مقابلة نحو الاشتراكية مع الرفيق ستار جمنتو عضو الهيئة التنفيذية للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

 

نحو الاشتراكية: انتم من الوجوه الشيوعية المعروفة في العراق وقد كنتم من النشطاء  الفعالين في اوساط العمال. هل لك ان تعطينا نبذة عن نشاطاتك داخل اوساط الطبقة العاملة العراقية؟

 

الرفيق ستار: كنت في اوائل الثمانينيات متاثرا بالماركسية وخاصة بعد تاسيس الحزب الشيوعي الايراني وخصوصا بابحاث منصورحكمت والماركسية الثورية. وفي النصف الثاني من الثمانينات كنت احد النشطاء الشيوعيين وانتميت لفترة قصيرة الى عصبة طلائع البروليتاريا وبعدها كنت اعمل وبشكل فعال مع المنظمات اليسارية الموجودة آنذاك مثل التيار الشيوعي, اتحاد النضال وسرنج كريكار (نظرة العامل). وبين 1989ـ1991 وحينما كنت أعمل في معمل زجاج الرمادي وعلي احتكاك مباشر مع اكثر من 1400 عامل صناعي، قمت بمهمة توعية العمال وتحريضهم على لاعتراض والدفاع عن حقوقهم الفردية او الجماعية مثل صرف الحوافز والمكافآت وغيرها وقمت بانشاء صندوق تعاوني بين ثمانية عمال من قسمي الميكانيك والانتاج. وخلال احداث اذار 1991( انتفاضة آذار) كنت احد فعالي المجالس في مدينة السليمانية,  وانتخبت كممثل لمجلس احد احياء المدينة للهيئة العليا للمجالس والمكون من 13 ممثلا لعموم المدينة. وبعد ما انتقل محل عملي من معمل زجاج الرمادي الي معمل سمنت طاسلوجة في مدينة السليمانية,  قمت مباشرة بارتباط وثيق مع كافة العمال وخصوصا مع فعالي وقياديي الاعتراضات العمالية داخل المعمل. وبعد فترة قصيرة اسسنا (عصبة معمل السمنت) وبدانا بنشر نشرة عمالية باسم (صوت العامل) والتي كانت قد صدر منها سابقا عددا واحدا من قبل بعض الفعالين العماليين. قمت مع رفاقي في المعمل بتنطيم الاعتراضات وجمع التواقيع. وكنت ايضا ولفترة سنة كاملة علي راس قيادة وادارة صندوق تعاوني للمعل والذي كان يضم اكثر من 350 عامل حيث انتخبت من قبل عمال قسم الميكانيك. وبتأريخ  12-7-1993 كنت أحد موُسسي الحزب الشيوعي العمالي العراقي وفي تنظيماته العلنية. وخلال سنوات 1993ـ1996 كنت احد اعضاء الهيئة العليا لتنظيم المراسيم العمالية حيث كنت مسوُول التنظيم والتبليغ لاكبر احتفال للاول من ايار لسنة 1994 في مدينة السليمانية. لقد كنت مبلغا مستمرا  للشيوعية العمالية وسياسات منصور حكمت وسط العمال ومحرضا للعمال من احل المشاركة في مراسيم الاول من ايار يوم العمال العالمي. وفي النصف الثاني من سنة 1995 انتقلت الي معمل الالبسة الجاهزة في السليمانية وهناك وبعد ايام قليلة اتصلت بنشطاء عماليين  وشيوعيين عماليين  واعلنت عضويتي في عصبتهم وشاركت في نشرتهم التي كانت تصدرمن قبل العصبة وتنشر في بين اوساط عمال المعمل. الا انني نقلت من محل عملي وبشكل قسري  بعد حوالي الشهر وبقرار من وزير الصناعة لحكومة الاتحاد الوطني الكردستاني الي مكان خال من العمال والموظفين وهو مديرية نفط سليمانية ولحد خروجي من العراق كنت عضواً في سكرتارية الهيئة القيادية لمنظمة كردستان الحزب الشيوعي العمالي العراقي.

ومنذ كانون الاول سنة 1998 ولحد خروجي من الحزب الشيوعي العمالي العراقي كنت عضوا في لجنة المانيا للحزب ومسوُولا لفدراسيون اللاجئين العراقيين في المانيا ومنذ اكثر من ثلاث سنوات مسوُولا لمجلس اللاجئين العراقيين في مدينة كولون الالمانية.

