لقاء تلفزيون سيكولار مع

عباس عبد الرحمن عضو اللجنة المركزية ولجنة بغــــــداد للحزب الشيوعي العمالي اليســـــاري العراقي

 

خيال ابراهيم : كيف تصف اوضاع العراق الحالية واولها الوضع الامني وخاصة بعد القتال ببين ميليشيات مقتدى الصدر والمالكي. هل لك ان تصف الاوضاع في الايام القليلة الماضية ووضع بغداد الان.؟

 

عباس عبد الرحمن: من الناحية الامنية الوضع صعب جدا ومتردي. كل الجماهير تواجه ما يشبه الحرب الاهلية. القتال بينهم في مناطق بغداد والجنوب هو قتال بين ميليشيات اسلامية وبالتحديد بين جيش المهدي والقوات الحكومية او السلطة الاسلامية الحاكمة. انها حرب الاسلام السياسي اي بين الاسلام السياسي المعادي لامريكا اي مقتدى الصدر والموالي لامريكا اي ما تسمى بالحكومة. ان القتال هذا هو جزء من الصراع السياسي المفلس التي تواجهه هذه الحكومة وايضا دور الاحتلال ومسؤوليته عن الوضع في العراق. ان الاوضاع اليوم سيئة جدا في بغداد وباقي مناطق الجنوب كالبصرة وميسان والناصرية والكوت واغلب مناطق العراق. يوميا يقتل عشرات الابرياء من الشباب والنساء والاطفال وقصف بالطائرات وحتى القوات الامريكية والعراقية تستخدم قناصين من على اسطح المباني حيث ارى الناس يتساقطون اثناء سيرهم في الشوارع فجأة نتيجة قنص القوات الحكومية والامريكية. الناس لا تتمكن من مغادرة منازلها. في مدينة الثورة القتال مستمر ويجري يومياً. والناس لا تستطيع الخروج من بيوتها للتبضع او قضاء اعمالها. ان المعارك تجري بين الامريكيين والقوات الحكومية والميليشيات وان الخاسر الوحيد هو المواطن البسيط الذي لا يستطيع الحصول حتى على قوته اليومي. كل الاماكن اليوم في العراق اصبحت اهدافا للصراع بين الميليشيات الاسلامية والقوات الامريكية وليس هناك من منطقة امنة في كل العراق. حتى عندما يسافر المواطنون من محافظة لاخرى فان الناس معرضة للتسليب او القتل على الهوية. ان الوضع الراهن نتيجة مباشرة للاحتلال الامريكي البريطاني للعراق. الميليشيات مستفيدة من هذه الاوضاع وهناك دول اقليمية تدعم هذه الميليشيات التي لايهمها مصلحة الجماهير بل يهمها مصالحها والاجندة التي تعمل وفقها. لحد الان الحكومة لا تحرك ساكنا وقد فشلت تماما في حل الاوضاع وتحسينها.

 

خيال ابراهيم: سيحل علينا يوم الاول من ايار وقد اصدر الحزب بيان بهذه المناسبة. مااهمية الاول من ايار في العراق. لم يرى الحزب ان الاحتفال بهذا اليوم يكتسب اهمية خاصة؟

 

عباس عبد الرحمن: ان يوم العمال هو يوم عالمي. ملايين العمال يصدحون وباصوات عالية لا للظلم ولا للاستبداد  ولا للرأسمالية ولا للعبودية ونعم نحو عالم افضل. الاول من ايار يوم نضالي عالمي. هذا اليوم يتم الاحتفال به منذ قرابة 120 سنة وهو حصيلة للنضال الطويل للطبقة العاملة. بالنسبة الى الحزب فان هذا اليوم يعتبر يوم مهم لاننا حزب اشتراكي واممي وعمالي ويتوجب علينا ان نحيي هذا اليوم المجيد وان نبرز فيه كقادة وعماليين حتى يلتف كل العمال حول راية الاشتراكية.

 

خيال ابراهيم: بيوم الاول من ايار، كيف ترى وضع الطبقة العاملة في العراق بشكل عام من ناحية الامان والطمأنينة ومستوى المعيشة والرفاهية والبطالة والاستشفاء والصحة والخدمات الاجتماعية والضمانات والرواتب وايجارات البيوت والنقل وغيرها. كيف تصف احوال الجماهير المعيشية في العراق بظل هذه الاوضاع؟

 

