حول الاعتراضات العمالية في البصرة والناصرية

ودفاع الحزب عن المعلمين والمدارس المختلطة في كردستان لقاء تلفزيون سيكولار مع عصام شكــــري

 

خيال ابراهيم: حدثت تظاهرات عمالية مؤخرا في مدينتي البصرة والناصرية وقد صدرت بيانات حول تلك التظاهرات المطلبية العمالية. ماهي مطالب العمال وكيف تنظرون الى تلك المطالب؟

 

عصام شكــري: حدثت تظاهرات عمالية كبيرة في مدينتي البصرة والناصرية لعمال الكهرباء تحديدا. وهذه الاخبار وصلت عبر بيانات صدرت من قبل نقابات الكهرباء وايضا من بيان اتحاد المجالس والنقابات العمالية. المطالب العمالية تلك هي مطالب محقة وهي تدعو الى تحسين وضع العاملين في الخدمات الكهربائية. وقد سجلت المطالب لكي اذكرها للمشاهدين وتكون في قلب المجتمع في العراق من اجل الدفاع عنها. نحن نعرف ان عمال الخدمات الكهربائية وانتاج الطاقة الكهرباء عموما هو من المسائل الحيوية جدا ليس من اجل تشغيل معامل الراسماليين وادامة ارباحهم ولكن من اجل ادامة حياة ورفاه الجماهير ومن اجل الحياة الطبيعية والعصرية للمجتمع في العراق. مطالب عمال الكهرباء في تظاهرات البصرة هي اولا) تثبيت العاملين بنظام الاجور اليومية على الملاك الدائم، وثانيا) مطالبة السلطات بالاصلاح الاداري في وزارة الكهرباء، وثالثا) تحديد مواعيد ثابتة لصرف رواتب المنتسبين واجور العمال المؤقتين، و رابعا) المطالبة بتحسين وتطوير القطاع الكهربائي للايفاء بانتاج يناسب الحاجة للكهرباء. هذه اربعة مطالب قلتها بشكل سريع. موقفنا كحزب شيوعي عمالي هو موقف مساند للمطالب العمالية. نحن نساند مطالب عمال الكهرباء وفي اي مجال. الان هناك اضراب معلمين في السليمانية والمئات من المدارس اغلقت ونحن نساند مطالب المعلمين من اجل تحسين ظروفهم ومن اجل تحسين معيشتهم وحزبنا يقف مع العمال وفي طليعة الطبقة العاملة من اجل توحيد صفوفها ونيل مطالبها.

 

خيال ابراهيم: بيان عمال الكهرباء في الناصرية وبيان اتحاد المجالس والنقابات العمالية يذكر مطلب اقالة وزير الكهرباء من منصبه كتدخل في السياسة ويعد المطلب تطورا نوعيا. هل برأيك ان تدخل العمال في السياسة هو امر مهم وهل ان اقالة وزير سيحول مطالب العمال من مطلبية صرف الى سياسية؟

 

عصام شكـــري: نسيت ان اذكر ان عمال الكهرباء في الناصرية هم ايضا طالبوا بــ 1) اقالة وزير الكهرباء و2) القضاء على الفساد و3) واجراء اصلاحات في الاجهزة والمعدات.  ان تدخل العمال في السياسة هي اساس فكرة وجود الحزب الشيوعي او الحزب الشيوعي العمالي اليساري في حالتنا. هذه هي الفكرة الاساسية: تنظيم الطبقة العاملة في حزبها السياسي. ان تدخل الطبقة العاملة في السياسة هو مطلبنا ونحن ندفع بهذا الامر وادفع كشيوعي الطبقة العاملة للتدخل في السياسة.  لماذا؟ لان تقرير مصيرها وحياتها ومصير المجتمع يتجسد فقط من خلال تدخل هذه الطبقة المستغلة ( بفتح الغين )سياسيا وطرح بديلها. في المحصلة النهائية نحن نطالب بان تسيطر الطبقة العاملة على السلطة السياسية ( وتعلن الاشتراكية ). كيف نطالب بسيطرة الطبقة العاملة على السطلة السياسية وحكم المجتمع ولا نطالب بتدخلها في السياسة ؟ نحن ندعو العمال بالتدخل بقوة لا بخجل او تردد في السياسة.  اما حول هل ان مطالبة اقالة وزير يعتبر تدخلا في السياسة، اقول، ان لدي نوع من التحفظ على هذه المسألة. من حق العمال، بل ومن الضروري ان يطالبوا باي مطلب يحسن حياتهم وهم احرار في طرح مطالبهم. ولكن ان يأتي من يقول للعمال هذا هو تدخل في السياسة، فان كان ذلك تدخل سياسي فهو تدخل خجول جدا وضعيف. ان التدخل في السياسة يعني تحديد الاطر السياسية لحركة المجتمع او رسم المسارات و الاهداف السياسية للمجتمع من قبل العمال. ان طلب اقالة وزير، وهو في سلسة مراتب المهن الكهربائية يعتبر مسؤولا عن الكهرباء والمهن الكهربائية ( والسلطة الاعلى )، ومن هنا اعتراض العمال عليه. قد يتم الاعتراض لان الوزير فاسد ومرتشي وظالم، ولكن تلك الاعتراضات والمطالبة بتنحيته ليست برأيي تدخلا في السياسة. ان تدخل العمال في السياسة يأتي من خلال رسم العمال لسياسات وخيارات وبدائل للمجتمع ككل.

