font>

المهمة الاولى التي وضعناها كشرط لحل الاوضاع في العراق هي مهمة اخراج القوات المحتلة للعراق فورا؛ القوات الامريكية والبريطانية والاخرى المتحالفة معها. نحن ندعو الى استقدام قوات دولية لحفظ السلام تكون قادرة على تحقيق مهمة نشر الامن والطمأنينة في المجتمع واحلال ظروف طبيعية وسلمية وذلك بالطبع يأتي بالتساوق مع المهمة الثانية وهي نزع سلاح جميع الميليشيات الاسلامية والقومية في العراق. ذلك يعني ان القوات الدولية وبعد خروج القوات الامريكية من العراق ستكون اكثر قدرة على نزع سلاح كل القوى والمجاميع الاسلامية والقومية وتخليص المجتمع من تلك القوى والميليشيات التي لا يمهمها حياة او امن المواطنين. لقد بينت  في لقاءات سابقة ان الميليشيات الاسلامية قد حولت شوارع ومدن وساحات ومدارس العراق الى ساحات معركة. فهؤلاء لا يهمهم ابداً قتل الاطفال والابرياء في سبيل تحقيق اغراضهم.

 

المهمة الثالثة التي نضعها على عاتقنا هي تقديم المجرمين الذين قاموا وساهموا في الحرب الامريكية على العراق الى المحاكمة. نقصد بهؤلاء القادة العسكريين لقوات االاحتلال وايضا قادة الميليشيات الاسلامية والقومية والسياسيين الذين ساهمت سياساتهم في شن الحرب وقتل مئآت الالاف من الابرياء وتدمير المجتمع. لقد بلغت حجم الخسائر المدنية في العراق بعد مرور خمس سنوات اكثر من مليون قتيل مدني وحسب احصاءات وبيانات المنظمات الدولية ومنها منظمات امريكية. ان الحرب جريمة كبرى في العراق وان تقديم الجناة  هي #1575;لعاملة والشيوعيين يضعون تلك المهمة نصب اعينهم.

 

واخيرا فان المهمة الرابعة تتمثل في تهيئة الاجواء في العراق بعد استتباب الامن لانتخابات عامة حرة تشارك فيها اوسع القوى السياسية وبكل حرية ودون شروط وبفرص متساوية من الدعاية والاعلان.

 

خيال ابراهيم: من الناحية السياسية مااهمية طرد القوات المحتلة ولم احلال قوات حفظ السلام الدولية؟. هناك عدد من الاسئلة وهي تتعلق بكيفية يمكن جلب قوات حفظ السلام الدولية وامريكا تحتل العراق بجيش كبير؟ يبدو الامر متناقضا؟ ماضرورة  عدم مشاركة او تواجد قوات من الدول الاسلامية المحيطة بالعراق في تلك القوات الاممية؟

 

عصام شكــري: ضمن السياق السياسي لطرحنا لحل الاوضاع في العراق فان القوات المحتلة الامريكية والبريطانية ليست وحدها في العراق. يقابل هذه القوات ويقاتلها وضمن الاستراتيجية الامريكية العالمية و"نظامها العالمي الجديد"  قوى الاسلام السياسي. وقد جعلت الحرب الامريكية على العراق  مجتمع العراق مسرحا للصراع بين قطبي الارهاب هذين: قطب دولة امريكا وقطب الاسلام السياسي. لقد اسهمت امريكا والغرب في خلق ” العدو” لحاجة امريكا والغرب لذلك تلعدو بعد انهيار خصمها الاتحاد السوفييتي وسقوط المعسكر الشرقي وتزعزع مكانتها وتعريفها العالميين.

 

في العراق كما بينا توجد قوى الاسلام السياسي والقوميين المعادين لامريكا. ان تلك القوى مرتبطة جدليا بوجود قوى امريكا، وما يسمونه بقوى“لصليبيين ” و“الكفار“ الخ . لن ينهي بنظرنا الاسلام السياسي وجوده الا بزوال القطب الاخر من الساحة. نحن نعتبر على هذا الاساس ان اخراج القوات الامريكية شرط اساسي لانهاء الحالة الصراعية مع قطب ارهاب الاسلام السياسي. وبالتالي ارجاع المجتمع الى الوضع الطبيعي .

