السلطة الاسلامية - القومية الرجعية للمالـــكي

تقوم بانتهاكات حقوق الانسان وممارسة التعذيب وتحقير النساء

لقاء خيال ابراهيم في تلفزيون سيكولار مع عصام شكــــري

 

ادعاءات الطالباني حول مراعاة حقوق الانسان

خيال ابراهيم: استعرض جلال الطالباني مع سفراء دول الاتحاد الاوربي المعتمدة في العراق بالاضافة الى السفير التركي الاوضاع العامة والتطورات التي حصلت. وقال جلال الطالباني ان العمليات العسكرية التي قامت بها حكومة المالكي قد جرت بنجاح مع مراعاة حقوق الانسان. ما تعليقكم على ادعاءات الطالباني حول المحافظة على حقوق الانسان؟

عصام شكـــري: الاحظ الان محاولات حثيثة، ليس فقط من قبل جلال الطالباني  ولكن ايضا من قبل نوري المالكي رئيس حكومة الميليشيات الاسلامية والقومية من اجل توثيق الصلات مع الاوربيين. وضع امريكا في العراق قد اصبح عليه علامة استفهام. ان حليف الطالباني والمالكي في الادارة الامريكية جورج بوش هو في الشهور الاخيرة في السلطة. هناك محاولات للاتصال بالامم المتحدة والاجهزة التابعة لها، يؤشر على وجود منحى لتبييض وجه ما يسمى الحكومة العراقية، ازاء القوى الاكثر قربا من امريكا وتحديدا اوربا. اما ادعاءات الطالباني حول حقوق الانسان وهو يستعمل كلمة ”تطهير“ البلاد مع مراعاة ”حقوق الانسان“.!! فهي تبغي تبييض وجه  سلطة المالكي، والتي قامت بارتكاب الجرائم الوحشية من اجل الانتصار على ميليشيات الصدر. لقد اعتقلت سلطة المالكي المئات من الاطفال والاحداث خلال المعارك الاخيرة وتم تدمير البيوت بالطائرات الامريكية. كما ويرفض المالكي انظمام حكومته الى معاهدة منع التعذيب. محاولات الطالباني تهدف الى التغطية والتعمية على الجرائم التي قامت بها ميليشيات حليفه نوري المالكي الاسلامية الطائفية. برأيي تلك المحاولة في تبييض صفحة الحكومة العراقية يجب فضحها. ان هذه الحكومة المؤلفة من ميليشيات تابعة لمجاميع اسلامية كحزب الدعوة والمجلس الاعلى وقومية كالاحزاب الكردية واحزاب اسلامية اخرى سنية شديدة التخلف والرجعية لا علاقة لها باي  شئ اسمه حقوق الانسان. انهم بالاحرى اعداء حقوق الانسان.

خيال ابراهيم: ذكرت ان الحكومة مؤلفة من ميليشيات اسلامية وقومية. ما هدف جلال الطالباني في الاشادة بما يقوله ”الدور الرائع ” للمالكي وشجاعته في تنفيذ عملية ”فرض القانون“؟ مالسبب في هذا الدفاع المستميت عن المالكي  ونحن نعرف ان الطالباني قومي وليس اسلامي؟

