ندافع عن حقوق المثليين الجنسيين في العراق من جرائم عصابات الاسلام السياسي

شنت في العراق مؤخرا حملة واسعة لقتل وتعذيب ذوي الميول الجنسية المثلية من الشباب والرجال. وقد طالت هذه الحملة الوحشية التي شنت بتخطيط من ميليشيات الاسلام السياسي لمقتدى الصدر ومجاميعه المسلحة وبايعاز من الملالي المتخلفين، الشباب المثليين في مناطق الثورة والشعلة والحرية وغيرها من المناطق الخاضعة لنفوذ التيارات الاسلامية الشيعية والسنية. وقد تناقلت الاخبار ارتكاب جرائم قتل وتعذيب ضد العشرات من المثليين الجنسيين.

ان حجة الاسلاميين والمعتذرين لهم لتبرير هذه الجرائم الوحشية هو الحفاظ على الاخلاق. انهم يقولون ان المثلية امر شاذ و غير طبيعي ! ولكن كم من تعاليم الاسلام ووصايا قوى الاسلام السياسي "طبيعية" واخلاقية يا ترى ؟!. تفجير الابرياء وقتل الاطفال بالجملة في الشوارع والمدارس والاسواق، ذبح النساء المرتديات للازياء الحديثة بالسواطير، ترسيخ العنصرية الجنسية ضد المرأة بقوانين تتيح للرجل ان يتزوج اكثر من امرأة ، انتهاك طفولة الفتيات الصغيرات بتشريع اغتصابهن بعمر 9 سنوات من قبل رجال بعمر اجدادهن، تشريع البغاء وبيع الجنس بالمال عن طريق الملالي بوثيقة زواج المتعة والصيغة، بيع وشراء المرأة في مراسيم الزواج بالمال عن طريق المهر والمقدم والمؤخر، اطلاق يد الرجال ضد النساء في جرائم "غسل العار"، قطع الاعضاء التناسلية للاناث بعمليات ختان وحشية، شق رؤوس الاطفال في مناسبات دينية سادية، اهانة وضرب ملايين الفتيات والنساء داخل المنازل..هل يكفي ذلك لنعرف كم هي طبيعية واخلاقية ممارسات الاسلاميين ؟!. بنظر الملالي والشيوخ ان تلك قمة الاخلاقية ولكن بنظرالبشرية المتمدنة فهي قمة الانحطاط، البربرية، وانعدام الانسانية.

ان ما تقوم به عصابات الاسلام السياسي وافراده في احياء معينة في بغداد وجنوب العراق ضد المثليين الجنسيين هي جرائم وحشية ضد البشر وليس لها ما يبررها على الاطلاق سوى سادية اللذين يمارسونها من اجل تثبيت نفوذهم وسطوتهم على المجتمع. ان الارهاب هو السلاح الوحيد لقوى الاسلام السياسي وان الفئات الاقل قدرة على التصدي لارهابهم هي التي تعاني منه.  لن يقدر الاسلام السياسي على ادامة وجوده "الشاذ" في المجتمع المعاصر دون حمامات دم وتعذيب، دون سواطير وسيوف ومفخخات.

ان منظمة الدفاع عن العلمانية والحقوق المدنية في العراق تستنكر هذه الجرائم الوحشية وتطالب بتقديم فاعليها والمروجين لها من رجال الدين والملالي والمشايخ ورؤساء العشائر والميليشيات الاسلامية للمحاسبة القضائية كمشاركين في الجريمة.  نستنكر اي اهانة او تجريح او تقليل من كرامة الافراد المثليين ونطالبهم بتصعيد نضالهم من اجل حقوقهم وحرياتهم. ان منظمتنا تدافع عن انسانية الانسان بغض النظر عن لونه او عرقه او دينه او معتقداته او جنسه او افكاره او عمله او ميوله الجنسية او العاطفية او الفكرية.  ان الدفاع عن هذه الفئة المظطهدة في العراق والعالم لا ينفصل عن المطالبة باقصى الحريات الفردية والاجتماعية والمدنية وسعة للمواطنين. فمن حق كل انسان التمتع بالسعادة وذلك لن يتحقق والدين وقواه وخرافاته جاثمين كالكابوس على صدر المجتمع وان فصل الدين عن الاجهزة التشريعية والقضائية للدولة وعن المدارس والمؤسسات التعليمية كافة كفيل بوضع ديناميكيات اجتماعية واسعة بامكانها فسح المجال لاوسع الحريات دون رهنها بارادات الهية خرافية تمثل قيم متهرئة لحفنة من الملالي والمؤسسات الدينية الرجعية.

ندعو العلمانيين والعلمانيات في العراق الى فضح الممارسات الاجرامية للاسلام السياسي والقوى العشائرية بحق المثليين والنساء والشباب والاطفال وكل الفئات المظطهدة. يجب ان نوحد اصواتنا دفاعا عن مطلب فصل الدين عن الدولة وابعاد تأثير الدين عن المجتمع وان نؤسس مجتمعا انسانيا لا يهان او يحتقر فيه اي انسان لاي سبب.

منظمة الدفاع عن العلمانية والحقوق المدنية في العراق

 

5-5-2009