 

اما حول استقدام قوات حفظ السلام الدولية فذلك ليس بطرح عجيب وانما هو طرح ممكن وبالتالي واقعي. هناك العديد من التجارب التي ساهمت قوات حفظ السلام الدولية في حلها من كشمير الى البوسنة والهرسك وافريقيا وغيرها من المناطق المظطربة. ان تأكيدي هو ان بالامكان الاتيان بحل ما من اجل ايقاف نزيف الدم. ووقف الكارثة باي شكل ممكن. من يستطيع ان يستبدل الجيش الامريكي الجرار المجرم والمرتكب للفظائع ويحل محله؟ من الواقعية ان تأتي قوات دولية باعداد كبيرة ان تطلب الامر وتشكل حاجزا وتحل مسألة الطمانينة والامان في المجتمع وبالتالي تنزع سلاح المجاميع الاسلامية والقومية وبخطة واضحة.  يجب النضال من اجل هذا المقترح و تحويله الى قوة سياسية واجتماعية عالمية. ذلك يتطلب التحريض المستمر داخل اوساط الجماهير من جانبنا.

 

خيال ابراهيم: حول مهمة نزع سلاح الميليشيات والقوى الدينية والقومية. هناك مشكلة في تحديد واقعية هذه المهمة من جهة وبين اهمية طرحها للجماهير لتكون محورا لنضالها واقصد الكثير يعتقد ان تلك المطالب غير واقعية ولكنكم تصرون على انها ممكنة؟ هل بامكانك التوضيح؟

 

عصام شكــري: ان أي طرح نتقدم به يبغي حل الوضع القاتم في العراق. انه مساهمتنا واجابتنا على معضلات اليوم في العراق. ان حلنا للمجتمع هو حل قوة اشتراكية عمالية وهي الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي. نريد انقاذ الجماهير الغفيرة والمحرومة من الورطة التي وضعته فيها قوى البرجوازية المحلية والعالمية. لا ادري بالضبط لم يقال ان حلنا خيالي ؟ لم تلك المطالب غير قابلة للتطبيق؟ ان هزيمة امريكا في العراق وتقاتل الاسلاميين فيما بينهم سيجعل من احلال قوات دولية لحفظ السلام ممكنة وضرورية. في العديد من الحالات استطاعت قوات حفظ السلام ان تسيطر على الوضع الامني في مناطق محددة. لقد جلبت فيما سبق امثلة من مناطق كشمير والصومال والبوسنة ويوغوسلافيا وبعض النزاعات في افريقيا ومناطق اخرى. اما القول بعدم امكانية هذا الحل ولا واقعيته فهو يدخل برأيي في باب المواجهة بيننا وبين القوى البرجوازية المغرضة لافشال طرح اي بديل لا يتفق مع بدائلها هي . هل، حسب رأي تلك القوى ، ان وجود مليون قتيل في العراق واقعي؟!  هل وجود المجازر في العراق واقعي ؟ الدماء واشلاء البشر المتناثرة كل يوم على الشوارع والارصفة هي حلولهم الواقعية؟! هل ان أياد علاوي والجلبي والمالكي والحكيم ومقتدى الصدر هم القادة الواقعيون؟!  بينما الطبقة العاملة وقادة الاشتراكية وبدائلهم الانسانية والمتمدنة والمساواة بين البشر هي غير واقعية؟!.  انا انتقد هذه الافكار والمقولات واعتبرها جزء من ترسانة البرجوازية ضد الطبقة العاملة.

 

يجب ان نعرف ان البرجوازية تكره الاشتراكيين وان الفئات الاكثر مداهنة تحاول ان تستعمل طرق اخرى للفت في عضدهم وهو الاتهام باللاواقعية او المغالاة او ”مازال الوقت مبكرا“.. الخ. فعلى سبيل المثال يقولون ان مساواة المرأة الكاملة بالرجل غير واقعية.!!  لمَاذا نسأل؟ بسبب وجود الاسلام والدين يجيبون. ولكن الدين هو حصيلة وجود قوى سياسية وتشريعات  اسلامية وبالامكان ازاحتها بالنضال السياسي الواسع وعندها يصبح تحقيق المساواة ممكن.   في التحليل الاخير بالامكان دفع القوى الانسانية وتحريك الجماهير على هذا الامر. ليس في العراق فحسب، فالجماهير في العراق منهكة ولكن مليارات البشر في انحاء العالم.

