معسكر اشرف و“السيادة الوطنية“ !

 

نحو الاشتراكية

 

يواجه سكان وقاطني معسكر اشرف في العراق ضغوطا شديدة وتضييق على حياتهم بعد الهجوم الوحشي الذي نفذته قوات المالكي وبمشاركة الفرقة الخامسة في ديالى والتي يسيطر عليها المجلس الاسلامي الاعلى المرتبط بالجمهورية الاسلامية. ويعاني السكان بشكل اساسي من التدخل المستمر من قبل قوات الجيش وضغط حكومة المالكي من اجل اكراههم على الرحيل او تسليمهم الى الجمهورية الاسلامية التي لن تتوانى عن ارتكاب المجازر بحقهم.

 

ان المعسكر يقطنه اعضاء وعوائل واطفال منظمة سياسية ايرانية معارضة لنظام الجمهورية الاسلامية وان هؤلاء يتعرضون لحملة من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية واعوانها داخل حكومة المالكي من اجل تصفيتهم وهذا ما يتضح من خلال اصرار الحكومة العراقية على فتح مركز شرطة بادعاء ”السيادة الوطنية“ على المعسكر.

 

من الواضح ان امريكا وقد تنازلت كليا عن حماية المعسكر تحججا بانها تنفذ بنود الاتفاقية الثنائية مع حكومة المالكي التي نصبتها بنفسها، غير ان السبب الرئيسي لتسليم امريكا لمصير هؤلاء الى الحكومة الايرانية واعوانها الاسلاميين في العراق هو  انها تتبنى سياسة جديدة قائمة على ارضاء النظام الاسلامي او على الاقل تجنب تهييج العناصر الاسلامية العميلة لطهران في الحكومة العراقية من اجل ان تنسحب من العراق وتتجنب اي ”ورطة“ اخرى لتخرج من المستنقع الذي خلقته بنفسها.

 

نشجب الاعتداءات على سكان معسكر اشرف من الناحية الانسانية ووجود المرضى والاطفال وايضا من الناحية السياسية حيث ان انتهاج السلطة لاسلوب الطرد والابعاد وتسليم المعارضين هو سابقة خطيرة ويجعل من حريات العمل السياسي مستحيلة ويرسخ منهج تسليم المعارضين السياسيين الى الانظمة الوحشية  وهي عموما سمة عامة لجميع الانظمة الحاكمة في المنطقة سواء كانت اسلامية ام قومية وعلى رأسها بالطبع نظام الجمهورية الاسلامية الوحشي في ايران.

 

ان وضع العراق والانفجارات والقتل الجماعي للجماهير والحرب الطائفية غير المعلنة واستمرار تدهور الاوضاع على كل الاصعدة يؤشر بان العراق بلد غير آمن وان من واجبات الامم المتحدة توفير ملاذ آمن  او بلد ثالث لسكان معسكر اشرف واخراجهم من هذه المحنة والاعتداءات والاهانات التي تسببها القوى الموالية والتابعة للجمهورية الاسلامية في حكومة المالكي الاسلامية وعلى رأس تلك القوى حزبي المجلس الاسلامي الاعلى والدعوة الاسلامية.