عصام شكـــري: السبب المباشر لدفاع جلال الطالباني القومي عن المالكي الاسلامي الطائفي ، هو انهما حلفاء داخل المعسكر الامريكي نفسه. ان امريكا تعتمد على الحلف الرباعي الذي يظم الحزبين القوميين الكرديين والميليشيات الاسلامية للمالكي وعبد العزيز الحكيم. ان الدمى الاربعة سينفذون اية خطة امريكية في العراق سواءا من الناحية السياسية او الاقتصادية. ان الاحزاب الاربعة المؤتلفة في السلطة ومعهم التوافق والحزب الاسلامي تشكل كتلة موالية لامريكا. ان دفاع الطالباني عن المالكي يبغي ايضا اعطاء شرعية للدولة في العراق ويظهر السلطة وكأنها موحدة ومترابطة للايحاء بوجود دولة قادرة على الحكم. ان هناك علامة استفهام كبرى على وجود الدولة في العراق. الجماهير نفسها تقول لا يوجد دولة : فليس ثمة امان ولا طمأنينة ولا خدمات ولا اي مظهر غير مظاهر القمع والعسكريتاريا والميليشياتية. ان ”قضائهم على الارهاب“ يتم عن طريق ارتكاب ارهاب رسمي مضاد. لقد ادخلت السلطة الامريكية الاسلامية القومية مئآت الدبابات الى مدينة الثورة. الجماهير تعرف ان هذا الامان المزعوم مرتبط بوجود الدبابات. حالما تنسحب سيرجع الوضع المتردي والميليشيات الاسلامية المقاتلة لامريكا والموالية للصدر للسيطرة والتحكم بمسار الاوضاع. الكلام ينسحب على البصرة والناصرية والجنوب عموما وايضا كركوك. ان هذه الميليشيات الدينية والقومية الحاكمة تريد ان تظهر كدولة. مهم جدا لها هذا الامر،فهناك عدم ثقة كاملة من قبل الجماهير بهذه السلطة الرجعية. لذا نرى الطالباني يمتدح المالكي ، والمالكي يمتدح الطالباني، وكل منهم يربت على الاخر مهنئاً بالانجازات الوهمية، بينما جماهير العراق والناس يقتلون يوميا ويهجرون ويهرب بالملايين من العراق ويعم الجوع وانعدام الافاق المجتمع.

خيال ابراهيم: جلال الطالباني يقول ان الحكومة لها خطط وبرامج للاهتمام بمعالجة المشاكل التي تعاني منها الجماهير والمواطنين ولا سيما بناء المحطات الكهربائية في المحافظات وبناء المصافي النفطية وتطوير الحقول النفطية. لماذا لم تتحقق هذه الوعود لحد اليوم؟

عصام شكـــري: انا اقول بكل وضوح انه كلام كاذب. المواطن العراقي يعرف انه كاذب. نفس الكلام يقال منذ 5 سنوات. الناس تعرف كم ساعة يزودون الناس بالكهرباء. امريكا احتلت العراق منذ 5 سنوات. امريكا اكبر واعظم دولة في العالم. وتقدر مختلف البيانات انها صرفت قرابة ترليون دولار في حربها على العراق وافغانستان (الترليون الف بليون 1,000,000,000,000). ورغم كل هذه المصاريف الفظيعة لم تتمكن امريكا من اصلاح الكهرباء لحد الان. هل يعتقد الطالباني جادا انه قادر على ارجاعه؟!. ليرفع الطالباني سقف تزويد الكهرباء من ساعتين الى 3 ساعات،  فقط 3 ساعات. انا على يقين انه لن يستطيع. الطالباني عاجز عن عمل اي شئ. المالكي عاجز. انهم يحاولون ان يركزوا على بناء القوى القمعية والجيش وصرف ملايين الدولارات على ذلك تماما كما كان صدام يفعل. قوى البرجوازية عاجزة عن تقديم اي حل واي وعود للجماهير هي محض هراء.

حول رفض اتفاقية مناهضة التعذيب

خيال ابراهيم: دعى نواب الى انظمام العراق الى اتفاقية منع التعذيب. لم يطالبون بذلك وهل هناك تعذيب تمارسه السلطة في العراق؟

