مقابلة نحو الاشتراكية مع سمير نوري عضو المكتب السياسي للحزب حول يوم العمــــال العالمي

 

 

 نحو الاشتراكية: تم احياء مراسم الاول من ايار في مدينة تورونتو وقمتم بالقاء خطاب باسم الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي بالمناسبة. هل لك ان تطلع القراء على فحوى خطابكم واهم المحاور فيه ؟

 

سمير نوري: اني كنت انوي الحديث عن الأوضاع العالمية والأزمة الأقتصادية والسياسية والأيديولوجية التي يعاني منها النظام الرأسمالي ولكن الرفيق حميد تقوائي غطى الموضوع بشكل واسع وتحدث عن موقعية الطبقة العاملة العالمية وضرورة تغيير النظام الرأسمالي بالنضال لاجل استلام السلطة السياسية. ولكي اتجنب التكرار، اختصرت خطابي حول العراق والوضع السياسي و الأمني و المعاشي لجماهير العراق والصراع الدائر بين القوى السياسية والأجتماعية في العراق.

 

بعد ستة اعوام من الأحتلال والتدمير والقتل على الهوية ونهجير ملايين الناس وحرمان الجماهير من ابسط الخدمات.

 

 ان البرجوازية العالمية و المحلية وعن طريق ابواق اعلامهم الكاذب يعلنون بأن العراق يمر بمرحلة الأطمئنان والأمان لذا تقوم الدول الأوروبية يطرد طالبي الجوء العراقيين بالقوة، و في نفس الوقت نحن نشهد سلسة انفجارات في بغداد و الانبار والموصل وكركوك ادت فقط في الشهر الماضي الى قتل اكثر من 335 شخصا. ذلك يدل على مدى هشاشة الوضع الامني وان بغداد اشبه بثكنة عسكرية محوطة بقوالب كونكريتية بعلو مترين او اكثر ولا يزال فراغ الدولة والصراع على السلطة السياسية مسالة غير محسومة والحكومة متكونة من ميليشيات متصارعة. ان التغيرات التي يمر بها العراق هو جزء من التغيرات العالمية وخاصة التغيرات الحاصلة في السياسة الأمريكية، بعد اعلان انهاء الحرب في العراق وتغير سياسة ”محاور الشرً“ و ”الحرب ضد الأرهاب“ و“الحرب الوقائية“ وتنفيذ سياسة المساومة مع الأسلام السياسي والاقتراب معهم وتحول الصراع بين القطبين الأسلام السياسي من طرف وامريكا و حلفائها في الطرف الأخر الى التقارب وقرب نهاية ثنائية قطبية الصراع والوقوف في نفس الموقف والخندق وتحول الصراع بين البرجوازية وقواها السياسية من طرف بينما الجماهير في الطرف الأخر.

 

و في جانب اخر ان الأزمة الاقتصادية العالمية التي زادت تخبط البرجوازية العراقية من الناحية الأقتصادية وشددت ازمتها التي نجمت من الأوضاع السياسية و عمقتها، تدعو الطبقة العاملة في الأول من ايار الى رفع راية التغير السياسي وان شعارات الأصلاحات الأقتصادية لا تدفع الأمور الى اي مكان وانما يجب على الطبقة العاملة ان تتدخل في الأوضاع السياسية وانهاء البربرية التي فرضتها البرجوازية على العالم وان شعار"اما الأشتراكية او البربرية" وهو شعار بوستر الحزب الذي  علق في اكثر شوارع بغداد يعبر عن هذا الواقع.

 

 نحو الاشتراكية: الاوضاع السياسية في العراق تمر بمرحلة من التغيير وعدم الاستقرار. ما سبب ذلك التغيير وكيف ترى موقعية الطبقة العاملة ودورها في هذه الاوضاع ؟

سمير نوري: اني تحدثت عن التغيرات السياسية وخاصة انتهاء الأحتلال ونهاية الحرب التي اعلنها باراك اوباما في العراق. ان افول النظام العالمي الجديد وهزيمته والتي سببت فشل قيادتها من المحافظين الجديد و سقوط صقورهم واحدا تلو الأخر قد ادت الى هذا التغير في السياسة الأمريكية وبالتأكيد يؤدي الى حدوث تغيرات جدية في العراق. ولكن في نفس الوقت يبين تخبط البرجوازية وعدم وضوح رؤيتها وانسداد الأفاق عالميا ومحليا بوجهها حيال العراق.

