حول تصريحات قائد الجيش حول الفراغ السياسي والتخويف من الارهاب والفوضى

انهم يريدون هزيمة الثورة !

صرح قائد الجيش الجنرال التونسي رشيد عمار بان الفراغ السياسي في البلاد قد يؤدي الى الدكتاتورية وان "ثورتنا في خطر" وان هناك قوى ترغب في خلق فراغ سيؤدي الى الارهاب ومن ثم الدكتاتورية.

ان الفراغ الناجم في السلطة سببه الهبة الجماهيرية الثورية العارمة والتي طردت اركان النظام الدكتاتوري وادت الى هروبهم مذعورين. لقد قامت الجماهير بالثورة وليس اعوان الدكتاتور السابق من السياسيين والعسكريين المتنفعين والاثرياء والذين خدموا النظام الدكتاتوري وذادوا عنه وسكتوا عن جرائمه والان يصرحون بانهم "اصدقاء" الثورة ويدعون حميتهم عليها. ولكن هل يريدن الجنرال عمار ملئ الفراغ باعوان النظام  ؟ هل يحل الموضوع ب"حكماء" من ازلام الديكتاتور المخلوع بن علي ؟. ان الثورة التي لم يقم بها هو ولم يساندها، هي القادرة على ملئ الفراغ وليس شخصيات او رموز السلطة الدكتاتورية البغيضة التي يجب ان تكنسها الثورة نهائيا وتسقطها بضرباتها.  ثورة جماهير تونس حية ومتدفقة.

ان قائد الجيش يريد، مرة اخرى ان يقول للجماهير؛ ارجعوا الى بيوتكم ودعونا نتدبر الامر ونملئ الفراغ لكم. اتركوا الامور بايدينا. كفى اعتراضات ومظاهرات. انهوا الثورة ولا تخلقوا فراغا اكبر. انه  يخيفكم بان الفراغ سيؤدي الى الارهاب، والارهاب الى الدكتاتورية. ولكن من كان يعاون الدكتاتورية ايام النظام السابق؟ انه خائف من الثورة ومن قدرتها المتعاظمة.  يريد ان يسلبكم قدرتكم الثورية ويكسر احتجاجاتكم وهزيمة ثورتكم. الاحرى بالجنرال وبقية العسكر ان ينصاعوا الى مطالب الثورة وينهوا العمل بالاحكام العرفية ويخلو الشوارع من جميع القوى العسكرية اذا ما كانوا صادقين في ادعاءاتهم.

ان حل فراغ السلطة ومنع الانهيار الامني ومجئ الارهابيين او الفوضى يكمن في تقدم الثورة وضغطها الى الامام وانجازها لمهامها وليس بترك مقاليد الامور بيد اعوان النظام وعكسرييه؛ في تنظيم الجماهير لقواها بسرعة والتواجد في الميدان، في الشوارع، في الساحات، في المسيرات، في الاعتراضات المستمرة، برفع مطالبها واهدافها العاجلة والضغط من اجل تحقيقها ولم الجماهير ورص الصفوف حولها. لدى الثورة الجواب على الفراغ السياسي، بتنظيم اللجان والمجالس الجماهيرية والعمالية في المناطق والمدن والقرى وكسبها القوة ووقف اي تردي للاوضاع او مجئ الارهابيين او المخربين او الاسلاميين.  ذلك بايدي الثورة نفسها وليس بيد قوى السلطة المرتجفة واعوان الدكتاتور المخلوع. وبنفس القدر فان الثورة تعلن ان بامكانها قطع دابر ووجود الاسلام السياسي وشل قدرته على العبث بالمجتمع وتدميره وارهابه من خلال احكام سيطرتها على الاوضاع ولف الجماهير ورص صفوفها حول اهدافها.

ياجماهير تونس الثائرة، نظموا انفسكم واديموا ثورتكم ولا تفسحوا لهم المجال باقناعكم بالتراجع وترك الساحة خالية لهم ليرجعوا اعوان بن علي وبحجة ان وضع المجتمع في خطر. انهم هم في الواقع في خطر ويريدون ان ينقذوا نظامهم المنهار تحت ضربات ثورتكم. و تدعوا الثورة افراد القوات المسلحة التونسية الى عدم الانصياع الى اوامر قادة الجيش واعوان النظام الذين نكلوا بالجماهير التونسية لمدة 23 سنة وتطالبهم بالانظمام الى صفوف الجماهير الثائرة المتعطشة للحرية والمساواة والرفاه والتمدن والى نصرتهم وعدم الانصياع لمن خدم النظام الدكتاتوري المعادي للجماهير بل الى تقوية الثورة ونصرتها.

عاشت ثورة الجماهير التونسية، والى الامام حتى النصر!

 

الحزب الشيوعي العمالي اليســـاري العراقي

24-1-2011