تحذير حول الإسلام السياسي

الى المنظمات العمالية والتقدمية والجماهير التحررية والثورية في تونس !

 

نحن الحزبان الشيوعي العمالي الأيراني والشيوعي العمالي اليساري العراقي، مرت علينا سنوات عديدة ونحن نخوض النضال ضد الأسلام السياسي.  وكحزبين، شاهدنا كيف تصاعد مد الحركات الأسلامية وازدادت قوتها في ايران والعراق. لذا، نرى من الضروري ان نضع نقاط معينة بمتناول ايديكم حول الحركات الأسلامية. ان تجربة ثورة جماهير ايران وصعود الأسلام السياسي في ايران والعراق وافغانستان، والجرائم التي ارتكبتها تلك الحركات ضد الجماهير في هذه المنطقة، تشكل اهمية قصوى لجماهير تونس ولثورتكم التحررية.

 

 

عندما قامت الجماهير بالثورة ضد الحكومة الأستبدادية الشاهنشاهية في ايران سنة 1979 الحركات الأسلامية لم يكن لهم القوة و ثورة الجماهير لم يكن اسلاميا على اللأطلاق. ورغم ذلك سيطر الأسلاميون على السلطة. وفي العراق، الاسلاميين لم يكن لهم نفوذ ولكن بعد احتلال هذا البلد من قبل القوات العسكرية الأمريكية ودول اوروبا، فسح المجال امام صعود الحركات الأرهابية الأسلامية.  ولكن في تونس، ورغم عدم وجود الأسلاميين بشكل يذكر، ورغم تباين الأوضاع العالمية بشكل كبير بين المرحلة الراهنة وفترة ثورة 1979 ومرحلة احتلال العراق، وبغض النظر عن دراية واطلاع جماهير تونس بما  قامت به الحركات الأسلامية من جرائم في ايران وبقية بلدان المنطقة، وخاصة معرفتها بمجرى الثورة الأيرانية غير المنجزة لسنة 2009 واطلاعهم على قمة البربرية والجرائم التي ارتكبتها الحكومة الأسلامية ضد الجماهير، فانه وبسبب كل ذلك لا يمكن اعطاء اعتبار ضئيل للأسلاميين. ان احتمال وصول الأسلاميين الى السلطة يبدو ضعيفا جدا، ولكن ذلك لا يعني بانه في حالة عدم وجود الوعي الكافي للمجتمع من حولهم، فانهم لن يستطيعوا فرض القوانين الرجعية على الدولة الجديدة التي تتشكل وفرض انفسهم عليها.  

 

ان ضعف ثورة سنة 1979 في ايران ترجع الى ان الجماهير و حتى بعض الناشطين و القوى السياسية بالرغم من كونهم غير دينيين بشكل كامل ولكنهم لم تكن تمتلك برامج وشعارات واضحة ضد الدين وتدخل الدين في الدولة، ولم تستطع تسليح الموجات العظيمة لثورة تحررية ولا دينية بشعارات علمانية وبمطالب سياسية شفافة وبالحريات السياسية. ان بعض الحركات السياسية في تلك الثورة قد اعتبرت ان كانو يبررون الخميني وانصاره بانهم معارضين للشاه و وعدم اهتمامهم بالسياسات و الأهداف الواضحة و الرجعية العميقة للقوى الأسلامية، وبدلا من طرح الشعارات الواضحة حول فصل الدين عن الدولة ، العلمانية،و الأصرار على حرية العقيدة و البيان، و حرية التدين و الألحاد و مطلب مساواة الحقوقية للمرأة بالرجل، ، فان تلك الاحزاب بدأت بالدفاع عن الأسلاميين والحركة الأسلامية في السلطة دون الشك بانهم سيقومون بتصفية الأحزاب والحركات الأشتراكية والتحررية، وقمع المجالس العمالية دون اي رحمة، وقتل قرابة المائة الف شخص خلال سنوات قليلة وهزيمة الثورة. وتثبيتاً لسلطتهم، فانهم فرضوا الفقرغير القابل للوصف، وسلبوا حقوق المرأة كاملةً، ووسعوا قمع العمال والجماهير المطالبة بحقوقها. وفي العراق فان الاسلاميين، وتحت يافطة الصراع ضد الأحتلال وبمساعدة الحركات الأسلامية في المنطقة، اصبحوا قوة سياسية مسلحة. وقد وقعت الجماهير العراقية بين كماشة القوات المحتلة من جهة والحركات الأسلامية الرجعية من الجهة المقابلة، ودمر النسيج الأجتماعي للمجتمع من قبل المجاميع والقوى الظلامية.

      

اننا وبدون ادنى تردد نوصيكم بان تطرحوا في مناهجكم السياسية، وبرامجكم، وشعاراتكم، وتبليغاتكم، وجنبا الى جنب كل شعارات ومطالب الرفاه للجماهير، وفي آن واحد، الدفاع الواضح والصريح عن مطلب فصل الدين عن الدولة والتريبة والتعليم والقوانين القضائية، وبالحكومة العلمانية، والدفاع عن المساواة الكاملة بين المرأة والرجل وعن حرية الملبس، والتعبير والعقيدة والتنظيم والأضراب والتجمع والنشر غير المشروطة، وحرية التدين والألحاد، ومنع اي مساعدة مالية للمؤسسات الدينية من قبل الدولة، وفي وقت متزامن ان تقصوا على الجماهير الجرائم التي ارتكبها الاسلاميون في ايران وافغانستان والعراق والجزائر...وتسلحوا الجماهير بالشعارات والمطالب العلمانية الواضحة.

 

لا جدال في ان امكانية تثبيت وتطور هذه المطالب بين صفوف الجماهير في الوقت الحاضر، رهن ٌ باستمرار الثورة وبالمشاركة المليونية للجماهير في ميدان السياسة.

                 

 

نتمنى لكم الانتصار، اعتبروا اننا نقف الى جانبكم في النضال من اجل تحقيق حياة انسانية في مجتمع، حرة ومتساوية  ومرفهة ومتمدنة وعلمانية.

 

الحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي

الحزب الشيوعي العمالي الأيراني

في27-1-2011