 

ان انسحاب امريكا في العراق يؤدي الى تغيرات سياسية جدية منها انفجار الصراعات الخامدة بين القوى السياسية للسيناريو الاسود والتي اتت وتقوت بسبب الحرب وتقسيم الجماهير بين الطوائف والقوميات والأديان وتقوية السنن العشائرية والدينية البالية وتعريف البشر في العراق على اساس تلك  التعريفات ومسح الهوية الأنسانية لهم.

 

لذا فان انسحاب الجيش الأمريكي سوف يفتح المجال لمصادمات بين القوى الدينية والطائفية و القومية. ان القوميين الكرد الذين وصلوا الى مكانتهم اليوم والتي نتجت من تحالفهم مع الأمريكان في حرب الخليج الأولى، فان خدماتهم الان قد اصبحت نافذة المفعول لأمريكا، لذا تخلى الأمريكيون عن خدماتهم حيث هناك من يخدمهم بشكل احسن واقوى. لذا فان انفجار الصراع بين حكومة اقليم كردستان او القوميين الكرد بشكل عام وحكومة بغداد المركزية او حكومة المالكي هي قاب قوسين او ادنى، وان كل المؤشرات تبين صحة كلامنا هذا خلال السنة الماضية. ان وجود ميليشيات بدر والصحوة و البشمركة وجيش المهدي كافٍ  في أية لحظة من اللحظات لتحويل العراق الى ميدان لحرب اهلية طاحنة لن تعرف آثارها المدمرة.

 

وبغض النظر عن الصراع الدموي بين هذه القوى فانهم من الناحية الطبقية يشكلون جبهة واحدة معادية ومناقضة لمصالح الجماهير العمالية وقواها التحررية.

 

نحو الاشتراكية: بعد الازمة الاقتصادية على الصعيد العالمي فان البرجوازية اصبحت عديمة الافاق وهي تتخبط بقوة ولا تجد حلا سوى تشديد الحرمان الاقتصادي والسياسي والحقوقي ضد الجماهير الواسعة. كيف تعلق على مسألة ضرورة تدخل الطبقة العاملة سياسيا ؟ كيف ترى شكل التدخل السياسي للطبقة العاملة وماهي وسيلتها في هذا التدخل؟

 

 سمير نوري: ان البرجوازية بينت عجزها في المجال الأقتصادي عالميا. ان السوق الحرة وقوانينها التي اعلنت بانها ابدية ونهائية بعد  فشل رأسمالية الدولة في القرن الماضي بسقوط الكتلة الشرقية، فان تلك السوق الآن ليس لها اي افاق ولا يوجد لديها اي بديل وقد جلبت هذه الأزمة وهذا الفشل العالمي الى انسداد افاقه على جميع الاصعدة سياسيا وايديولوجيا واعلنوا بان ماركس كان على حق و لكن هذا الأعتراف هو اعتراف بماركس والماركسية من وجهة النظر الاقتصادية الصرف، غير انهم ينكرون ماركس والماركسية في مجال السياسة و الاجتماع، وهذا وظيفة الطبقة العاملة اي اعلانها باحقية ماركس ومصداقيته على جميع الاصعدة.

 

يجب على طبقة العاملة ان نرجع الى ماركس؛ الى دروسه و نظرياته ونظرية النضال الطبقى وتطويرها لحد استلام السلطة السياسية وبناء الحكومة العمالية.

 

في العراق فان الطبقة العاملة والجماهير المحرومة تحتاج الى حزب سياسي متدخل. بدون هكذا حزب فان الحديث عن الأشتراكية واستلام السلطة السياسية يبقى خيالا ثوريا فارغا. اى ان الحزب و التحزب يشكلان الحلقة الاساسية في هذا المجال والحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي هو ذلك الحزب. انا ادعو العمال والتحرريين الى الانظمام والألتفاف  حول هذا الحزب وتحويله الى اداة لنضالهم لاجل الظفر بالسلطة السياسية وتحقيق الأشتراكية.

 

نحو الاشتراكية: شكرا جزيلا على الاجابة .