تقرير منظمة " تعداد قتلى العراق "

يفضح جرائم امريكا والسلطة الموالية لها في العراق

 

 صدر تقرير منظمة " تعداد فتلى العراق" – Iraq Body Count والذي يبين فيه آثار الحرب الامريكية على العراق من خلال احصاء اعداد القتلى المدنيين منذ الاحتلال الامريكي للعراق 2003. ورغم ان اليمين الحاكم في أمريكا والعراق يحاول جاهداً اخفاء ملامح حربه تلك وتزييف حقيقة مراميها عن الجماهير من خلال الكذب المتواصل وادعاء أن عسكريتارية امريكا وجرائم نظامها العالمي الجديد تهدف الى تخليص الجماهير من الدكتاتورية، وبناء الديمقراطية، واعطاء الجماهير حقها المستلب في تقرير مستقبلها، وغير ذلك من الاكاذيب، الا ان ذلك لم يعد ينطلي على احد.

 

يوثق التقرير24, 865  حالة قتلى بين المدنيين و42,500 مصاب وجريح في العراق بين آذار 2003 وآذار 2005. وبطبيعة الحال فأن الجميع يدرك ان الارقام التي يوردها هذا التقرير وغيره من التقارير الدولية ارقاما متواضعة جداً لن تلامس مطلقاً الارقام الحقيقية للقتلى والجرحى والمصابين بين المدنيين جراء الحرب الامريكية. ومن جهة اخرى فان التقرير لا يشتمل على اعداد الاصابات التي احدثتها المليشيات الاسلامية والقومية في صفوف الحرس الوطني وقوات الشرطة والامن العراقية التي تقاتل تلك الميليشيات مع القوات الامريكية. ويبين التقرير ان اعداد القتلى من جراء القصف الامريكي على المدن العراقية قد احدث العديد من حالات القتل بين صفوف المدنيين. ففي تكريت التي تعرضت الى قصف عنيف عام 2003 سجل التقرير نسبة قتيل واحد الى كل 90 شخص. وفي بغداد سقط قتيل واحد لكل 500 شخص بينما سقط في الفلوجة قتيل لكل 137 شخص.  واحصت المنظمة عدد القتلى المدنيين في الفلوجة ب 1,874 وبينت بان العديد من قتلى الفلوجة لم يتم التبليغ عنهم او تسجيلهم. وبين التقرير بان واحدا من كل الف مدني عراقي قد مات ميتة عنبفة في الفترة بين 19 آذار 2003 و 19 آذار 2005.

 

وقد اوضح التقرير بأن نسب القتلى بالنسبة الى الجنس بلغ قرابة الــ 80% من الذكور و9% من الاناث و9.5% من الاطفال. كما بين التقرير ان النسبة الاعلى لجرائم القتل حدثت نتيجة الغارات الجوية الامريكية على مدن الفلوجة والكوت وتلعفر وسامراء والتي قتل خلالها 547 مدنياً. وذكر التقرير ازدياد حالات العنف الجنائي التي ارتفعت في العراق يمقدار 8,935 حالة عن فترة ما قبل الحرب نتيجة ازدياد الجرائم وتفكك المجتمع المدني وانهيار اطر العمل القانوني الموثوق به وغياب قوى شرطة عاملة او قضاء في اجزاء عديدة من العراق. كان كل ذلك مصحوبا بطبيعة الحال بازدياد معدل البطالة الى 50% مما ادى الى انتشار عمليات القتل والمعارك بين العصابات الاجرامية. ويتحدث التقرير أخيراً عن الجرحى بين صفوف المدنيين نتيجة الحرب الامريكية حيث يوضح بأن 42,500 جريح قد اصيبوا وبأن شخصا واحدا من بين 560 قد تعرض الى الاصابة بجروح القنابل والانفجارات او نيران الاسلحة الخفيفة منذ الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003.

 

وتطابق النتائج المعروضة في تقرير منظمة " تعداد قتلى العراق" مع تقرير منظمة "لانست" في تشرين الاول الماضي والتي اشارت فيه الى سقوط 98,000 انسان نتيجة الحرب الامريكية سواء عن طريق العنف او بسبب الانهيار الاجتماعي في البلد. ويذكر بان الحكومات الامريكية والبريطانية والعراقية لم تقم باجراء اي احصاء للقتلى المدنيين في العراق.

 

ان تقرير منظمة "تعداد قتلى العراق" يبين بوضوح زيف الدعاية الامريكية حول نتائج حربها الوحشية في العراق ومدى الدمار البشري والمادي والمعنوي الذي احدثته بين صفوف الجماهير، وبطلان اداعاءتها وادعاءات حلفائها في الحكومة العراقية حول تحقيق التحسن في حياة الجماهير وانتهاء القتل والتعسف والجرائم الوحشية، هذا اذا اغمضنا اعيننا وصممنا آذاننا عن رؤية اعمال القتل وسماع دوي انفجارات الاعمال الارهابية التي جلبتها امريكا الى العراق وما تسببه يوميا من سقوط العشرات من الابرياء وتعامينا عن رؤية الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي المزري الذي ادت اليه سياسة امريكا -  النظام العالمي الجديد.