العنف ضد المرأة

من سيوقفه ؟

ام سلام 

 

لا يقتصر العنف ضد المرأة على ثقافة معينة او منطقة معينة او بلد معين كما انه لايقتصر على فئات نسائية معينة داخل المجتمع ذلك ان جذور العنف تكمن في التفاوت القديم في علاقات القوة بين الرجل والمرأة وفي استمرار التمييز ضد المرأة، ورغم ان معظم المجتمعات تحظر هذا العنف الا انه في واقع الامر يتم التستر عليه او التقاضي عنه ضمنيا في اكثر الاحيان .

 

تتعرض النساء في العراق لشتى انواع العنف بشكل يومي بسبب الاوضاع السياسية وارتفاع وتيرة العنف العام واستشراء المنطق الرجولي والديني والعشائري ومن المعروف انه كلما ازدادت الصراعات السياسية فأنه يولد معها العنف الأسري ضد المرأة ويأتي ذلك نتيجة لما يتعرض له الرجل يوميا من صنوف التهديد بالموت ولهذا الموضوع نتائجه السلبية ينعكس على تصرفاته اليومية فيعاد انتاج العنف الذي يتعرض له على من امامه في البيت تحديدا لذا تكون الضحية في المرتبة الاولى هي المرأة واطفالها وخاصة من البنات ويساعد على امتداد وتوسع مسألة العنف ضد المرأة .

 

من يطلع على الاوضاع الاجتماعية داخل الاسرة يتضح له مدى انتشار اساليب العنف خصوصا وفق الاطر القانونية الموجودة فالثغرات التي تتغلغل في القانون وعدم وجود قانون يحمي حقوق المرأة من حيث الضرر والتجاوز الحاصل في المحيط الأسري توفر غطاء يحمي كل انواع العنف وقد تمت ملاحظة عدد النساء اللاتي يتعرضن للضرب والهجر في تزايد مستمر وان حالات الطلاق في ارتفاع مستمر , كذلك يساهم التشدد الديني الاسلامي بشكل كبير في ازدياد العنف خصوصا انه اصبح ظاهرة منتشرة بشكل كبير في المجتمع العراقي ليكون عائقا كبيرا امام تحرك المرأة وتقييد حريتها خصوصا فيما يتعلق بمسألة الحجاب الذي اصبح اجباريا وليس اختياريا .

ان ارهاب النساء بتهديدهن لاجبارهن على ارتداء الحجاب اخذ يطال حتى الموظفات وهناك حالات حصلت بتهديدهن بفصلهن عن العمل اذا ما ارتدت الحجاب وهناك الكثير ايضا من الطالبات اللواتي تعرض للعنف والتهديد ايضا بسبب عدم ارتدائهن الحجاب وقد تعرضن للتهديد المستمر ونشر اللافتات التي تحذر من عدم ارتداء الحجاب .

 

هنالك الكثير من الحالات التي تضر بالمرأة وعدم حمايتها وعدم سن قانون يكفل حمايتها من المليشيات والاوباش الذين يريدون ان يقبعوا المرأة ويجعلوها خادمة ومطيعة لنزواتهم ورغباتهم. لقد تم اختطاف الكثير من النساء وتعد هذه الظاهرة من اكبر القضايا التي تبث الرعب داخل المرأة وغالبا مايكون الخطف على ايدي عصابات بهدف الفدية او بهدف سياسي .

 

لقد بات المجتمع العراقي تحت هيمنة القوى الاسلامية ومليشياتها التي تسيطر على كل كبيرة وصغيرة وتتدخل في حياة الانسان ونمط حياتهم وملبسهم وكان نصيب المرأة الثقل الكبير من هذا التسلط , فقد سلبت حريتها واعادتها الى عصر الحريم وتم فرض الحجاب عليها , بل وصل الحد الى قتلها ورميها في الشارع وكل ذلك حصل بأسم الدين والشريعة الاسلامية .

 

ان من يتابع يوما كاملا في حياة المرأة في العراق يتضح له مدى صعوبة الواقع الذي تعيشه فيه وبات من الضروري ان تلتفت الانظار لها خصوصا انها اصبحت في ظل الوضع الراهن من اكثر النساء في العالم يعيشن في وضع مأساي وهذا يعتير خرقا واضحا لحقوق الانسان .

 

ان ازاحة الاحزاب الدينية عن السلطة وفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم وسن دستور علماني يضمن حقوق المرأة ومساواتها الكاملة وغير المشروطة بالرجل هي اهم الخطوات التي يمكن في ظلها ان تستعيد المرأة حقوقها المغتصبة وحريتها المهانة وان تحررها الاقتصادي عامل حاسم اخر في تحقيق المساواة بين المرأة والرجل .