 

خيال ابراهيم: كيف تعرف هذا المطلب اذن؟

 

عصام شكــري: انه مطلب اصلاحي ويشكل جزءا من المطالبية العمالية. اقالة مسؤول وجلب مسؤول اخر. ولنفترض ان الوزير المعني هو من حزب الدعوة. هل يعني ان اقالة هذا الوزير وجلب وزير من المجلس الاعلى سيحل مشكلة العمال ؟! كيف وماهو الاثبات؟ اين التدخل في السياسة اذا كان الجواب نفياً ؟. يجب على العمال ان يطرحوا بديلهم السياسي. كعضو في حزب شيوعي عمالي يساري انا اقف مع العامل في نضاله المطلبي ولكن تحويل النضال المطلبي الى سياسي يشترط تدخل العامل في رسم سياسات المجتمع. عندما يقول العامل انني اطالب باسقاط سلطة المالكي او سياسات سلطة المالكي او التدخل في القوانين كقانون النفط والغاز او خصخصة الاقتصاد، فان تلك امثلة على تدخل العمال في السياسة، ( بغض النظر عن الجواب المطروح من قبل العمال )، لكن يجب ان تطرح الطبقة العاملة بديلها السياسي. لا يكفي ان يقول العامل اطالب باسقاط هذا الوزير ولا يطرح سياسته او بديله السياسي. نحن نطرح بدائلنا على كل الاصعدة ونطالب بمطالب سياسية تهدف الى تسهيل نضال العمال وانقاذ المجتمع، مثلا اخراج القوات الامريكية ونزع سلاح الميليشيات. ان مطلبنا الاساسي وهدفنا النهائي هو نزع سلطة البرجوازية واقامة الاشتراكية. الطبقة البرجوازية طبقة رجعية بالكامل. والوضع الحالي في امريكا يظهر مدى عفونة الطبقة البرجوازية ككل. ان ما يحدث يبين كيف ان الدولة ( في امريكا ) تريد ان تتدخل فقط من اجل منع انهيار الشركات الرأسمالية الكبرى والدفاع عنها ، لا من اجل مصالح العمال، بل على حساب مصالح الغالبية الساحقة من الشعب الامريكي. في كل دول العالم الطبقة البرجوازية هي طبقة فاسدة. اذن ، ودون تغيير سياسي، ماذا يحدث حين يتغير وزير ويجلب وزير اخر؟ برأيي لن يحدث شئ. فهي نفس السياسة ونفس العقلية ونفس الممارسات ونفس المنهج: استغلال العمال من اجل اوهام من قبيل "اعادة دورة الانتاج"، و"بناء العراق الجديد"، و"مساهمة العمال في بناء الوطن" وغير تلك من الاوهام وهي كلها على حساب العمال. على العمال ان يتبون سياسة ثورية وادعوهم الى التحزب الشيوعي. على كل عامل ان يتحزب شيوعيا. ان ينتمي الى حزبنا وان يطلع على قراراتنا السياسية من اجل تغيير الاوضاع في المجتمع من اجل سلب القدرة السياسية من البرجوازية. ان ذلك ممكن للعمال من خلال سياسة اشتراكية ثاقبة، ولكن ادامة حركة العمال المطلبية ضروري جدا. نحن ندعم حركتهم تلك على طول الخط.

