات المهمة للطبقة العاملة ليس في العراق حسب ولكن على الصعيد العالمي لابراز قوتها وامكاناتها امام الطبقة البرجوازية وحول المسائل المهمة والملحة التي تهم حياة الجماهير في المجتمع.

 

نشاطات العمال

يمناسبة الاول من ايار فقد اعلنت عدد من المنظمات العمالية عن اقامة تظاهرة في الاول من ايار في ساحة العمال في الناصرية وهذه التظاهرة يشارك فيها كل من المجالس العمالية: مجلس عمال الخدمات في المؤسسات الصحية ومجلس عمال حي الاسكان الصناعي ومجلس عمال اسمنت السماوه ومجلس عمال التنظيفات في الشطرة، وعشرات من الناشطين يقومون بتنظيم هذه التظاهرة المهمة ورفع مطالب العمال وايصال صوتهم الى كل من يهمه الامر لجمع قوى الطبقة العاملة والجماهير الغفيرة وبمشاركة الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي . ان كوادر الحزب  يعملون ويساعدون بدأب لاقامة هذه التظاهرة في هذه المدينة. نحن ندعو العمال والكادحين والنساء للمشاركة في هذه التظاهرة مشاركة قوية وجدية.

اما في مدينة تورونتو فقد تقرر اقامة مراسيم يحييها كل من الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي والحزب الشيوعي العمالي الايراني في مركز نقابة عمال الفولاذ. وسيلقي الخطباء كلماتهم حول هذه المناسبة المجيدة.

ومن جانب اخر ينشط العمال والفعالين الاشتراكيين لاقامة فعاليات ونشاطات الاول من ايار في مدينة السليمانية وكذلك في كركوك وبغداد والموصل.

 

شعارات ومطالب العمال

لقد طرح الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي العديد من الشعارات تتعلق بيوم العمال العالمي وسنحاول هنا تبين اهميتها وشرح مضامينها للعمال والجماهير:

 

عاش الاول من ايار يوم العمال العالمي ! : يعبر هذا الشعار عن  الاهمية التاريخية لهذا اليوم وضرورة احياء تقاليد هذا اليوم لانه  يوم عمالي عالمي وليس محلي ويعبر عن توحيد الطبقة العاملة كما انه يرسخ انه يجب ان يكون يوم عطلة في كل البلدان.

 

ياعمال العالم اتحدوا !.  رفعه كارل ماركس وفردريك انجلز واختتما به البيان الشيوعي ومازال من اقوى الشعارات المناسبة لليوم.

 

حرية مساواة حكومة عمالية ! ان هذا الشعار تحرري وثوري بالرغم من ان الحديث عن الحرية والمساواة والحكومة العمالية يتطلب مبحث اخر.

 

نطالب بتحديد الحد الادنى للاجرة بما يكفي لعائلة من 5 اشخاص: هذا الشعار يدافع عن تحديد الحد الادنى للاجرة في العراق بما يكفي لمعيشة مرفهة وانسانية للعائلة العمالية مكونة من 5 نفرات. ان رفع هذا الشعار ضروري لانه يدفع مطالب العمال في تحسين حياتهم الى الصدارة ويدفع المجتمع الى الوقوف صفا واحدا ازاء مشكلة الفقر وتجويع الطبقة العاملة التي تحاول قوى البرجوازية في العراق تطبيقها من اجل زيادة ارباحها.

 

نطالب بضمان البطالة والضمانات الاجتماعية: ان مطلبي  ضمان البطالة وتحديد الحد الادنى للاجور هما مطلبين متكاملين ولا يمكن فصلهما عن بعضهما. ان ضمان البطالة والضمانات الاجتماعية هي حق من حقوق الطبقة العاملة فالعامل يتعرض الى دمار صحته وان ضمان التقاعد والاستشفاء والصحة والعوق والوفاة ونهاية الخدمة وغيرها من الضمانات اضافة الى ضمان البطالة لكل العمال العاطلين عن العمل لغاية الحصول على عمل مناسب هي مطالب مهمة للعامل. ان حزبنا يشدد على هذه المطالب ويدعو جماهير الطبقة العاملة الى الالتفاف حول تلك الشعارات والعمل بموجبها وخاصة في الاول من ايار الذي يعد يوما لابراز تلك المطالب. نتمنى من الطبقة العاملة ان تحيي هذا اليوم النضالي بكل امكاناتهم وخاصة قادة العمال.