 

قبل قليل تحدثنا عن جماهير امريكا المثقلة من جراء الحرب التي شنتها حكومتها الرجعية على العراق. ان الجماهير الامريكية تخجل من تلك الحرب ولم تعد تحتملها!. لقد قلت فيما سبق ان الامريكي اصبح خجلا من التصريح بهويته. انهم يقولون معتذرين نحن ضد جورج بوش وانه انسان سئ. الجماهير في كل انحاء العالم انسانية وهي تفكر في الانسانية ويهمها امر جماهير العراق.

 

 يجب ان نطرح بقوة وبلا خوف او تردد بديلنا. نقول: يجب اخراج وطرد القوات الامريكية ونزع سلاح الميليشيات الاسلامية والقومية. برأيي هذا حل ممكن في حال قدوم قوات اممية. الارادة الدولية التي استعملت بقسوة ضد جماهير العراق ايام الحصار الاقتصادي واستطاعوا فرض حصار اقتصادي جائر واجرامي قتل مليون ونصف مليون انسان برئ ومنهم 500 الف طفل دون سن الخامسة جراء نقص الحليب وسوء التغذية ووجود اليورانيوم المنضب وتربة العراق المشبعة بالاشعاعات. ان ارادة الجبهة الانسانية والبشر بامكانها البروز والنهوض من خلال بث دعايتنا وبديلنا امامهم باستمرار. انه امر ممكن. ونحن لم ننفذه.

 

خيال ابراهيم: المهمة الثالثة تقولون فيها محاكمة المسؤولين عن الاحتلال والقوى الدينية والقومية الاخرى واعتبارهم مجرمي حرب. اصدرتم قرارا في العام 2005 واليوم بعد 3 سنوات وصل عدد القتلى من المدنيين العراقيين نتيجة الحرب الامريكية والارهاب الاسلامي وبالاحرى تجاوز عدد المليون قتيل. ان مجرمي الحرب في رواندا يحاكمون الان وقبلها حوكم مجرمي الحرب اليوغوسلافية من القوميين والفاشيين الصرب والكروات والبوسنيين. هل تعتقدون بالامكان جلب الجنرالات الجيش الامريكي والعصابات الاسلامية والقومية وكل من شجع على شن الحرب وروج لها الى المحاكمة ومن سيجلبهم برأيك؟

 

عصام شكـــري: نحن نبرز هذا المطلب ونقدمه للجماهير ونمحور نضالنا حوله. دون ابراز هذا المطلب فان عشرات من امثال بوش وازلامه في العراق سيتم اعادة انتاجهم وضخهم على المجتمع واغراقه في المزيد من الدماء والرجعية والتخلف. دون نهوض قوى اليسار والاشتراكية ورفع مطلب جلب تلك القوى لطائلة المحاكمة والسؤال فسيكون هؤلاء اناسا محترمون. يجب ان نفضح هذه الطغم وماارتكبته من اعمال وفظائع.

 

نحن نرى اليوم محاكمات لمجرمي الابادة الجماعية في رواندا. تم الحكم مؤخرا على احد القساوسة الكاثوليك  والذي امر بتهديم كنيسة على رؤوس 1500 انسان من الارثودوكس في العام 1995 بعد ان فشل في قتلهم عن طريق رمي النفط من فتحات في سقف الكنسية وتفجير ازلامه لقنابل يدوية ، أمرهم حينها بهدم الكنسية على رؤوس الناس. قتل رجل الدين المسيحي هذا 1500 انسان برئ في الحال. وقد تم حكمه بالمؤبد. هل كان احد يتصور في العام 1995 او 1996 ان هذا المجرم سيقدم الى المحاكمة ويحكم ؟! انا ارى ان هنالك امكانية وفرصة. ان الناس في العراق لم تقتل بزلزال او فيضان طبيعي. حتى تسونامي  كان بالامكان تخفيف ضحاياه. قلت  ان هناك سبب لقتل هذا العدد الهائل من البشر وهو عدم توفير الرأسماليين والمستثمرين لاجهزة الانذار المبكرة وعدم تصميم الابنية بشروط امنة. اما الحرب الامريكية على العراق فقد كانت اجرامية وفيها مخططين ومرتكبين ومتواطئين.