 

خيال ابراهيم:  هل يسعى الحزب لبناء منظمات عمالية مستقلة عن المنظمات الحالية؟ ما موقفكم من التباين والتصادم في بعض المنظمات العمالية وما نقدكم وتوضيحاتكم وتوصياتكم للعمال. كيف تجسدون معنى التلاحم العمالي ؟ هل من خلال اشخاص او اطراف حزبية ام من خلال اي شئ ؟

 

عصام شكـــري: حزبنا يطالب بتجسيد التلاحم العمالي ليس من قبيل اتبعوا هذا القائد النقابي ولا تتبعوا ذاك. اتبعوا س وليس ص. في المحصلة النهائية على الطبقة العاملة ان تتوحد من اجل تقوية صفوفها امام الطبقة البرجوازية. ولكن هذا في الحقيقة شعار عام. وفي الظروف المشخصة وفي النضالات السياسية المعينة فان الطبقة العاملة واحزابها سواء كانت اصلاحية او ثورية - شيوعية ترسم اتجاهات مختلفة لحركة العمال. ونحن نرسم خط او مسار للطبقة العاملة من اجل تحقيق اهدافها النهائية. برأيي ان استقلال الطبقة العاملة يأتي من استقلال اهدافها وقرارها ومساراتها السياسية. ان الطبقة العاملة تقول: لا للنظام الرأسمالي، يجب انهاء الاستغلال واسقاط النظام الرأسمالي ( الذي يرسخ ويديم الاستغلال) وبناء الاشتراكية. ان الاشتراكية موجودة في قلب كل عامل. اما مطالبة العامل بمطالب اصلاحية وتحسينية وجلب نظام اكثر عدالة فهي برأيي جزء من النضال اليومي للعمال. ولكن، دون افق سياسي، بمعنى هدف سياسي يسعى له العامل ويناضل من اجله ، ودون تحديد دوره في رسم المصير السياسي المجتمع، مثلا تدخل العامل في المطالبة بمساواة المرأة بالرجل والنضال من اجل ضرب دور الدين وقوى الاسلام السياسي؛ اي دون تحقيق تلك المهمات السياسية فان الطبقة العاملة لن تكون قادرة على التدخل في السياسة وفي انقاذ المجتمع من الكارثة. لا يمكن الفصل بين هذا الامر ( النضال المطلبي والاصلاحي ) وبين الارادة السياسية للطبقة العاملة.

 

خيال ابراهيم: هل يسعى الحزب الى بناء منظمات عمالية مستقلة عن الحالية وما موقفه من التباين والتصادم بين بعض المنظمات العمالية ؟ هل من الممكن ان تقدم توضيحات حول موقفك ازاء هذه المسألة؟

 