عصام شكـــري: نعم هناك تعذيب. ليس فقط ميليشيات المالكي تمارس التعذيب ، بل الجهة الامرة للمالكي تمارس التعذيب للمواطنين في العراق وافغانستان واقصد الجيش الامريكي والجنرالات المحتلين للعراق. ان الجيش الامريكي وسلطات المالكي يمارسون التعذيب ضد المعتقلين بحجة محاربة الارهاب. ان كونداليسا رايس قد دافعت عن  استخدام التعذيب  وسمته ”اجراءات قاسية“ وهي حسب رأيها ضرورية للمحافظة على امن امريكا. اذن انتهاك حقوق الانسان هي ممارسة امريكية وممارسة سلطة المالكي ايضا. انتهاك حقوق الانسان وتسليط ضغط والم جسدي ونفسي فظيع على السجناء من اجل انتزاع اعترافات (كما حدث في اقبية وزارة الداخلية في الجادرية وسجن ابو غريب وبوكا وعشرات غيرها). ان تلك الممارسات الوحشية لا تهدف الى حماية امن المواطن الامريكي او العراقي كما يتم الادعاء بل امن السلطة الحاكمة في كلا البلدين. انهم هم الذين عرضوا امان الجماهير للخطر. ان النظام العالمي الجديد  لامريكا هو الذي اطاح بالامان والطمأنينة للملايين من البشر وتم قتل قرابة مليون انسان في العراق.

خيال ابراهيم: هل لتحفظ الحكومة العراقية على فقرة منع التعذيب سبب؟ لماذا؟

عصام شكـــري: البند العشرين من اتفاقية مناهضة التعذيب للامم المتحدة يقول يجب اخضاع السجون والمعتقلات الى لجان دولية للتحقيق. تخيلي لو فتحت ابواب سجون العراق. ان عددها يفوق عدد سجون صدام حسين . لو فتحت السجون لرأوا الالاف من الاطفال والاحداث حتى عمر 10 سنوات معتقلين بتهمة الارهاب !. حتى قوانين الامم المتحدة التافهة خرقها المالكي وميليشياته الاسلامية . كيف ستوافق السلطة الرجعية الاسلامية والطائفية الدموية الحاكمة على فتح السجون امام لجان التحقيق؟. وربطا بكلام الطالباني السابق وحسب ادعاءاته باحترام حقوق الانسان، فليجب الطالباني عن سبب عدم موافقة حكومة المالكي على البند العشرين من اتفاقية مناهضة التعذيب لو كان صادقا في ادعاءاته ؟!. ان سياسات وممارسات نفس الاحزاب القومية الكردية معروفة باستعمال التعذيب والاغتيال السياسي وارهاب الخصم والقيام باي عمل من اجل البقاء في السلطة.

خيال ابراهيم: لقد قلت ان الجيش الامريكي يمارس التعذيب ضد السجناء . الحكومة الامريكية تقول ان هؤلاء الاشخاص الذين ارتكبوا التعذيب قد تمت محاكمتهم وفصلوا من الجيش او عوقبوا. اليس ذلك يعني ان امريكا جادة في عدم ممارسة التعذيب ومحاسبة من يمارسه حتى في الجيش الامريكي؟

