بيان الحزب

حول توسط حكومة الميليشيات في العراق

لحل ما يسمى "الازمة في سوريا"

 

تتطور الاوضاع في سوريا نحو المزيد من التراجع والضعف للنظام البعثي الحاكم، والمزيد من المواجهة والتصميم على اسقاط النظام لحركة الجماهير الثائرة. وفي غضون ذلك اخذت الجامعة العربية بالضغط على النظام البعثي الحاكم من اجل ما يسمونه بتخفيف القمع. واصدرت الجامعة العربية قرار بتجميد عضوية سوريا ومحاولات لمقاطعتها اقتصاديا وتجميد ودائع الرأسماليين السوريين وفرض الحصار الاقتصادي على الشعب السوري.

ومن جهتها قامت الحكومة العراقية بايفاد مبعوثين للتوسط بين النظام البعثي وبين الجامعة العربية في مسعى لوقف الاجراءات التي تنوي الدول العربية اخذها ضد النظام وتحت ذريعة منع تدويل الازمة وايجاد مخرج سلمي.

 

ان موقف الحكومة العراقية هو موقف انتهازي سافر يهدف اساسا الى خدمة مصالح الجمهورية الاسلامية الايرانية وتنفيذ اجندتها التي تقوم الان على رأب الصدع داخل المحور الاسلامي – القومي المعادي لامريكا والمتمثل بنظام الجمهورية الاسلامية والنظام البعثي الحاكم في سوريا واحزاب رجعية كحزب الله وحماس؛ هذا الصدع الذي خلقته ثورة الجماهير السورية تحديدا وثورات المنطقة عموما وخاصة هبة الجماهير الايرانية العارمة في العام 2009. ان تصريحات الحكومة العراقية حول منع تدويل الازمة السورية والتخويف من التدخل الغربي والناتو هو موقف في منتهى الوقاحة والتناقض. فكل من اتى للسلطة في العراق ويقبض الان المليارات قد جاء بالظبط عن طريق التدخل الامريكي العسكري واحتلال العراق واقتلاع الدولة وتدمير المجتمع ولكن بظروف مختلفة غير ثورية ؛ بظروف كانت الجماهير فيها في حالة ترقب وخوف وتراجع معنوي هائل.

وحين تهب الجماهير في سوريا من اجل الانقضاض على واحد من اقدم الانظمة القومية الفاشية العروبية في المنطقة ولتحرير نفسها وتقرير مصيرها فان النظام الوحيد الذي نصب بالاحتلال الامريكي والذي شكل فوقيا من اكثر القوى رجعية وتخلفا وارهابا، يتجرأ اليوم بالحديث عن مخاطر تدويل الازمة ويلعب دورا دبلوماسيا وكأنه نظام جاء نتيجة ممارسة طبيعية. ان هذه الموقف الانتهازي الصارخ لا ينطلي على جماهير العراق ولا يجب ان ينطلي على الجماهير في اي مكان في المنطقة.

ان حزبنا وهو يستنكر حملات القمع الوحشية والدموية التي يقوم بها نظام بشار الاسد والتي لم بنبس المسؤولون العراقيون بكلمة عنها وهم الذين تأوهوا كثيرا من طغيان نظام البعث (الكافر) كما كانوا يسمونه في العراق، فانه في نفس الوقت يفضح الموقف الانتهازي للحكومة العراقية والذي يهدف في الواقع الى ايقاف عجلة تقدم ثورة الجماهير السورية لاسقاط النظام الدكتاتوري وخدمة اهداف ومصالح الجمهورية الاسلامية وقوى الاسلام السياسي في المنطقة ومنع تراجعها. ان تراجع هذا المحور بالعكس سيخدم قضية نضال الجماهير حتى في فلسطين من اجل حقوقها بعيدا عن قوى الرجعية من اسلامية وقومية عروبية.

في نفس الوقت فان حزبنا يندد بالسياسات المعادية للجماهير سواء اتت عن طريق الجامعة العربية او عن طريق الغرب وامريكا و يجدد دعمه لثورة الجماهير السورية التحررية للخلاص من هذا النظام الدموي ويدعوها الى الحذر من محاولات قوى الاسلام السياسي والقوى الرجعية التغلغل داخل صفوف الثورة الان او فيما بعد لحرف مسار ثورة الجماهير التحرري والتقدمي والانساني ويدعو الطبقة العاملة والجماهير المتحررة في العراق الى التضامن مع الشعب السوري وثورته.

النصر لثورة جماهير سوريا

عاشت الحرية والمساواة

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

14-12-2011