فشلوا في ارعاب الجماهير بالمدفع الصوتي وبقنابل الدخان والغازات المسيلة للدموع

مشاركة الحزب الشيوعي العمالي اليســـاري العراقي في التظاهرة العارمة ضد قمة العشرين والثمانية بكندا

تقرير نحو الاشتراكية

 

 

جرت بتاريخ 25-27 حزيران في مدينة تورونتو الكندية تظاهرات واسعة مناهضة لقمة العشرين وقمة الثمانية. وقد شارك الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي الى جانب عدد كبير من الاحزاب والتنظيمات والنقابات العمالية والمنظمات المناهضة للرأسمالية في تلك التظاهرات رافعا لافتته  المناهضة للرأسمالية والداعية الى الاشتراكية وموزعا نسخا من بيانه باللغة الانكليزية داخل التظاهرات.

 

 وقد شارك في تلك التظاهرات اعداد كبيرة جدا من المتظاهرين قدرت بعشرين الف متظاهر. واتسمت التظاهرات في جانب مهم منها بالاحداث العنيفة. فقد برزت داخل حشود الجماهير مجموعة  صارت تهاجم واجهات البنوك المهمة في وسط مدينة تورونتو وكذلك مقهى ستارباكس واضرمت تلك المجموعة النيران باربعة سيارات شرطة وتركتها تحترق امام عدسات الكاميرات لساعات طويلة. وقد جابهت قوات الشرطة الكندية المتظاهرين بشكل وحشي وقاموا بانتهاكات واسعة ضد المتظاهرين تظمنت القاء القبض على المئات دون ان يكون لهم اي ضلع في اعمال العنف. كما القي العديد منهم ارضا وركلوا بعنف من قبل قوات الشرطة مما ادى الى جرح العديد. وتم اعتقال قرابة الالف شخص واودعوا في سجن جماعي عوملوا داخله بقسوة وصدرت تقارير عن ممارسة الضرب والركل وانواع الانتهاكات.

 

لقد جاءت تلك الممارسة الوحشية من قبل الشرطة الكندية ضد المواطنين المحتجين بعد ان شنت وسائل الاعلام الكندية حملة هستيرية واسعة ضد الاعتراضات المتنامية والمتوقعة ضد قمة دول العشرين والثمانية والتي تجسد بكل وضوح مشاعر الجماهير المعادية للرأسمالية وللاستغلال. وقد تم تهديد المتظاهرين وعلى مدى اسابيع قبيل موعد القمتين  باستعمال سلاح جديد يؤدي الى احداث صمم  في سمع الجماهير سمي بالمدفع الصوتي. ذلك السلاح تم تجهيزه لكي يحدث الصمم في سمع كل من يقف في المنطقة وبشكل جماعي. وقد تناقلت الاخبار، والتي زادت من حقد وكراهية الجماهير على السلطة، عن وصول المبلغ المخصص لتوفير الحماية الامنية لحفنة الرأسماليين المشاركين في قمة العشرين والثمانية الى مليار دولار كندي.

 

وفي التظاهرة الحاشدة  اطلقت قوات الامن الكندية قنابل الدخان والرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين واستعملت الهراوات في تفريق الحشود والانتقام من الشباب والشابات المعترضين بكل وحشية حتى بعد انتهاء اعمال العنف التي مارستها مجموعة الفوضويين بوقت طويل.

 

وقد جلب مظهر الاعتقالات واعمال الحرق وكسر واجهات المحلات والمظاهر العسكرية داخل شوارع مدينة تورونتو استغراب ودهشة الجماهير التي اتهمت الشرطة بالمبالغة وبالعنف والوحشية لتبرير مبلغ المليار دولار المخصص لما يسمى الحماية الامنية لناهبي العالم من اقطاب رأس المال. وقد نقلت وكالات الانباء صور من تلك المظاهرات والاحتجاجات الواسعة والاعمال العنيفة المصاحبة لها وبثت في جميع انحاء العالم.

 

وبين العشرات من الصحفيين ووسائل الاعلام ان اجراءات الشرطة الكندية تلك لم يسبق لها مثيل في شدتها وقسوتها وان مدينة كتورونتو او اي مدينة كندية اخرى لم تشهد مثل هذه المظاهر والاعتقالات والمشاهد الحربية من قبل.