عصام شكـــري: لقد بينت ان القانون الامريكي وكنتيجة لضغط المجاميع التقدمية والحركة العمالية قد منع التعذيب.  لا ننسى ان الدولة الامريكية كانت تشرع العبودية ضد الزنوج لحد العام 1867 كان السود هم عبيد يباعون ويشترون وبقوة القانون. وقد تغير القانون الامريكي نتيجة نضال البشر والطبقة العاملة والاشتراكيين والنساء. اليوم هنالك مرشح اسود للرئاسة الامريكية. تغير كبير نتيجة الضغط الطبقي للعمال والحركة الراديكالية في امريكا. ان الملاحظ ان قانون امريكا شئ وممارساتها على الارض شئ اخر. ان تلك سمة البرجوازية. الطبقة البرجوازية تحاول ان تبطل مفعول قوانينها وتوقف العمل بها. مثلا القوانين العلمانية الامريكية التي تشترط انفصال الدين عن الدولة، ولكن انظري اليوم الى كيفية تدخل الدين ورجال الدين الامريكيين في الانتخابات الامريكية (القس اليميني هاغي الذي دعم مكين وامتدح الدولة اليمينية المتطرفة في اسرائيل على انها قدر من الله). ان التشريع الاول بالدستور الامريكي يقول ان الدولة الامريكية يجب ان تكون محايدة ازاء الدين ولا تدعم الدين الرسمي ولا الدين يسمح له بالتدخل بشؤون الدولة. ولكن  كيف يسمح بتدخل رجال الدين اليوم في امور الدولة والانتخابات؟ يوميا نرى رجال الدين في الكنائس  وهم يعلنون باساليب مسرحية وتافهة دعم هذا المرشح او ذاك وقبلهم جورج بوش واركان اليمين المتطرف. ان البرجوازية اليوم تتحالف مع الدين وتقف معه في نفس الخندق الرجعي المعادي للحرية والمساواة والتمدن. وبصدد الموافقة على التعذيب فقد قام جورج بوش بتغيير بعض فقرات القانون المدني وسمح لوكالة المخابرات الامريكية ومكتب التحقيق الفدرالي بممارسة التعذيب عن طريق وضع السجين في اوضاع قاسية يعاني منها باختناق شبيه بحالات الغرق. ان الممارسة الوحشية واقصى درجات التعذيب قد حدثت فعلا في سجن ابو غريب وهي تحدث في غوانتانامو بكوبا؛ استعملوا الصعق بالكهرباء واطلاق الكلاب البوليسية على السجناء العراة، والاهانة القصوى والقتل والجلد بالكيبلات. و لو لم تنشر صور التعذيب الفظيعة لابو غريب ، فهل كانت ستتم  اي محاكمات لمرتكبي هذه الجرائم ؟!  لاشك عندي بانها كانت ستمر مرور الكرام. اعتقد ان الضابط المسؤول عن سجن ابو غريب كان سيقول لهؤلاء الوحوش الذين ارتكبوا تلك الاعمال الحقيرة المهينة للانسانية: لا بأس، امضوا ولا تخبروا احد !. الصور التي نشرت في كل انحاء العالم هي التي اجبرتهم على القيام بالتحقيق الشكلي. الجيش الامريكي مؤسسة قمعية من احقر المؤسسات واكثرها اجرامية في العالم. من رمى قنابل النابالم على الحقول في فييتنام وحرق الاخضر واليابس وقتل الملايين من المواطنين؟ من رمى القنبلة الذرية على هيروشيما وناكازاكي في اليابان وقتل 150 الف انسان في ساعة واحدة؟ انه الجيش الامريكي. هل صعبا على هكذا جيش ان يرتكب الفظائع والاعمال الخسيسة المعادية للانسانية كما حدث في ابوغريب او السجون الاخرى المنتشرة في العراق؟!. اي وقاحة للمالكي والطالباني في الحديث عن دولة القانون وحقوق الانسان والمعاملة الانسانية؟!!.

وضع النساء

خيال ابراهيم: هنالك ظاهرة انتحار كبيرة للنساء في العراق. فقد اكد مصدر طبي من كردستان مقتل 14 امراة خلال العشرة ايام الاولى من شهر ايار، 7 منهن فارقن الحياة اثر انتحارهن فيما قتلن الباقيات في حوادث متفرقة وغامضة. من المسؤول عن انتحار النساء وعن قتل النساء؟ ولماذا تتجه المرأة الى الانتحار؟

