الدين أفيون الشعوب وأفضل وسيلة بيد الرأسمالية لتشديد القمع، ولذلك ينبغي أن يصبح أمراً شخصياً ويبعد كلياً عن السلطة

 

ستاري جمنتو

 

” ليس هناك أي دين معادي للملكية الخاصة، ولذلك طالما بقي المجتمع طبقيا" فإن الدين والخرافة ستبقيان على كامل قوتهما، ذلك لأن الملكية الخاصة هي القاعدة الأساسية للراسمالية ”.

ما جاء اعلاه هو جزء من نص في مقطعين لبحث قدمه حميد تقوائي حول الدين منذ أكثر من عشرين سنة، وهنا نؤكد بإن هذا القول ليس بحاجة لأي اثبات. لأن تاريخ البشرية قد أظهر ذلك منذ أكثر من 2000 عام.

 

وهنا بودي أن اشير إلى أن تاريخ نضال العمال والكادحين منذ عشرات لا بل، مئات السنين كان ولايزال من أجل حياة أفضل ورفاه أكثر، وكان ذلك من دون الوعي التام والأطلاع السياسي الكامل، ودون إدراك كل مواضع الضعف والقوة للنضال من أجل التحرر النهائي، في حكم المستحيل ومن أجل انجاز ذلك العمل كانت الجماهير المضطهدة في كل مراحل الحياة دوما" بصدد تحقيق ذلك..

 

ولهذا فمنذ عهد القرامطة والحلاج كانت الجماهير المضطهدة على يد نظام الخلافة الإسلامية المليء بالمظالم واللآعدل، تبحث دوما" عن سبيل الحل لحياة أفضل وانتفضوا باستمرار ضد سلطتهم. (ومع أن سلطة إسلامية اخرى كانت تحل محل السلطة القديمة إلا أنه هي الاخرى تستمر في قمعهم). ولكنه مع نجاح وتحقيق الثورة البرجوازية والصناعية في أوربا وخصوصا" في فرنسا، وأثناء نضال الجماهير من أجل حياة أفضل، تمكنوا من فرض مطلب فصل الدين عن الدولة، لأن الجماهير أدركت أن الدين يشكل عائقا" كبيرا" أمام التمدن وتطور المجتمع، وعليه فأنهم تمكنوا في ذلك الميدان من تحقيق الأنتصار إلى حد بعيد.

 

تبع كل ذلك دور الادراك الواعي والفلسفي لماركس ونقده الثوري للنظام الاجتماعي الرأسمالي وتحليله العميق والشامل لكامل البناء الفوقي والتحتي لذلك المجتمع وعلى أعقابها تمكن من تحديد طريقة الحل للتحرر النهائي والذي يتمثل بالاشتراكية والشيوعية والتي وضعها أمام العمال من خلال كتابه الرأسمال وكراس البيان الشيوعي. وفي نفس الوقت لم ينس كارل ماركس أنه من أجل هذا الهدف وانتصار الثورة الاجتماعية يجب أن يصل الوعي الاجتماعي إلى المستوى المطلوب وفي هذا الأثناء رأى من الضروري أن يسلط الضوء على العوامل التي تساعد على بقاء المجتمع متأخرا" وبهذا الخصوص حدد مسألة الدين وقال الدين أفيون الشعوب وذلك ليدرك الناس خطر الدين والخرافات، وليعلموا بأنهم طالما ظلوا مقيدين بالدين والخرافة فمن المحال أن يتحرروا بشكل نهائي عن الاضطهاد.

 

ثورة اكتوبر تعتبر التاريخ القريب لنضال العمال والكادحين من أجل التحرر النهائي وتحقيق الشيوعية، ولكنه ومع الأسف فأنه بعدم انتصار هذه الثورة حتى النهاية وعدم تحقيق الشيوعية، قد مهد السبيل مرة" اخرى ليحشر الدين والجهل والخرافة نفسه من جديد داخل المجتمع وليصبح مثل التلياك والمادة المخدرة الخطرة والتي بادرت البرجوازية فورا" وبكل إمكانياتها لتقويتها وتطويرها لأنها تعلم بأن الدين أفضل مادة مخدرة لتخدير المجتمع وترويضه بغية اقناعه على قبول الظلم والاستغلال التي فرضتهما البرجوازية عليهم.

 

لحد الآن يعتبر الدين في كل أرجاء العالم أقوى سلاح بيد الطبقة المسيطرة، وطالما تساعد المؤسسة الدينية  على رواج الأسواق، فبهذه الصورة بادرت البرجوازية على تقوية وتطوير المؤسسة الدينية وفي نفس الوقت أغمضت عينيها عن كل نتائج النفوذ والسلطة الدينية والمذهبية وكل ما يحل من جرائها بحياة ومعيشة الأطفال والنساء وكل البشرية، ولم تكتف بهذا فقط، بل قامت أيضا" بصرف مبالغ وأموال غير معقولة على الكنائس والمساجد والملالي والشيوخ والقساوسة والحاخامات ، من الفاتيكان وحتى أفغانستان، بغية كسب ودهم لتدفعهم وفق رغباتهم ومصالحهم ضد الجماهير المعترضة والتحررية ولذلك هبت لتشكل لهم المؤسسات والأحزاب والمجاميع ومساعدتهم للوصول إلى السلطة وتشكيل الحكومات، وأبدوا أستعدادهم الكامل إلى حد تشكيل عالم قائم على عدة امبراطوريات دينية بغية امكانية الاستمرار على ذلك البرنامج الأسود والمظلم.

 

للموضوع بقية...