عصام شكــري: ان حزبنا يعتقد بالمجالسية العمالية. الحركة المجالسية بمعنى المجلس العمالي وليس النقابة. هذا هو ما نعتقد به شكلا اكثر قوة لتنظيم العمال. ان المجلس العمالي من خلال التجمع العمالي العام سيمنح الشفافية في اتخاذ القرارات ويقلل من البيروقراطية والبيروقراطيين بمعنى اؤلئك القادة الذين يتنصبون على العمال ويصبحون "كالالهة" يبقون فترات طويلة ويتجمد الدم في عروق حركة العمال (وهنا لا اتحدث عن العراق حصرا، بل عن الحركة النقابية في العالم المسماةا التريديونينية Trade Unionism كما فی امريكا وبريطانيا واوربا) هناك تاريخ طويل للحركة النقابية العمالية دام لقرابة 200 او 300 سنة . نحن في الحزب الشيوعي العمالي اليساري والحركة الشيوعية عموما وجهنا النقد لهذا الشكل من اشكال التنظيم العمالي لانها تزيد من تهميش قطاعات واسعة من العمال او جسد الطبقة العاملة، ونتيجة البيروقراطية النقابية والية اتخاذ القرار وغيرها تاخذ طابع جامد غير ثوري لان تلك البيروقراطية تشل العمال وتحولهم الى مايشبه الموظفين او اعضاء نادي، من كونهم اعضاء في منظمة عمالية ثورية. ان المجلس العمالي يعبر عن ثورية الطبقة العاملة او يجسدها. نحن لا نسعى الى اي تفتيت او تمزيق للطبقة العاملة. يجب ان تتوحد الطبقة العاملة. وعندما تكون الطبقة العاملة منظمة في اتحاد المجالس والنقابات العمالية فاننا ندافع عنها في ذلك الاتحاد وعن وحدة الاتحاد. عندما يكون العمال منظمين في نقابة عمال البريد او الكهرباء او المهن الصحية او اي نقابة نحن ندافع عنهم ونسعى الى تقوية هذه النقابة وتوحيدها مع نقابات اخرى سواء على صعيد المدينة او المحافظة او العراق. ولكن يجب ان نوضح ان الشكل المجالسي هو الشكل الاكثر ثورية وتعبيرا عن ارادتهم ويعكس تلك الثورية ازاء البرجوازية وبالتالي يشكل خطرا اكثر جسامة، ونحن لذا نحبذ الشكل المجالسي في التنظيم. اما حول سؤالك المتعلق بوجود خلافات داخل نفس المنظمة العمالية او وجود تيارات. برأيي هناك حالات مختلفة؛ فاذا كان الاختلاف حول شخوص معينين فان ذلك لن يؤثر على مسيرة العمال. ان المهم للعمال برأيي هو السياسة. الى اي اتجاه سياسي سياخذهم هذا القائد النقابي او ذاك ؟. ماهو الطرح السياسي ؟ ماهي اجندة هذا القائد العمالي او ذاك، هذا الحزب او ذاك ؟ ماذا يريدون لهم ؟ هل يريدون فقط "ترتيش" النظام السائد او تجميله او تغيير وزير او مدير ؟ ام يريدون قلب الوزير وقلب ”النظام برمته“ وقلب السياسة التي تديم استغلالهم وتحقيق الاشتراكية لانهاء الظلم و التعسف و الاستغلال؟!. اذا كان الاختلاف حول السياسة فاقول اذهبوا مع الشخص الاكثر راديكالية والذي يؤشر لكم ويدفع بكم الى الاشتراكية. لا تذهبوا مع الشخص الاصلاحي المساوم. المشكلة تتجسد عندما يكون القادة كلهم ( سياسيا ) اصلاحيين وتساوميين، حينها فان الخلاف بين قادة العمال يجب ان يكون محل نقد شديد من قبل العمال. يجب على العمال ان يسألوا قادتهم عن سبب الخلاف والانشقاق وعلى اية سياسة يختلفون ؟ ليقولوا لهم: هل تريدون الترويج للمهمات التي رسمتها البرجوازية للطبقة العاملة: اي  "بناء العراق الجديد"، وادامة "عجلة الاقتصاد" و"تعزيز الانتاج" وغيرها، ام المهمات العمالية في زعزعة اسس وركائز النظام الرأسمالية من اجل قلبه وانهاء الاستغلال، ومن اجل الاشتراكية ؟.  ا

انا اضع امام العمال مسألة السياسة وعليهم ان يعرفوا الوجهة السياسية ويقررون حركتهم على تلك الاسس.

خيال ابراهيم: كيف من الممكن توحيد صفوف العمال من اجل تحقيق الاشتراكية. كيف يمكن تجسيد مطلب الاشتراكية داخل اوساط الطبقة العاملة؟

 