عصام شكـــري: الانتحار ظاهرة مأساوية تدل على اليأس وانعدام الافاق وخاصة للنساء. المرأة في كردستان او العراق او عموما في الدول التي يحكمها الاسلام السياسي والقوى القومية تعاني من انتهاك الحقوق الفظيع ومن انعدام المساواة واليأس. ان القوى القومية تعتمد على الدين الاسلامي.  وتعتمد ايضا على العشائرية او النظام القبلي. النظام القبلي ورؤساء العشائر معروفون برجعيتهم ومعاداتهم السافرة لحرية المرأة ومساواتها. ان النظام العشائري يعتبر المرأة سلعة او ملكية للرجل مخصصة للانجاب. ان هذه السلعة حسب تلك القيم مملوكة للرجل؛ في البداية للاب وعند بيعها فيما يسمى الزواج ( والجميع يعرف كيف يتم الزواج في كردستان ووفق اي معايير رجعية ومتخلفة) يسلم الامر الى زوجها والذي لم تقم باختياره. ان رؤساء العشائر ورجال الدين والقوميين الكرد يقتلون اي امل او ذرة من سعادة في قلب المرأة ويدفعونها الى اليأس وتفضيل الموت. ان من يرتكب تلك الاعمال ليست قوى وهمية. انها قوى القومية الكردية الحاكمة في كردستان العراق. ان القوى القومية الكردية بممارساتها العشائرية وتحالفها مع رجال الدين والاسلام السياسي وترسيخها للقيم الرجعية تقوم فعليا بدفعهن الى الانتحار للنخلص من حياتهن التي تحولت الى جحيم لا يطاق. سيادة الممارسات الرجولية؛ من الضرب في المنزل واهانتها و الزواج عليها من امرأة اخرى، الى سوء معاملتها واعتبارها ناقصة وتهميشها وسجنها وضربها وحرمانها من الخروج والتعليم وتحويلها الى عبد بكل معنى الكلمة مخصص لخدمة الرجل، وحرمانها من اي قدرة على اختيار شريكها وقتلها عند اقامتها اي علاقة انسانية او عاطفية. هذه الممارسات الحقيرة عديمة الانسانية تمارسها نفس الاحزاب القومية الكردية والاسلامية في الوسط والجنوب او هي تشجع على ممارستها وتدعمها. ان معاملة المرأة بشكل وحشي ليس ظاهرة عرضية او انها اخطاء عابرة وليست مقصودة. ان تلك القوى والاحزاب القومية تستند على هذا النظام. اي نظام تحقير المرأة ودونيتها وعلى الاعراف الرجعية كقتل الشرف وبيع المرأة. لا تستطيع القوى القومية والاسلامية ادامة حكمها دون ترسيخ دونية المرأة. ان مثلث العشائرية - القومية - الاسلام، برأيي، مترابط تماما وكل جانب فيه يعتمد على الاخر. شيوخ الدين والجوامع يعتمدون على القوميين والقوميين يعتمدون على رؤساء العشائر وهؤلاء يعتمدون بدورهم على رجال الدين وهكذا دواليك. الضحايا هم النساء والشباب والعمال وكل المجتمع الذي يريد التحرر والمساواة الكاملة بين المرأة والرجل ويريد التخلص من كل هؤلاء.

خيال ابراهيم: ولكن النائبة صفية السهيل قد طلبت بسرعة ايجاد حلول لهذا الوضع واجراء معالجة لظاهرة لجوء النساء العراق للانتحار للخلاص من قسوة العادات والاعراف الاجتماعية. كيف من الممكن الوصول الى حل لهذه الظاهرة؟ من هي الجهات التي يجب مطالبتها بحل لوضع المرأة في العراق؟

عصام شكـــري: في برنامج حزبنا ندعو الى النضال من اجل اجراء اي اصلاح للجماهير. المرأة في العراق تشكل 60% من المجتمع اي ان 16-17 مليون امرأة يعانين من اشد الاوضاع قساوة ورجعية وتخلف ومن انعدام المساواة. هؤلاء نساء البصرة يشهدن على القتل والمجازر الوحشية التي قام بها الاسلاميون ضدهن ، وهناك في كردستان تعم ظاهرة الانتحار وقتل الشرف. لقد كانت الاحزاب القومية تضع قوائم باسماء النساء اللواتي يود قتلهن عن طريق افراد عوائلهن. كيف يأتي الحل من قبل نفس هؤلاء؟ لا افهم كيف. كيف يمكن ان يأتي الحل من هذا التجمع الرجعي الملئ بالكتل الاسلامية المتخلفة المسمى برلمان. انا لا اشكك بصدقية صفية السهيل ودفاعها عن المرأة شئ جيد ولكن اسألها: ممن تطلبين الدفاع عن حقوق المرأة ؟ من منتهكي حقوق المرأة انفسهم؟ من الطالباني؟ البرزاني؟ المالكي الطائفي الرجعي؟ ام من مقتدى الصدر؟! ممن؟ جبهة التوافق الاسلامية؟. هؤلاء سبب ظلم المرأة وانعدام حقوقها وتعاستها ويأسها. اقول فقط بامكان القوى الاشتراكية والعلمانية واليسارية حل مسألة المرأة وحريتها ومساواتها وسعادتها.