 

الاشتراكية هي الحل

لقد طرح حزبنا في بيانه ان الاشتراكية هي الحل. وهنا يجدر بنا ان نوضح بعض النقاط المعينة حول هذه العبارة وماذا نعني بها تحديدا ولم نقول ان الاشتراكية هي الحل. ولم ندعو الطبقة العاملة في الاول من ايار للدفاع عن هذه المقولة ورفعها. نحن نقصد بان الاشتراكية هي الحل هو ان الطبقة العاملة بامكانها تطبيق الاشتراكية وانجاز هذه المهمة. أي ان بديل الطبقة العاملة هو الحل وان بامكانها وحدها تغيير المجتمع من الرأسمالية الى الاشتراكية وبامكانها تحرير المجتمع من خلال تحرير نفسها. ان هذا الموضوع قد طرح من قبل ماركس في العديد من الادبيات كرأس المال والمانيفست الشيوعي والاديدولوجيا الالمانية. ان أي عامل يريد ان يفهم بناء الاشتراكية برأيي يجب عليه الرجوع الى كارل ماركس وقراءته من جديد وهذه المرحلة نرى بان المجتمعات في العالم يرجع العمال الى كارل ماركس وهو الاخر يرجع الى الصدارة وان افكاره  وابحاثه الاشتراكية تنير الطريق للملايين من العمال.

 

الوضع في العراق

ان جماهير العمال في العراق تمر باوضاع صعبة تحت حكم الاسلاميين والاحتلال الامريكي. فتجربة الاسلاميين واضحة لكل الجماهير و هي تعرف ما يعني الوضع بيد الاسلاميين وكذلك الامريكان الذين اتوا باسم الديمقراطية والرفاه ولكن العمال يرون بام عينهم ما خلقه الامريكان في العراق من قتل واجرام وتمييز وتهجير ودفع المجتمع الى الوراء من خلال الطائفية والدين والقومية والاثنية والقضاء الكلي على المجتمع المدني. ان تلك نتائج بدائل امريكا. وكان نتيجة الحرب هو بروز قوى اسلامية لها ضلع قوي في المجتمع العراقي.

اليوم نرى نتائج الدولة الديمقراطية والدولة الاسلامية كما ان جماهير العراق قد جربت الدولة القومية ولكننا نرى ان الدولة الاشتراكية هي الحل بمعنى الغاء العمل المأجور أي القضاء على نفس النظام الرأسمالي وبناء مجتمع حر و متساو.

 

الاشتراكية وحرية الانسان

نحن نقول ان الاشتراكية تجلب الحرية. لا ينظر الشيوعيون الى الحرية بمثابة الحرية الفردية او السياسية ولكن بمعنى التحرر من العبودية وهنا هي عبودية العمل المأجور او الاجرة. ان الانسان في المجتمع الرأسمالي مجبر على بيع قوة عمله. صحيح ان العامل ليس كالعبد في النظام الاقطاعي ولكن العامل هو عبد لشئ اخر وهو الاجرة التي تظمن حياته وهي بيد الرأسمالي. من هنا نقول ان العامل مستلب الحقوق. انه مستلب نتيجة اظطراره لامرار معيشته من خلال بيع قوة عمله. ولكن الاشتراكية تقلب المعادلة. فالاشتراكية لا تقوم بزيادة العمل الميت او المتراكم بل يستعمل العمل الميت من اجل دعم العمل الحي ولزيادة رفاه الانسان وابراز خلاقية وابداع الانسان. في المجتمع الرأسالمي فان الانسان يتحول الى جزء لخدمة القوى الميتة  بينما في الاشتراكية فان القوى الميتة هي في خدمة القوى الحية. ومن هذا المنظور فان استعمالنا لكلمة الحرية تتحدد بنفي العمل المأجور والغاءه. أي ان الانسان لا يعود مجبرا على ان يبيع قوة عمله لغيره. وان نتيجة عمله يذهب الى جيوب الاخرين من ربح او ريع وغيرها وهي تجسدات لفائض القيمة التي ينتجها العامل للرأسمالي.

 

ان الحرية بمفهوم الشيوعية العمالية تعني الغاء الماجور والتحرر من العبودية وتعني التحرر الكامل والجذري للانسان وتحقيق انسانيته كاملة. نعتبر ان الحرية لا تتجسد للانسان بشكل كامل الا في النظام الاشتراكي. وبالطبع هناك من يقول ان طرح الاشتراكية غير مناسب الان او انه غير ممكن او ايجاد التبريرات لتأجيلها. ولكننا نرد على ذلك بان نقول ان الاشتراكية ممكنة اليوم وقابلة للتحقيق اليوم وليس فيما بعد. ان الوضع ممكن لتغيير الاوضاع فورا وتحقيق مجتمع حر وانساني.  نرى بان قادة العمال ان يلتفوا حول الاشتراكية وان يسعوا الى ايصال الطبقة العاملة الى السلطة السياسية وبناء دولتهم ونعتقد ان ذلك هو الحل الممكن والضروري لانقاذ الطبقة العاملة والمجتمع بكليته. حزبنا هو الحزب الاشتراكي الذي يجسد هذه القيم في نظريته الماركسية وفي ممارساته العملية—انه حزب الطبقة العاملة الذي يسعى الى تحقيق الاشتراكية بالقضاء على جذر الظلم أي النظام الرأسمالي. ندعو العمال الى الالتفاف حول حزبنا من اجل انجاز هذه المهمة الكبيرة والضرورية والانسانية.