عباس عبد الرحمن: في واقع الحال فان كل الجماهير محرومة وبالذات العمال وهم يعيشون في فقر مدقع. ليس باستطاعة المواطن اليوم ان يحصل على قوته اليومي. كل ذلك يأتي "بفضل" الصراع والقتال بين الميليشيات الاسلامية والقومية. فليس للعامل اليوم اي كرامة او حياة كريمة. فالعمال يتوجهون الى مسطر العمال ومصيرهم القتل. طبعا ان الضمانات الصحية ضعيفة وقلة الاجور والرواتب والبطالة ويتم طردهم تعسفيا. ان طبقة العمال هي اكثر شريحة محرومة. ان تلك الشريحة مغلوب على امرها وهي تعاني من الجوع وكل ذلك بسبب الوضع الجاري الذي خلقته البرجوازية وميليشياتها من اسلامية وقومية والحكومة وقوى احتلال امريكي. لقد جعلت حياة العمال في تهديد مستمر وفي صراع من اجل البقاء على قيد الحياة. بالنسبة للعمل فان هناك بطالة مليونية نتيجة الاوضاع غير المستقرة وبالتالي هذا يؤدي الى وجود حرمان واسع. ان الطبقة العاملة في العراق ليست كالطبقة العاملة في اوربا. ومصير العمال اليوم يبدو مجهولا وبلا افق. والامان معدوم. ان وضع الطبقة العاملة مرتبط جذريا بالاوضاع السائدة في العراق وسيطرة الحثالات البرجوازية على كل مفاصل الحياة وقد همش العمال وهم لا يتمكنون من المطالبة بحقوقهم بالرغم من دفاع بعض الحركات الاجتماعية عن العمال ولكنه غير كافي لان الاوضاع صعبة. ان العمال يعانون من اوضاع لم يروا مثلها من قبل. حقوق العمال والجماهير مسلوبة اليوم تماماً.

 

خيال ابراهيم: بيان الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي يبدأ بعبارة اما الاشتراكية واما البربرية. كيف ترون ان تلك العبارة تصف اوضاع الجماهير في العراق وبالتالي ترسم لهم طريقا للخلاص من هذه الاوضاع او الكارثة التي جلبتها البرجوازية وقوى الرأسمالية. كيف ان الاشتراكية هي بديل عن البربرية اليوم؟

 

عباس عبد الرحمن: الحل الوحيد هو انهاء هذا الصراع العالمي وليس في العراق فحسب. ان الاشتراكية هي المنقذ لجماهير العمال وعموم الجماهير. نحن كحزب شيوعي عمالي نقول بان بديل الجماهير في العراق هو الاشتراكية وان الاشتراكية ممكنة التحقيق وفي متناول ايدي العمال  وهو جوابنا للمجتمع من اجل انقاذه من هذه الصراعات. الجماهير في العراق اليوم خاصة امام حلان لاثالث لهما: اما تحقيق الاشتراكية او سيادة البربرية كما نراها اليوم بكل وضوح.

لا يوجد بديل ثالث وسطي. الجماهير لا تريد الاوضاع الحالية وتود التخلص منها. نحن نقول ان الحلول ليست بيد جورج بوش ولا بيد المالكي ولا الصدر. هؤلاء كلهم عاجزون عن تحقيق اي حل للمجتمع في العراق وبامكان الاشتراكية ان تغير من مسار الاوضاع من وحشية واجرام السلطة الحاكمة وقوى الاحتلال وقوى الميليشيات. ندعو الجماهير الى التوجه نحو الاشتراكية وحزبها من اجل انقاذ وضعهم وبناء مجتمع اشتراكي انساني

.

خيال ابراهيم: هل من كلمة للعمال في العالم وخصوصا للعمال في الدول العربية. ما هو مطلبكم الفعلي للمساعدة في تخليص جماهير العراق وانقاذها من هذه الاوضاع الكارثية.

عباس عبد الرحمن: الطبقة العاملة عندما ترفع شعار ياعمال العالم اتحدوا فان بامكانها ان تتقدم لانها ستتوحد وبامكانها التوجه نحو عالم افضل. باستطاعة العمال ان يوحدوا صفوفهم وان يسترجعوا مكتسباتهم وحقوقهم المسلوبة. ان الطبقة العاملة عليها توحيد صفوفها وان قوة الطبقة العاملة بوحدتها. في العراق فان وضع الطبقة العاملة صعب جدا ومتردي. ان المطلب الرئيسي لنا هو انهاء الاحلال الامريكي وثانيا نزع سلاح الميليشيات الاسلامية والقومية وعندئذ يكون من الممكن توحيد صفوف العمال والطبقة العاملة ككل وان تتوجه الى تحقيق تقدمها في المجتمع . ان خروج القوات الامريكية وهو مطلب كل الجماهير وليس العمال فحسب. ولكن العمال هم الطبقة الاكثر معاناة . لذا فان خروج المحتل ونزع سلاح الميليشيات سيعزز من دخول العمال في مواجهات مع الطبقة البرجوازية من اجل استرجاع مكتسباتهم وحقوقهم وتحقيق مطالب المساواة والحرية والرفاه.

 

ادعو جماهير العمال في كل العالم الى دعم هذه المطالب من اجل انقاذ جماهير الطبقة العاملة في العراق وان يعيشوا في مجتمع طبيعي ويرتاحوا من هذه الاوضاع المأساوية وبالتالي ادامة نضالهم من اجل الاشتراكية.