 

لقد كانت التظاهرات اكبر اعلان جماهيري واسع النطاق عن حجم النقمة الجماهيرية ضد النظام الرأسمالي وممثليه من رؤساء الدول ووزراء الاقتصاد ومدراء البنوك. كما بينت التظاهرات حجم وحشية ولا انسانية وتهافت ادعاءات السلطة الحاكمة بالمدنية حين اطلقت قوات القمع بكامل عدتها للتنكيل بالجماهير التي سارت في غالبيتها الساحقة وهي ترفع اصواتها احتجاجا على الرأسمالية والطبقة البرجوازية الحاكمة وبشكل شديد التمدن.

 

الا ان وسائل الاعلام الحكومية حاولت تصوير ان التظاهرات كانت عنيفة ون القمع كان مبررا وضروريا من اجل احلال الامن الذي لم يدمره في الواقع الا التواجد المهول للشرطة الكندية واستعمالها للقسوة والبطش والتي بدورها اثارت انتقادات عدد كبير من المدافعين عن الحقوق المدنية قائلين ان وثيقة الحقوق المدنية للجماهير في حرية التعبير عن الرأي قد تم دفنها في قمة العشرين هذه.

 

لقد عبرت التظاهرات الحاشدة التي جرت في تورونتو بشكل جلي عن ان الجماهير في كندا وفي كل مكان في العالم لم تعد تقبل التزام الصمت ازاء  الطبقة البرجوازية وخططها لسلب الحقوق الاساسية لمليارات البشر في العالم. وقد حطمت التظاهرات الجماهيرية الواسعة خرافة سلمية وانسانية الدولة الكندية وتبجحها بكونها دولة مساعدات انسانية ونقلت كل وكالات الانباء عنف ووحشية الشرطة الكندية وتهديداتها الوقحة باستخدام الاسلحة التي يفترض تحريمها دوليا كالمدفع الصوتي ضد الاف من المواطنين المعترضين واداة للتخويف وبث الرعب.

ان هذه الاحتجاجات قد جرت في كندا بعد ايام من احتجاجات عارمة اجتاحت اليونان موجهة ضد الدولة اليونانية بسبب اجراءاتها التقشفية ضد الملايين من العمال ومحاولة سلبهم كل حقوقهم وتقليل اجورهم وفرض ضرائب عالية. كما انها جرت بعيد الازمة الاقتصادية  التي اجتاحت النظام الرأسمالي والتي عصفت بجميع الدول خلال السنتين الماضيتين مما ادى الى طرد ملايين العمال من اعمالهم ورمتهم على الارصفة في حين تم تعويض البنوك العملاقة بترليونات الدولارات. وتبرز فضيحة بقعة البترول التي ماتزال متفجرة في مياه  خليج المكسيك بامريكا التواطئ المشبوه والحقير بين الدولة الامريكية وشركة عالمية عملاقة كشركة برتش بتروليوم ( بي بي) البريطانية كاحد اهم اسباب النقمة الجماهيرية العارمة في امريكا ضد الرأسمالية وممثليها في كل مكان.

 

 تعرف الجماهير اليوم اكثر من اي وقت مضى ان الاستغلال والجشع والرغبة المحمومة في مراكمة الارباح هو دافع الطبقات الحاكمة في كل مكان وان احتجت الجماهير فانهم يدركون جيدا ان تلك الطبقة لن تتورع عن استخدام اكثر الوسائل وحشية بما فيها الرصاص الحي لكي تجيب على اعتراضات الجماهير.

 

وان كانت ثمة شئ في تلك المظاهرات العارمة فهو المؤشر على ان الجماهير اليوم لم تعد تخاف ولن تقبل بالاستغلال وبسلب النظام الرأسمالي وممثليه الطبقة البرجوازية لانسانيتهم اكثر من ذلك بحجة الازمة وضرورة التضحية. ان الجماهير تصرخ باعلى صوتها انها ازمتكم وليست ازمتنا،  ازمة نظامكم وليس نظامنا. اما جواب البرجوازية فهو التهديد باستعمال مدفع الصوت وصم اذان الجماهير اضافة الى تكسير عظام العمال والمعترضين والفقراء والمحرومين.

 

لقد اعلنت التظاهرت في كندا انها تظاهرات انسانية وان قدرة الجماهير تزداد وتتألق رغم كل تبجحات البرجوازية بنهاية حلم الانسان بالتغيير وبالاشتراكية.