عصام شكـــري: نحن نداعي بالاشتراكية ولكن مجرد القول امام العامل: عاشت الاشتراكية او نريد الاشتراكية لا يكفي. يجب ان يلتف العامل حول مشروع وعلى المشروع ان يتدخل في المجتمع اذا جاز التعبير من قمة رأسه الى اخمص قدميه. يجب ان يكون المشروع شامل لعموم الجماهير. فالعامل، كما قلت، يجب ان يتدخل في رسم مسارات مجتمعه، تدخل كامل وسياسي لاتخاذ القرار داخل المجتمع. لا يقول: "اني شعليه" (ما علاقتي بالامر ) !، او داخل معمل النسيج مثلا يقول: لا علاقة لي بمعاناة النساء في الثورة او النجف او الانبار، ليس لي علاقة بمعاناة الشباب او بمسألة الاحتلال الامريكي وطرد القوات المحتلة ونزع سلاح الميليشيات الاسلامية والقومية وغيرها. ان التجسيد المادي لمعنى الاشتراكية للعامل هو في الانتماء الى حزب الاشتراكية، الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي. حزبنا يرفع شعار الاشتراكية ليس كشعار نظري محبب، ولكن في كل قراراته وسياساته وخطواته العملية: من قراره حول الحركة العمالية وتحليلاته وقراءته للوضع في كردستان واستقلاله واخراج القوات الامريكية ونزع سلاح الميليشيات وانشاء منظمة علمانية وفصل الدين عن الدولة وعن الطبقة العاملة وبصراحة اكثر اقول: ابعد ايها الدين عن الطبقة العاملة واتركها لتتوحد. في الانتماء لحزبنا يجسد العامل تدخله في السياسة ليتحول الى قوة اجتماعية. ذلك تجسيد لمعنى ان يكون العامل اشتراكيا: لا يستنكف من التدخل في شؤون المجتمع، لا يقول ذلك لا يخصني؛ بل يقول توفير الحياة الكريمة للجماهير تخصني، ومساواة المرأة بالرجل تخصني، والعلمانية وفصل الدين عن الدولة وعن التربية والتعليم تخصني، والتمدن ومدنية المجتمع تخصني، وحقوق الانسان والبشر تخصني، تحسين حقوق البشر تخصني وموضوع الاطفال يخصني. هذا برأيي موقف سياسي اشتراكي ثوري للعامل.

خيال ابراهيم: اضراب واسع اخر للمعلمين اغلق مئات المدارس في كردستان للمطالبة بتحسين اوضاع المعلمين كما ان هناك هجمة اسلامية على المدارس المختلطة وقد تحدثنا عنه. هل من رابط بين الاضراب وبين الهجوم الاسلامي. انكم تساندون الاضراب المطلبي وتحشدون القوى ضد الاعتداءات الاسلامية لماذا؟

 

عصام شكــري: اذا لم يكن هناك رابط في الظاهر فانه في الحقيقة موجود. ان المعلمين يطالبون بتحسين ظروف معيشتهم،  و هجوم الاسلاميين على المدارس المختلطة هو هجوم ضد ظروف معيشة الناس. انه نضال واحد برأيي. انا ادافع عن الطبقة العاملة والمعلمين لتحسين ظروف حياتهم واجورهم وللمعلمين والمعلمات ربما مطالب اخرى: تحسين ظروف المدارس، توفير الكتب والادوات المدرسية، الاهتمام بالجوانب التربوية، زيادة المخصصات والميزانية للمدارس، اصلاح الصفوف غير الصالحة للتدريس، توفير المكيفات وكل ما يساهم في تحسين حياة المعلمين نحن نساندها. لكن هجوم الاسلاميين على المدارس المختلطة هدفه دفع الطلاب الى التمييز بين بعضهم البعض على اسس جنسية: اي ترسيخ نظرة الاولاد الى البنات على اساس انهن مختلفات وينتمين الى جنس اخر او انهن قدمات من المريخ. كما يرسخون خوف الفتاة من الولد في نفس الوقت ويرسخون افكار ان البنت عورة وعيب وعار في كل حياتها وحتى مماتها بينما يعلمون الولد منذ الطفولة انه السيد المطاع ويجب ان تسمع الفتاة كلامه وله كل الفرص في النجاح في الحياة. ان ذلك تدخل سافر في ترسيخ التمييز وضرب المساواة في المجتمع. ان اسس انعدام المساواة تخلق عند الاطفال وليس عندما يكبرون. اذا اخذنا اي مجتمع يربي الاطفال على الاحساس بالمساواة منذ الصغر ويرى زميلته وهي متمتعة بكامل حريتها من جسدها وشعرها وتصرفاتها سينشأ الولد كانسان طبيعي ذو ضمير انساني ينظر اليها بالتالي كصديقة ورفيقة وانسان مساو له وبشكل طبيعي، ولكن عند الفصل بينهما فان الشعور بالمساواة والانسانية سيختفي ويحل التمييز والنظرة المتعالية والفجة وسيصعب اقناعه بالمساواة حينها.

 

خيال ابراهيم: شكرا جزيلا.