لماذا الصمت حول مطلب محاكمة ( عباس قاسم آغا ) و( إبراهيم كنبي ) ؟!

 

سردار عبد الله

Sardar_30@yahoo.com

 

إن ضحايا الأنفال وذويهم باعتبارهم جزءا" من جماهير كردستان هم الآن مستائين من سلطة الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، أكثر من أي وقت آخر. وإن ما أغضب الجماهير أكثر اعفاء وتهريب المتهمين، وخصوصا" عباس قاسم آغا المولود في قضاء كويسنجق والذي كان له دور بارز في قتل وتصفية المئات من جماهير كردستان في فترة السلطة البعثية الفاشية والذي كان أيضا مسؤول عن إحدى أفواج الجحوش وعميلا لذلك النظام.

وبعد سقوط النظام البعثي هرب إلى سوريا ولكنه منذ فترة قليلة عاد إلى كردستان واستقبل من قبل مسعود البارزاني وظل في حمايته في منتجع سره رش. وعندما علم ذوو ضحايا هذا المجرم بأنه قد عاد إلى كردستان طلبوا بمحاكمة ذلك المجرم وتم تقديم 47 طلبا" إلى المحاكم المختصة بخصوص ذلك، أما رد الحزب الديمقراطي الكردستاني على تلك الطلبات فتمثلت بتهريب هذين المجرمين إلى خارج العراق وأنقاذهما من الغضب الجماهيري. وعليه فإن جماهير كردستان بأكملها مستاءة من ذلك ويعبرون بكافة الأشكال عن أعتراضهم ضد هذا السلوك لسلطة القوميين الكرد.

وعلى الرغم من أن هذا الاعتراض الجماهيري يعتبر في محله ولكن المشكلة ليست فقط هنا، بل ابعد من ذلك بكثير. فأين يجب محاكمة هؤلاء المجرمين ؟ وأية محكمة إنسانية موجودة في كردستان؟ أهي تلك المحكمة التي جعلت من سردشت عثمان، المدني والتحرري، إرهابياً ومن اعضاء ”انصار الإسلام“!! وعليه فإن المحاكم في كردستان تدار من قبل من هم مجرمين على شاكلة عباس قاسم آغا، وتخضع لأمرة اؤلئك الأشخاص الذين قاموا ليس فقط بحماية المئات بل ربما الالوف من الذين هم على شاكلة ذلك المجرم، وليس هذا فقط بل، أن الحزبين الحاكمين قد جعلهم منهم أصحاب السلطة والمسؤولين المهمين والأغنياء الفاحشين.

 

لذا فإذا ما قامت سلطة أقليم كردستان اليوم بمعاقبة عباس قاسم آغا فيجب أن يتبعها معاقبة المئات وربما الالوف من أمثال ذلك المجرم الذين يقفون الآن في صف هذين الحزبين، وحينئذ سوف لن يبقى من السلطة أي شيء!.

 

ولكنه يجب أن نعلم بأنه ليس فقط مرتكبي جرائم الأنفال يعتبرون متهمين بحق جماهير كردستان بل، أن من سببوا بقتل مئات الأشخاص أثناء المعارك الداخلية و31 آب أو الذين قاموا بتصفية واغتيال المعارضين السياسيين ودعاة الحرية والصحفيين، أو الذين يسرقون المال العام ويملئون يوميا" جيوبهم والبنوك في مختلف أرجاء العالم بذلك المال المسروق وفي نفس الوقت يتركون الجماهير عرضة" للجوع والبطالة والحرمان، هم أيضا" متهمين.

 

ولهذا السبب فإن سلطة القوميين الكرد التزمت الصمت حول ذلك الطلب لجماهير كردستان ولأن المجرمين لا يعدون بالآحاد والعشرات بل، بالمئات والألوف، ولذلك فإذا ما تم معاقبة أحدهم يجب أن يتم معاقبة الجميع.

 

واضح هنا بأنه من حق الجماهير أن يعبروا بكل الأشكال عن سخطهم واستيائهم ويطالبون بمعاقبة المجرمين ولكنه طالما بقي احتكار السلطة بيد القوميين الكرد فمن المحال أن يتم تحقيق مطالب الجماهير ولهذا يجب أن تسعى الجماهير لإزاحة هؤلاء من السلطة وأن يحلوا محلها سلطتهم وابراز إرادتهم في الميدان، ومن أجل كل ذلك يجب أن يلتفوا حول حركة وحزب تجسد إرادتهم وتمثل مصالحهم.

 

ان الشيوعية العمالية والحزب الشيوعي العمالي اليساري العرقي على أهبة الأستعداد لانجاز تلك المهمة.