خيال ابراهيم: ولكنها طالبت بتحمل الدولة لمسؤولياتها عن طريق مثلا القيام بدراسات للظاهرة او حول الانتهاكات سواء جسدية او نفسية وهي تطالب السلطة بقانون يحمي المرأة في المجتمع من الضرب مثلا او التحقير او التقليل من شأنها. لم تعتقد ان هكذا قانون لا يمكن ان يتحقق من قبل الحكومة العراقية؟

عصام شكــري: حكومات عربية مستقرة  فشلت في ادخال ما يسمى اصلاحات حتى باقصى درجات الضعف، ولناخذ الاردن كمثال. الملكة رانيا نفسها تداعي وتطالب بتحسين وضع المرأة في الاردن. ان الملكة رانيا عاجزة تماما ولا تستطيع ان تحل المسألة. لماذا؟ لانها جزء لا يتجزأ من التشكيلة الرجعية الحاكمة والمعادية للمرأة داخل الدولة الاردنية.  انها تتحدث مع برلمان رجعي تسيطر عليه الحركة الاسلامية او الاسلام السياسي وحلفاءهم القوميين. ذلك يحدث في الاردن ذو الوضع الطبيعي والمستقر.  اما في العراق فان الوضع اسوأ بكثير من الاردن. العراق بلد تحكمه الميليشيات الاسلامية والقومية وينعدم فيه الامان كليا. في الاردن يوجد وضع طبيعي (الى حد ما) والمراة تخرج الى الشارع سافرة وتتحدث بحرية وتختلط ولا احد يعاملها بالتهديد او القتل او على الاقل ليس ظاهريا. في العراق كل المجاميع الاسلامية والانظمة الاسلامية  تنتهك حقوق النساء علنا وجهارا بل وتقتلها؛ هنالك الجمهورية الاسلامية، السعودية، والميليشيات الرجعية الاسلامية في الجنوب والوسط والقوميين في كردستان.  ان صفية السهيل تخاطب الرجعيين وتتوسل بهم مساعدة المرأة ! لا يمكن الطلب من الطالباني و المالكي والمشهداني والهاشمي والمطلك و الضاري والصدر وغيرهم من اعداء المرأة اصدار قوانين ”تنصف ” المرأة، او عمل دراسات حول وضعها بغية معالجته وكانها في بلد طبيعي ودولة مواطنة !!. ان ذلك خرافة. من السخرية انتظار اي شئ من هؤلاء. فقط بظل حكومة علمانية بامكان المرأة ان تحقق قدرا من المساواة والحرية تتمكن من خلاله تحقيق سعادتها داخل المجتمع. يجب النضال ضد القوى الاسلامية والقومية الرجعية وحماتها. نحن نطالب بالعلمانية اي بفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم وبالمساواة الكاملة للمرأة بالرجل. دون هذه المطالب فان تحسين ظروف المرأة سيبقى وهماً. ادعو الجماهير النسوية وكل المساواتيين الى الانظمام الى حركتنا من اجل بناء مجتمع انساني اشتراكي علماني مساواتي لا تدفع فيه المرأة الى التخلص من حياتها لانها تعيش في ظروف الجحيم.

******