 

بتوضيح مهمتنا في تقديم القوى الرجعية الدينية والقومية وقادة الجيش الامريكي الى المحكمة فسنتمكن من توحيد ورص صفوف تلك القوى الانسانية ودفع الامور نحو تحقيق هذا الهدف. اود القول ايضا ان النضال من اجل تحقيق اي مطلب يجعل الاخير عتلة اخرى ترفع من رصيد اليسار في المجتمع وتدفعه الى القلب اكثر.

 

خيال ابراهيم: تطالبون في الفقرة الاخيرة بتأمين اوضاع اجتماعية وسياسية تكفل بقيام كل القوى السياسية في العراق بحرية وفي اوضاع امنة بالنشاط السياسي وامكانية مشاركة الجماهير الحرة والواعية في تحديد شكل الدولة التي تناسبهم في العراق. هل تقولون انكم قوة ثورية وتريدون السيطرة على السلطة واعلان الجمهورية الاشتراكية من جهة. ومن جهة اخرى تطالبون بامكانية مشاركة الجماهير الحرة في تحديد شكل الدولة؟ كيف توفقون بين المنهجين؟

 

عصام شكـــري: ان مطالبنا التي نتحدث بصددها ليست مطالب ثورية بالمعنى الدقيق. في قرار اخر واسمه استراتيجة الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي لخلاص شعب العراق ( انظر ص 4 ) قلنا ان الاوضاع الحالية في العراق ليست ثورية. هذه حقيقة. ان جماهير العراق تعيش بظل اوضاع وظروف سودواية. اخص بالذكر مناطق وسط وجنوب العراق. رغم ان كردستان ينزلق للاسف في هذا المنزلق الخطير وقد حذرنا من ذلك وطالبنا لهذا الاعتبار باستقلال كردستان؛ لا من منطلق قومي (اي دعوى وجود اظطهاد قومي عربي ضد جماهير كردستان) بل من منطلق ابعاد العمال الكردستانيون عن السيناريو الاسود وصراع قطبي الارهاب والاسلام السياسي وارهابه.

 

ان توفير الامن والطمأنينة في قرارنا يفسح المجال بوجود ظرف طبيعي. ارجع اذكر بان قرارنا المشار اليه يبغي ارجاع الامور الى الحالة الطبيعية. فدون تلك الحالة لا يمكن انطلاق المجتمع وتحوله تحويلا ثوريا. بوجود هذه الظروف، سندعو الى انتخابات حرة، ومشاركة كل القوى السياسية وبكل حرية ودون أي قيود او شروط في طرح برامجها السياسية وبفرص متساوية للجميع في الدعاية والاعلان عن نفسها، وبالتالي فسح المجال امام الناس وبظروف طبيعية (وليس تحت التهديد والقصف والتفجيرات والاحتلال الامريكي ) بان تنتخب وتختار وتحدد مسارها وخيارها السياسي .

 

خيال ابراهيم: هل بالامكان اشتراككم بالانتخابات وترشيح ممثليكم بظروف معينة. اقصد المشاركة بالانتخابات تحت سلطة البرجوازية. ماهي تلك الظروف؟ هل تعتبر ان ما تسمونه ظروف امنة وطبيعية ومشاركة حرة شرطا كافيا لامكانية مشاركة حزبكم في الانتخابات؟

 

عصام شكــري: مازال البحث نظرياً. الظروف الحالية في العراق هي ظروف مأساوية واوضاع قاتمة ومدمرة. بظروف يتمتع فيها المجتمع بقدر من الحرية والطبيعية وبملاحظة اننا كشيوعيين لا نستنكف عن النضال من اجل السلطة السياسية بكل وسيلة ممكنة ومتاحة لنا من اجل الوصول الى اقوى المنابر. ان هدفنا هو الوصول الى السلطة وانتصار الاشتراكية والطبقة العاملة واسقاط النظام الرأسمالي. تلك الوسيلة تحددها السياقات التاريخية لتطور المجتمع. ولكن في ظروف مجتمع طبيعية وحرة نسبيا سنتمكن من المشاركة بالانتخابات ، التي في الوقت الحالي، لن تبدو باكثر من مهزلة اخرى لقوى امريكا .