 

نحو الاشتراكية:  ما هي اسباب انفصالك عن ذلك الحزب وتأسيسك مع أخرين للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي؟

 

الرفيق ستار:  كنت احد موُسسي الحزب الشيوعي العمالي العراقي البالغ عددهم حينها 250 شخصا في سنة 1993. وكنت من اشد الكوادر حماسة للنضال من اجل بناء حزب سياسي واجتماعي  ينظم ويقود الاعتراضات الجماهرية في كافة الميادين ومن اجل تقوية الحزب من الناحية التنظيمية والسياية والاجتماعية ولقلب السلطة الراسمالية وبناء الاِشتراكية. وحينما كنت اشعر في اي موقف او اي نقطة بان الحزب يبدي ضعفاِ او تباطئا في اي سياسة او مهمة كنت اتدخل بشكل سريع وجدي  ومع رفاق اخرين لتلافى اصغر المعوقات.

ظهرت خلافات سياسية جدية داخل الحزب الشيوعي العمالي الاٍيراني ادت كما هو معروف الى انشقاق الجناح اليميني بقيادة كورش مدرسي. لقد دافع هذا الجناح وبشكل واضح عن عدم امكانية تحقيق الثورة الاشتراكية في حالة سقوط الجمهورية الاسلامية في ايران واعلان معارضتهم لشعار المجالس العمالية وبان على الحزب ان يفترض مسبقاً المشاركة في الحكومة البرجوازية الموُقتة بعد سقوط الجمهورية الاسلامية عن طريق المساومات مع الاحزاب اليورجوازية والقيام بالاعتراضات السلمية (المدنية) بدلا من التظاهرات الجماهيرية.  كما اعلن ليدر ذلك الجناح كورش مدرسي في سيميناراته عن عدم نيتهم باعلان الاشتراكية حتى لو وصل الحزب الى السلطة السياسية لان الناس برأيه ستبتعد عن الاشتراكية و تنفر من الحزب. هذا البحث مناقض تماما لابحاث منصور حكمت حول السلطة السياسية والذي يبين فيها بانه في حال تمكن الحزب من السيطرة ولو على قرية صغيرة فسوف يعلن الاشتراكية فيها فورا".

بعد سنتين من الصراعات الداخلية الحادة انشق هذا الجناح اليميني واسس حزبا جديدا. وفي هذا الاثناء قامت قيادة الحزب الشيوعي العمالي العراقي بالتاييد الكامل والفوري للحزب الجديد وسحب كافة اعضائه من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي الايراني ومشاركتهم كلياً في الحزب الاخر وحتى دون اعلان اي دليل سياسي ملموس او دون نشر اي بحث سياسي جدي  لحد الان سواء على الصعيد الداخلي للحزب او على الصعيد الاجتماعي ما عدا مجموعة من التبريرات الساذجة والخادعة غير السياسية حول خرق الاصول والموازين الحزبية الخ.

ان هذا التاييد بنظري وبنظر رفاق اخرين كان من اخطر الانعطافات التي واجهها الحزب وكان لزاما علينا مواجهتها. لقد اعلنا موقفنا من الانشقاق وواجهنا ولمرة اخرى مواقف غير سياسية وتبريرات حول خرقنا للاصول والموازين الحزبية. وقد قمنا بعدها بتشكيل كتلة او فراكسيون داخل الحزب لنتمكن وبشكل سياسي وبالتزام تنظيمي داخل الحزب التعبير عن خلافاتنا مع قيادة الحزب. الا اننا فوجئنا بتهديدات وممارسات لم نألفها وغير موجودة في قاموس الشيوعية العمالية وتقاليد منصور حكمت. لقد قالوا بان مشاركتنا في الموُتمر الخامس للحزب الشيوعي العمالي الايراني (وهو حزب شيوعي!!) بأنه اكبر خرق حزبي وسوف نواجه جراءه اقصى العقوبات الحزبية!! .

ولعدم تمكن قيادة الحزب من اعطاء الجواب السياسي على الاختلافات السياسية فقد استعملوا حججهم الضعيفة والغير السياسية لاخراجي  ورفاق آخرين معترضين من الحزب. ان الفراغ السياسي الذي نجم عن تخلي الحزب الشيوعي العمالي العراقي عن شيوعية منصور حكمت ومهجه الثوري اي عدم وجود حزب سياسي يقود الحركة الثورية والاجتماعية للطبقة العاملة نحوالاشتراكية قد القى المسوُولية على عاتقنا وشرعنا بتأسيس الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي.